إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

فاغنر مورا .. من إسكوبار إلى الثورة على الدكتاتورية العسكرية


عمان جو- بلكنته الإسبانية ووزنه الزائد وشاربه المميز، تعرف الجمهور العالمي على الممثل البرازيلي فاغنر مورا في دور تاجر المخدرات الأشهر في العالم الكولومبي "بابلو إسكوبار" وذلك من خلال مسلسل "ناركوس" (Narcos) الذي قدمت شبكة نيتفلكس الجزء الأول منه خلال عام 2015.

لكن الجديد اليوم أن مورا قد انتقل من تجسيد الأدوار الأيقونية إلى الإخراج من خلال تجربته الإخراجية الأولى في فيلم "ماريغيللا" (Marighella) والذي تدور أحداثه عن قائد المقاومة المسلحة ضد الدكتاتورية العسكرية في البرازيل خلال ستينيات القرن الماضي.

بين الغوص جسديا ونفسيا لتأدية دور ملك تجارة المخدرات في أوج قوتها، وبين المخاطرة بإخراج فيلم عن مناضل وكاتب ماركسي ضد السلطة في البرازيل في زمن عودة الفاشية مرة أخرى، نتتبع معكم رحلة البرازيلي الموهوب ذو الهوى اليساري "فاغنر مورا".

أن تكون إسكوبار

المثير للتأمل أن مورا قد حقق شهرته الأوسع من خلال أدائه لدور إسكوبار بالإسبانية على الرغم من كونه دوره الأول بهذه اللغة، لم يحقق إذن شهرته العالمية من خلال عديد الأدوار التي قدمها بالبرتغالية لغته الأم، لكنه حقق هذا بتجسيده المكتمل لرجل لاتيني آخر ولكنه من كولومبيا، ومن أجل إسكوبار تعلم مورا الإسبانية خصيصا، كما قرأ تقريبا كل ما كتب عنه وعن كارتيلات المخدرات في كولومبيا عموما.

لم يكتف مورا بالتحضير اللغوي والمعرفي فقط، لكنه أيضا أراد أن يكمل التحول الجسدي فعمل على زيادة وزنه بمقدار يقترب من ثمانين كيلوغراما، وذلك طبقا لما صرح به لموقع "لوس أنجلوس تايمز" في يونيو/ حزيران 2017.

لم تكن تيمة الجريمة بعيدة عن مسيرة مورا التمثيلية، فقد شارك أيضا في "اليت سكواد" (Elite squad) البرازيلي والذي حصد جائزة أفضل فيلم من مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2008، وربما يكون هذا هو الدور الأهم في مسيرة مورا حتى قيامه بدور إسكوبار.  

لكن المميز في بطولة مورا للجزء الأول من ناركوس، أنه -وعلى الرغم من أن إسكوبار كان تاجرا للمخدرات وقاتلا- فإن مورا قد اقترب من الجزء الإنساني الذي جعله صاحب شعبية كبيرة بكولومبيا رغم اعتباره إرهابيا (ناركو بالإسبانية) من قبل السلطات داخل كولومبيا وخارجها. 

مات إسكوبار نهاية الحكاية، واستمرت أحداث ناركوس عقب مقتله، لكن هذا الموت كان محفزا لمورا على الخروج من هذا الدور وتحقيق حلم آخر تم تأجيله لسنوات.

الدكتاتورية أم الثورة؟

يعود مورا هذا العام من خلال فيلم يتم عرضه للمرة الأولى أيضا خلال فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي، وهو "ماريغيللا" الذي تدور أحداثه عن القصة الحقيقية للكاتب والشاعر والسياسي والمناضل البرازيلي كارلوس ماريغيللا.

صنع فيلم عن ماريغيللا بالبرازيل في أي زمن سيكون أمرا مختلفا عن محاولة صنعه الآن، خصوصا بعد هزيمة اليساريين وعزل الرئيسة اليسارية ديلما روسيف خلال عام 2016 من قبل البرلمان، ثم الانتخاب المفاجئ للقيادي اليميني والرجل العسكري السابق ذي التوجهات الفاشية "جايير بولسونارو" .

صرح مورا -خلال حوار أجراه في فبراير/شباط الماضي مع موقع "هوليود ريبورتر"- بأنه قد فكر في صنع هذا الفيلم منذ بداية الألفية الثانية، حينها كان القيادي العمالي "لولا دا سيلفا" يجلس على كرسي الرئاسة في البرازيل، والآن يقضي فترة سجنه بتهمة الفساد المالي وهي نفس التهمة التي تواجهها خليفته "ديلما روسيف".

وبينما تنتشر أخبار بأن هذه التهم ملفقة لكلا الرئيسين يعود اليمين والسلطة العسكرية إلى سدة الحكم، وبالتالي يصبح لفيلم "ماريغيللا" سياق مختلف تماما.

يذكر أن ماريغيللا كاتب ومناضل برازيلي ويعد الأبرز من بين المؤمنين بالحل المسلح لمحاربة الدكتاتورية العسكرية والثورة عليها، كما أن كتابه "من أجل تحرير البرازيل" (for the liberation of Brazil) قد مثل المرجعية الفكرية للعديد من الثوار المسلحين ضد الدكتاتورية العسكرية داخل البلاد وخارجها.

هذا الرجل بكلماته الثائرة وخططه التي لا تهاب الموت استطاع أن يجمع العديد من الشباب المؤمنين بأفكاره من حوله، حتى تم اغتياله من قبل قوات الدكتاتورية العسكرية نهاية الستينيات. 

ومازالت أفعال وأفكار ماريغيللا مثار جدل بالبرازيل حتى اليوم، حيث يراه البعض إرهابيا، ويراه آخرون مناضلا لم يجد مجالا سلميا أو ديمقراطيا للمعارضة. وهنا تبدو مغامرة مورا في تجربته الإخراجية الأولى مهددة بعدم العرض داخل البرازيل، خصوصا في ظل حكم رئيس يراه مورا فاشيا وليس ببعيد عن قادة الدكتاتورية العسكرية التي حكمت البرازيل في الستينيات.

يستمر اليمين في الصعود بمختلف دول العالم إذن، ترامب الولايات المتحدة، أسد سوريا، سيسي مصر، بولسونارو البرازيل، ويستمر فنانون ومناضلون وناشطون شباب في المقاومة، كل بطريقته، ويبدو بوضوح أن مورا قد اختار الجانب الذي سينحاز له.

المصدر : الجزيرة




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :