إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

تلاسن وتراشق بزجاجات المياه وشجارات نيابية تطغى على أداء المجلس


عمان جو- أسماء الحصري 

طغت الشجارات النيابية على المشهد تماما تحت قبة البرلمان خلال العامين المنصرمين بشكل باتت معه جلسات مجلس النواب مادة خصبة للتندر والسخرية لدى الأردنيين الذين طالب معظمهم بحل المجلس بعد ان اصبح عبئا عليه وسط اداء نيابي هزيل.

وتحول المجلس الذي يفترض به ان يشّرع القوانين ويراقب اداء الحكومة  ويدافع عن لقمة عيش المواطن، الى حلبة للمصارعة وساحة للنزال والسجال في أكثر الظروف دقة وحساسية في الأردن على الصعيد الداخلي والخارجي.

ولاحظ مراقبون للمشهد النيابي في تصريحات خاصة لـ" عمان جو"  ،تصاعد منحى الخلافات والمشاحنات تحت قبة البرلمان على نحو ملفت ، بحيث اصبحت مكانا لتصفية الحسابات والخلافات الشخصية بين النواب ومع بعض الوزراء، فيما وصف آخرون الظاهرة بالأمر الطبيعي الذي تشهده كل برلمانات العالم  .

العقال الطائر .. وزجاجات المياه تختصر المشهد

أبرز مشاجرات المجلس الثامن عشر التي رصدها "عمان جو" كانت بين النائبين صداح الحباشنة وزيد الشوابكة وذلك على خلفية سؤال النائب محمد الرياطي حول سلطة العقبة وزعمه بامتلاك وثائق حول صرفها مكافآت لقضاة ومدعين عامين . 

الأمر الذي اعترض عليه عدد من النواب حيث قاطعوا الرياطي مراراً عندما بدأ بتعداد أسماء بعض القضاة ضمن من يستلمون مكافأة من السلطة، ما دفع النائب الحباشنة للتدخل وانتهى الموقف إلى الاشتباك بالأيدي وتراشق بزجاجات المياه والطريف هنا العقال الطائر الذي كان سيد الموقف وفق ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان ضربة العقال (WWE) . 

في الثامن عشر من شهر آذار الحالي ولأول مرة  يصف رئيس المجلس عاطف الطراونة النائب محمد هديب بالمدسوس لخلق فتنة وأنه لا يمثل الاردنيين على حسب قوله  . 

لتشهد الجلسة ذاتها مشاجرة بين النائب خالد الفناطسة وهديب بعبوات المياه وذلك على خلفية تصريحات هديب حول الوصاية الهاشمية وصفقة القرن  ووصفها بانها ( تحتضر وأن لا أحد للشعب الفلسطيني سوى الله ) . 

يحيى السعود حاضر دائما !

وباستذكار الجملة الشهيرة والتي أشعلت البرلمان الأردني عام 2014 " اقعدي يا هند" كان النائب يحيى السعود على موعد مع اشتباك جديد ولكن هذه المرة النائب انصاف الخوالدة لولا تدخل بعض النواب لإيقافه  ليعلق البعض بطرافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي " خلص قعدت " .   

السعود عاد مرة اخرى للواجهة مهاجماً وزير الاتصالات المهندس مثنى الغرايبة متهماً إياه بإرسال رسائل عبر تطبيق "واتساب" قائلاً : " يرسل للناس بلشوا بفلان " وذلك خلال جلسة قراءة مشروع القانون المعدل لقانون الجرائم الإلكترونية  . 

وشهد المجلس مشاجرة النائبين رائد الخزاعلة واندريه حواري مع الوزير مثنى الغرايبة على خلفية طلب تعيين ابنة أحد النواب الأمر الذي رفضه الوزير الغرايبة ، إلا أن حالة التوتر زادت نتيجة تلفظ أحد النواب بعبارة " الوزراء كلهم همل وكذابين " .

مشاجرة أخرى كادت أن تكون بالأيدي بين النائب خليل عطية و النائب محمد البرايسة بعد اعتراض الأخير على الأول الذي خاطبه غاضباً " اقعد "  فيما تدخل النواب لمنع حدوث أي اشتباك  . 

وتبقى زجاجات المياه حاضرة في كل مشاجرة نيابية ففي الرابع والعشرين من تشرين الأول 2018 شهد المجلس مشادة كلامية بين النائب غازي الهواملة والنائب قصي الدميسي، خلال جلسة انتخاب رئيس لجنة فلسطين النيابية. 

وذلك بعدما طٌلب من  الهواملة الانسحاب من الترشح لموقع رئيس لجنة فلسطين فرفض وهاجم الدميسي قائلا: " لن أترك لجنة فلسطين لك ولأشكالك " فيرد الدميسي بقذفه عبوة مياه صوب الهواملة .

ولم يخل الامر من بعض الملاسنات بين النائبين معتز أبو رمان وزيد الشوابكة حين عقب الشوابكة على كلام الأول بقوله أن يتقي الله وأن لا يبحث عن شعبية على حساب أرواح الضحايا في حادثة البحر الميت.

ليرد أبو رمان  بأن مثله لا يبحث عن شعبية ولا يساوم ، وكاد الامر أن يتطور الى اشتباك بالأيدي خلال جلسة خصصت لمناقشة حادثة البحر الميت . 

 

واقع مجتمعي ..سببه العمل الفردي وعدم تقبل الاخر !

ويعتبر الدكتور عامر بني عامر مدير مركز الحياة - راصد بتصريح لعمان جو ، بأن حالة النواب تعكس واقع المجتمع الاردني في غياب الحوار وتزايد حالات العنف وعدم تقبل الآخر داخل المجتمع لتنعكس على ممثليه فهم بالنهاية مواطنين ، ولكن ما يهمنا هو المنتج على حسب قوله . 

ويعزو بني عامر نشوب المشاجرات والمشادات الكلامية إلى "وجود العمل الفردي وغياب العمل الكتلوي والحزبي الحقيقي" فعندما يمثل الشخص نفسه ويراهن عليها فلا يكون هنالك حساب لردات الفعل بينما لوكان هناك انتماء لمجموعة فلا يوجد تصرف بعصبية لأن الصورة التي سيخرج بها لا تمثله كفرد فقط . 

ويختم مدير راصد حديثه " لو كانت المشاجرات تحدث للصالح العام ومن أجل قرارات ورقابة وتشريعات أفضل فنستطيع حينها أن نتقبلها الى حد ما " .

 

حالة عالمية .. وخلافات شخصية

هنا يبين الصحفي محمد الزيود المتخصص بالشؤون البرلمانية في صحيفة الرأي أن المشاكل توجد في جميع المجالس النيابية في العالم، لكن ما يحدث في مجلس النواب الثامن عشر قد ارتفعت به وتيرة هذه المشادات تحديداً في دورته الثالثة .  

ويكمل الزيود أن المشاجرات زادت عن الحد الطبيعي "بدليل أن أغلب الجلسات تشهد المشادات الكلامية والمشاحنات بين النواب لتصل إلى الملاسنة الحادة وأحياناً إلى التراشق  بزجاجات المياه. 

ويشير الزيود إلى أن صورة المجلس قد أصبحت قاتمة بمرحلة من المراحل بسبب تراجع أدائه أمام الرأي العام ومع وجود مثل هذه المشاكل والمشاجرات فالأمور تنحدر بشكل أسوأ وحسب استطلاعات الرأي فهناك عدم رضا واضح المعالم . 

وأضاف الزيود أن هذه المشاجرات والمشادات الكلامية التي تخرج أحياناً بمناسبة وبلا مناسبة ما هي إلا خلافات شخصية تنعكس أيضاً سلباً على المجتمع وعلى صورة المجلس بشكل عام .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :