إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

بدء أعمال القمة العربية في تونس


عمان جو- بدأت في العاصمة التونسية، اليوم الأحد، أعمال الدورة الثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، برئاسة تونس.

ويترأس جلالة الملك عبدالله الثاني الوفد الأردني المشارك في القمة العربية، إلى جانب مشاركة قادة عرب وممثلين عن دول عربية أخرى.

ويحضر أعمال القمة أمين عام الأمم المتحدة، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

 وبدأت مراسم افتتاح القمة بكلمة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، رئيس القمة العربية السابقة الـــ 29، تحدث فيها عن القضية الفلسطينية واولويتها للسعودية، وصولا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، استنادا للقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وفي الشأن اليمني، أكد الملك سلمان دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة وصولا لحل سياسي وفق المرجعيات الثلاث، مطالبا المجتمع الدولي إلزام الميليشيات الحوثية بوقف ممارساتها "العدوانية"ّ، لافتا في الوقت ذاته إلى دعم السعودية لمختلف الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

من جهته، قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، الذي تترأس بلاده مجلس جامعة الدول العربية: إن البعد العربي يعد أهمية قصوى للسياسة التونسية، إيمانا منها بأهمية النهوض بواقع الأمة وما قدمته من إسهامات مختلفة على مدى الزمن.

وأضاف في كلمته، إن من غير المعقول الاستمرار بالوضع العربي العام، وما يشهده من مآس إنسانية وإرهاب وتعطيل للتنمية، ما يستدعي العمل على استعادة زمام المبادرة بمواجهة ظروفنا وتحدياتنا المشتركة بأنفسنا، إلى جانب تجاوز الخلافات وتنمية أواصر التعاون، داعيا أن تكون هذه القمة " قمة العزم والتضامن"، لأن ما يواجهنا أكبر من أن نتصدى له فرادى.

 وألقى جلالة الملك عبدالله الثاني كلمة الأردن خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وفيما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين، 

أخي فخامة الرئيس  الباجي قايد السبسي،  
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،  
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، 
أصحاب الـمعالي والسعادة، 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فيسرني في البداية أن أعرب لأخي فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي وللجمهورية التونسية الشقيقة عن عميق الشكر والتقدير على كرم الضيافة وحسن الاستقبال والتنظيم. وأن أتقدم بالشكر أيضا إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والـمملكة العربية السعودية الشقيقة على جهودهم الكبيرة في تحمل مسؤولية الدورة السابقة.

وأشكـر أيضا معالي الأخ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وكوادرها على ما بذلوه من جهود خدمة للعمل العربي الـمشترك ومتابعة قرارات وتوصيات القمم السابقة.

الإخوة..
الحضور الكرام..

نلتقي اليوم وكثير من الصعاب والتحديات التي تعاني منها شعوبنا تستدعي منا أن نكون عند مستوى طموحات شعوبنا التي تنتظر منا قرارات تحقق آمالهم وتؤكد على وحدة مصيـرنا ومستقبلنا الـمشترك، فشعوبنا، وخاصة الشباب الذين يشكلون الغالبية منها، يستحقون منا العمل من أجل غد أفضل.

لقد شغلتنا، وللأسف، تحديات وطنية داخلية عن الهم العربي لأمتنا الواحدة، وهذا يستدعي الانـتقال من مرحلة مواجهة التحديات كل على حدة إلى التطبيق الحقيقي لمفهوم العمل العربي المشترك، وقد آن الأوان لنستـعيـد بوصلتنا ونقود مجتمعاتنا نحو الأمن والازدهار.

إن تحدياتـنا وإن اختلفت فإن مصيـرنا واحد، ولابـد هـنا من الاتفاق على أن أولوياتنا كأمة واحدة ذات هم مشترك وتحديات واحدة هي :

أولا: القضية الفلسطينية كانت وستـبقى الهم الأول الذي يشغل الوجدان العربي، ونؤكد هنا أن الأساس في التعاطي معها لابد أن يكون ضمن ثوابتنا العربية، فالقضية الفلسطينية يجب أن تبقى القضية العربية المركزية والأولى، ولا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يلبي طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

أما القدس الشريف وما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها من انتهاكات هدفها تغيير تاريخ وهوية المدينة، وانطلاقا من وصايـتـنا الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، فإنني أؤكد على أن الأردن مستمـر بـدوره التاريخي في حمايتها والدفاع عنها.

ونؤكد من على هذا المنبر أيضا على أهمية مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثـة وتـشغيل اللاجئين الفلسطينـيين (أونروا) حتى تواصل تقديـم خدماتها الأساسية للملايين من اللاجئين الفلسطينين في المنطقة.

ثانيا: لابد من التأكيد على أهمية التطورات الإيجابية في العراق الشقيق حيث نجاح العملية السياسية وتشكيل الحكومة، ونـتطلع في الأردن إلى العمل الوثيـق مع الأشقاء في العراق لترجمة العلاقات الثنائية المتميزة وتحويـلها إلى فرص وبرامج على أرض الواقع وذلك انطلاقا من واجب دعم الأشقاء في العراق للحفاظ على ما حققوه من انتصارات ضد الإرهاب واستكمال مسيرة البناء ليـستعيـد العراق دوره الهام في العالم العربي.

ثالثا : أما الشقيقة سوريا، فقد أكدنا منذ بداية الأزمة موقفنا الثابت بأن لا بديل عن حل سياسي يحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا ويضمن عودة آمنة وطوعية للاجئين إلى وطنهم. 

وقد احتضن الأردنيون، نيابة عن المجتمع الدولي والمنطقة، الأشقاء السوريين وشاركوهم لقمة العيش وسنـستمر بذلك حتى يعودوا إلى وطنهم سالمين آمنين، ونؤكد هنا على أن مسانـدة الدول المستضيفة للأشقاء اللاجئين وتمكينها من الاستمرار بهذا الواجب هو مسؤولية مشتركة.

أما بالنسبة إلى الجولان السوري المحتل، فقد كان موقفنا وسيبقى أن الجولان هي أرض سورية محتلة وفقا لكل قرارات الشرعية الدولية.

الإخوة، 

الحضور الكرام،

لقد عانت جميع مجتمعاتنا العربية ومازالت من آفـة الإرهاب، حيث يسعى خوارج هذا العصر إلى تدمير نسيجنا الاجتماعي وتشويه هويـتـنا العربية الإسلامية الأصيلة وإرثـنا القائـم على الرحمـة والتسامح وحرمة الروح الإنسانية.

ورغم هزيمة داعش في العراق وسوريا، إلا أن خطره لم يـنتهي بعد، ولا بد من منع عودة هذا الفكر الظلامي بالعمل وفق منهج شمولي على المسارات الأمنية والفكرية والتنموية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
الحضور الكرام،

لقد أثبتت التجارب خلال السنوات الماضية بأن تحدياتنا العربية عابـرة للحدود، وليس بإمكان أي دولة منفردة أن تدافع عن مصالحها وتواجه الأطماع والتدخلات الخارجية وتنعم بـازدهارها دون عمقها العربي، وأملنا كبير أن تمثل هذه القمة نقطة تحول إيجابية للخروج بمواقف موحدة ورؤى مشتركة تجابه التحديات التي تواجهنا وتسـتـثمر الفرص أمامنا، فالتحدي المشترك لا يمكن مواجهتـه إلا بإرادة مشتركة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 وقال أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح: يجب ألا نكتفي بالإشارة إلى أننا نمر بظروف حرجة وتحديات خطيرة فحسب، وإنما التأكيد على مواجهة مختلف الظروف والتحديات عبر توحيد مواقفنا وتعزيز تماسكنا وتحاوز خلافاتنا، فضلا عن تطوير العمل التنموي المشترك.

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية لا زالت تعاني ابتعادها عن اهتمام المجتمع الدولي وصدارة الأولويات العربية، على الرغم من أن أمن العالم واستقراره سيبقى يعاني ما لم تتحقق التسوية العادلة للقضية الفلسطينية، والتي تفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداَ أن أية ترتيبات لعملية السلام في الشرق الأوسط لا تستند على تلك المرجعيات ستبقى بعبدة عن أرض الواقع، ولا تحقق الحل العادل والشامل، معربا عن أسف بلاده ورفضها لإعلان الولايات المتحدة الأميركية واعترافها بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، لما تمثله هذه الخطوة من خروج عن قرارات الشرعية الدولية.

من ناحيته، أشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى التحديات التي تواجه العالم العربي، وعلى رأسها الصراع العربي الإسرائيلي، والذي لا يمكن تجاوزه إلا بالحل السلمي العادل والشامل، بحيث يحصل الشعب الفلسطيني من خلاله على حقوقه الكاملة، وعودة الجولان المحتل لسوريا، لتتحرر جميع الأراضي العربية المحتلة، ويتم طي هذه المرحلة المؤلمة التي استنزفت الأمة وطاقاتها لسبعة عقود، وتبدأ مرحلة السلام الشامل والعادل وإعادة البناء.

وقال في كلمته خلال القمة: إن استمرار الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، سيبقى وصمة عار حقيقية على جبين المجتمع الدولي، طالما استمر ضرب عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية، وبقيت محاولات الالتفاف على مرجعيات السلام ومحدداتها.

وبين الرئيس المصري، أن مواجهة خطر الإرهاب، الذي بات يهدد وجود الدولة الوطنية في المنطقة العربية، تقتضي التحرك بشكل سريع وبدون مماطلة، لتطبيق جميع عناصر المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب التي تضمنتها قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة، وعلى رأسها قرار "تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب"، الذي اعتمد في القمة العربية الأخيرة في الظهران.

وطالب بتحرك شامل لتنفيذ كافة عناصر مبادرة الأمم المتحدة للتسوية في ليبيا، والتي اعتمدها مجلس الأمن منذ أكثر من ثمانية عشر شهرا، لافتا أن المطلوب هو إرادة سياسية تتعالى على المصالح الضيقة، وتسمو بمصلحة ليبيا واستقرارها فوق المزايدات السياسية والمطامع الشخصية، وأن يقف المجتمع الدولي وقفة حازمة بوجه قوى معروفة للجميع، تورطت ولا تزال في تهريب السلاح والمقاتلين إلى ليبيا، ودعم المنظمات الإرهابية بدون أي رقابة أو محاسبة.

من جهته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إنه لم يعد باستطاعتنا تحمل الوضع القائم او التعايش معه حفاظا على مصالح وأحلام شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وسنضطر لاتخاذ خطوات وقرارات مصيرية، واننا مقبلون على أيام غاية في الصعوبة، بعد أن دمرت إسرائيل كل الاتفاقيات وتنصلت من جميع الالتزامات منذ اتفاق أوسلو إلى اليوم.

وأكد أن استمرار اسرائيل في سياساتها واجراءاتها لتدمير حل الدولتين، جعلنا نفقد الأمل في أي سلام يمكن تحقيقه معها، مشيرا إلى أن مواصلة اسرائيل لسياساتها العنصرية والتصرف كدولة فوق القانون ما كان له ان يكون لولا دعم الإدارة الاميركية، خاصة اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها اليها، وازاحة ملفات الاستيطان، واللاجئين والأونروا من على الطاولة.

وحذر في كلمته من محاولات اسرائيل دفع بعض دول العالم لنقل سفارتها الى القدس، ما يستدعي من الجميع إعلام تلك الدول بأنها تخالف القانون الدولي والشرعية الدولية، وأنها تعرض مصالحها السياسية والاقتصادية مع الدول العربية للضرر والخطر إن قامت بذلك، داعيا بالوقت ذاته إلى تفعيل قرارات القمم العربية السابقة الخاصة بتوفير شبكة الأمان المالي والوفاء بالالتزامات المالية لدعم موازنة دولة فلسطين، ما يمكن شعبنا من الصمود والثبات.

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى وجود اتصالات حثيثة ومتواصلة وعلى الصعد كافة، وبالتنسيق المشترك مع جلالة الملك عبد الله الثاني، صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وشريكنا في الدفاع عن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وهنا نشيد بدور الأوقاف الإسلامية الأردنية باعتبارها مسؤولة حصريا عن إدارة شؤون المسجد الاقصى المبارك، ونحن نعمل معا وسويا لوقف هذه الهجمة الشرسة من جماعات التطرف المحمية من الحكومة الاسرائيلية، والعودة لاحترام الوضع التاريخي القائم قبل 1967 التي تعمل دولة الاحتلال على تغييره لصالح مشروعها الاستعماري.

 

(بترا) 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :