إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

ناقوس خطر يدق مستقبل الكرة الأردنية


عمان تعاني كرة القدم الأردنية، من واقع مرير ربما لم يتنبه له الكثيرون، والمتمثل بقلة عدد اللاعبين المميزين القادرين على تحقيق الإضافة المطلوبة لفرقهم، فهم لا يكادوا يتجاوزن ضعف أصابع اليدين، مما يشكل في حقيقة الأمر ناقوس خطر لقادم ومستقبل الكرة الأردنية التي تنتظر لما هو آت بتفاؤل وأمل.

وظهرت الحقيقة المُرة جليلة بما يخص قلة اللاعبين المميزين من فئة النجوم اللامعة في ملاعب الكرة الأردنية على امتداد الأسابيع الماضية التي شهدت فتح باب سوق الانتقالات، حيث إن الغالبية منهم استقروا في ناديي الفيصلي والوحدات، واكتفت بقية الأندية بلاعب أو اثنين منهم على أكثر تقدير.

وساهم هذا العدد القليل من اللاعبين المميزين برفع سقف المطالب المالية المتعلقة بعقودهم، فمنهم لم يرض بالتوقيع إلا بـ (40) ألف دينار أردني، وهو مبلغ يعد كبيراً مقارنة بما يدخل النادي من أموال، ولا سيما أن بطل كبرى البطولات المحلية ونقصد الدوري سيحصد في النهاية على جائزة قيمتها (120) ألف دينار أردني، أي أن الجائزة الكبرى بالكاد تغطي تكلفة ثلاثة لاعبين فقط من هؤلاء النجوم، هذا في حال فاز الفريق بلقب الدوري.

وحاولت الأندية قبل فتح باب سوق الانتقالات الحد من مطالب اللاعبين من خلال التوقيع على ميثاق شرف بوضع سقف محدد للتعاقدات، لكن للأسف فإن الكثيرين منهم لما يفوا بوعودهم، لينجح اللاعبون في نهاية المطاف من فرض المبالغ المالية التي يرغبون بالحصول عليها لإدراكهم بأن الأندية ستتسابق بدافع الحصول على خدماتهم نظراً لقلة عددهم، ولذلك فهم لم يستعجلوا التوقيع ، غالوا وماطلوا ، لكنهم في النهاية حصلوا على ما يريدون.

ونجزم بأنه من حق اللاعب أن يطلب المبلغ الذي يريده، لكن من الأهمية بمكان أيضاً أن توازن الأندية بين ما يطلب اللاعب وبين ما تستطيع أن تدفعه للاعب ووفقا لقدراتها، حتى لا تتكرر مأساة الديون المتراكمة التي تعاني منها الغالية العظمى من الأندية في الوقت الحالي، ولعل قرارات لجنة أوضاع اللاعبين التي صدرت مؤخراً كشفت المستور.

ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا قلّ عدد اللاعبين المميزين في ملاعب الكرة الأردنية؟، والسبب يعود إلى أن الأندية أهملت في عصر الاحتراف عنصراً مهماً يتمثل بضرورة الاهتمام بفرق الفئات العمرية لضمان المد المتواصل لصفوف الفريق الأول، لكنها -وللأسف- اتبعت بدلاً لذلك سياسة الاعتماد على شراء اللاعب الجاهز أو (اللاعب النجم).

تلك السياسة العقيمة خلقت ثغرة بين الأجيال، فتم الاعتماد على لاعبين محددين لسنوات طويلة سواء على صعيد الأندية أو على صعيد المنتخب الأردني، في الوقت الذي تم فيه إهمال المواهب الباحثة عن إثبات نفسها في المسابقات المحلية، والدليل أن الغالبية العظمى من اللاعبين المميزين هم الآن من كبار السن.

ذلك الحال، سيضع الأندية والمنتخب الأردني الأول، أمام مرحلة حرجة للغاية في وقت من الأوقات، مما يتطلب ضرورة العمل على ايجاد الحلول الجذرية التي تكفل افساح المجال أمام اللاعبين الذين تتراوح أعمارهم بين (20-24) لإثبات قدراتهم وزجهم في استحقاقات تنافسية، كإقامة بطولة دوري خاصة لهذه الفئة العمرية المهمة، وبما يضمن للكرة الأردنية المحافظة على مواهبها ومدها بالأمل لا اليأس.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :