إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

«صفقة القرن» تقسم العالم العربي


عمان جو- لقد بات الانقسام واضحاً للعيان. السعودية والإمارات، الدولتان المهمتان والمؤثرتان في الخليج، أعلنتا مشاركتهما في الورشة الاقتصادية في البحرين.

أما السلطة الفلسطينية وحماس فأعلنتا كل واحدة على حدة بأنهما ستقاطعان المؤتمر. مصر والأردن في حالة تردد. باقي العالم العربي يلعق جراحه. إيران من جهتها، تبتسم من منصة المتفرجين.


لقد نجح الملك عبد الله الثاني في البقاء متجاوزاً احتجاج الربيع العربي، بعد أن تبنى جزءاً من مطالب الجماهير وغيّر طريقة الانتخابات.

ولكن مشاكله لم تنته عند هذا، ومملكته غير مستقرة. كان يفضل أن يدوم انتظار صفقة القرن في هذه المرحلة، والغموض الذي يلف تفاصيل الخطة يزيد تخوفه من أن بلاده ستكون مطالبة بدفع ثمن باهظ.


ومقابل الأردن، تبدي مصر ثقة بالنفس؛ فهي تتجاهل السلطة في اتصالاتها مع حماس حول التسوية، وأبطأت الخطى في مساعي المصالحة الفلسطينية الداخلية. تؤيد مصر المطالب الفلسطينية في التسوية الدائمة، ولكنها لا تساند رفض أبو مازن لصفقة القرن. وتشعر القاهرة بارتياح كاف للحديث مع واشنطن على قدم المساواة، وتدعو الفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات والتعلم من التجربة المصرية حيال إسرائيل.


لقد عمل أبو مازن بلا كلل كي يخلق جبهة عربية ضد الصفقة، ولكن يخيل أنه لم ينجح في ذلك؛ ففي البيت الأبيض لم يتراجعوا عن النية لعرض الخطة بعد رمضان. وحتى في إسرائيل انطلقت أصوات لتأجيل عرض الصفقة، التي من غير المتوقع أن تستقبل بإجماع واسع في العالم العربي. وبالفعل، فمنذ تأسست الجامعة العربية في 1954، لم يظهر العالم العربي منقسماً مثلما هو اليوم.


إن الرفض الفلسطيني لقبول الصفقة دون معرفة مضمونها هو مثابة قول استراتيجي، ولكن الرفض لحضور البحرين وسماع تفاصيل عن الخطة هو خطوة تكتيكية خاطئة. فالفلسطينيون يراهنون على كل الصندوق، ويمكن التنبؤ بأنهم سيخسرون.


الأردن ملزم بأن يعيد حساب المسار. فتردد الملك لا يساهم في استقرار المملكة، وعليه أن يتعلم من شجاعة أبيه الحسين. عليه أن يحسن علناً العلاقات مع إسرائيل، ويجدد اتفاقات تسوفر ونهرايم، ويكف عن مقاطعة رئيس وزراء إسرائيل. أما إسرائيل من جهتها، فتساعده على ضمان ألا تتضرر مصالح الأردن في صفقة القرن.


من المتوقع للقاهرة أن تتخذ موقف التوفيق، والتعاون غير المخفي مع إسرائيل سيضيف لمصر اعتبارها ويحسن مكانتها.


ثمة كرة لدى الفلسطينيين؛ إذا واظبوا على رفضهم، فإنهم سيعززون الإحساس بأن رفضهم عضال، وأنهم غير معنيين حقاً بالحل الدائم. يحتمل أنهم يعتقدون بأن الوضع الحالي أفضل لهم من حل مشاكلهم. لقد سبق لأحد ما أن قال إن المنطق الوحيد في الشرق الأوسط هو أنه لا يوجد منطق.

المصدر(اسحق ليفانون-اسرائيل اليوم)

اقرأ أيضاً.. 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :