إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • منوعات

  • عادات بدو سيناء .. بين التمسك بالهوية المصرية وتقاليد القبيلة وإهمال السلطات

عادات بدو سيناء .. بين التمسك بالهوية المصرية وتقاليد القبيلة وإهمال السلطات


عمان جو- أمام شاطئ مدينة دهب المصرية جنوب سيناء، يأتي الشاب البدوي محمود وصديقه للاستمتاع بالسباحة في البحر، ويتسابقان معا في السباحة قبل أن يعودا لمنزلهما بالمدينة.

يدرس محمود بالصف الثالث الثانوي الأزهري، لكنه لا يولي اهتماما كبيرا للدراسة لأنه يعمل صيادا، وينطلق من حين لآخر في رحلات مع أصدقائه وأقاربه بخليج العقبة والبحر الأحمر، ويقضون بضعة أيام وليال، قبل العودة للمدينة وبيع صيدهم.

يحكي الفتي للجزيرة نت عن رغبته بالزواج من "مصرية" لا بدوية، شارحا أنه مصري بالهوية الرسمية فقط، ولكنه بدوي ينتمي لقبيلته بلهجتهم ولونهم الأسمر وتقاليدهم.

ويشرح محمود أنه يمكنه -وإن كان بدويا- الزواج من "مصرية" مشيرا إلى تقاليد القبيلة التي تمنع زواج بناتها من غير البدو، وأحيانا تحتّم زواجها من شباب القبيلة نفسها.

رغم المواقف البطولية للسيناويين خلال الحروب مع إسرائيل فلا يزال البدو يعانون تهميشا وإهمالا (مواقع التواصل)

بطولات.. إهمال
يشكل الجمع بين الهويتين البدوية والمصرية جزءا من الشخصية البدوية، ويتغلغل عميقا في عاداتهم وطباعهم.

ففي عام 1968، جمعت إسرائيل مشايخ قبائل سيناء في مؤتمر كبير بمدينة الحسنة، ودعتهم لإعلان دولة مستقلة لهم ليرفض المشايخ العرض، ويرد الشيخ سالم الهرش "باطن الأرض أولى بنا من ظهرها إذا ما قبلنا هذا الأمر‏.. ‏مصريون ولدنا واستشهدنا وسنبقى إلى أن نموت، ومن يريد التحدث بشأن سيناء فعليه الذهاب إلى الرئيس جمال عبد الناصر".

ورغم المواقف البطولية التي لعبها بدو سيناء خلال الحروب بين مصر وإسرائيل، فلا يزال البدو يعانون من التهميش والإهمال، ولا تهتم السلطات المصرية بمدنهم وقراهم قدر الاهتمام الذي توليه للمدن السياحية.

ويتهم البدو السلطات بعدم احترام أعرافهم وتقاليدهم، ويحملونها مسؤولية اتجاه بعضهم للاشتغال بأعمال مخالفة مثل التهريب.

ويبلغ عدد بدو سيناء نحو نصف مليون نسمة، وتعود أصولهم لأعالي الحجاز والأردن، وانتقلوا عبر فترات تاريخية مختلفة.

ومن أشهر قبائل سيناء قبيلتا المساعيد والترابين وغيرهما من القبائل التي هاجرت مذن الجزيرة العربية.

وتنتشر في جنوب سيناء قبائل العليقات (العقيلات) والمزينة والصوالحة والقرارشة والجبالية وبني واصل والجرارة والبدارة، وغيرها.

وأثر تشييد المدن السياحية مثل شرم الشيخ ودهب في طريقة حياة البدو، وبدؤوا تعلم اللغات الأجنبية للتعامل مع السياح، واستخدام التكنولوجيا الحديثة.

لا تهتم السلطات بمدن وقرى سيناء قدر اهتمامها بالمدن السياحية (مواقع التواصل)

لا تنمية ولا مشاريع
وبحسب المحلل السياسي خالد الشامي، يرفض مشايخ البدو اتهام الأمن المصري لهم بالتجسس أو دعم اليهود.

وفي تصريحات للجزيرة نت، يوضح الشامي أنه رغم تنمية مدن سيناء فإن أغلب البدو لا يعيشون بالمدن ولكن بالصحراء حيث "لا توجد تنمية ولا مشاريع".

 ويرى الشامي أن جنوب سيناء شهدت طفرة عمرانية وتنموية كبيرة تمثلت في منتجعات سياحية خلال عهد الرئيس المخلوع مبارك، بينما لا تزال شمال سيناء يعاني من الإهمال الشديد.

بدو جنوب سيناء يفضلون السمك بصفة عامة (مواقع التواصل)

بين الشمال والجنوب
لا يزال البدو يعتمدون على الحيوانات مثل الجِمال في تنقلاتهم، ويستثمرون أدواتهم في السياحة، إذ يؤجرون الجمال والخيول للسياح ويستضيفونهم في مخيماتهم البدوية، ويأخذونهم في رحلات للأودية ورحلات السفاري في الصحراء.

ويفضل بدو شمال سيناء أكل اللحم، بينما يحب بدو الجنوب أكل السمك، بصفة عامة.

ويرصد كتاب "النهار الزين.. عادات الزواج في سيناء" للدكتورة نهلة إمام بعض عادات القبائل البدوية في سيناء، حيث تختلف هذه العادات من قبيلة إلى أخرى.

وتعتمد الباحثة في كتابها على قبيلة الدواغرة التي تسكن بعض قرى مركز بئر العبد شمال سيناء، وتتميز بثقافتها المتفردة ولا تختلط بقبائل أخرى، ويمارس أفرادها مهنة الصيد البحري في بحيرة البردويل، كما يحترفون الزراعة ورعي الغنم.

تأثير التعليم 
وترصد الباحثة تأثر القبيلة بانتشار التعليم بعد تحرير سيناء، حيث أثر في سن الزواج ونمط الاختيار والممارسات الاحتفالية، ولكن التقاليد لا تزال غالبة أمام تأثير التعليم.

وتؤكد د. نهلة أن هناك فوارق بين ملابس الشباب وكبار السن، حيث تحب النساء الملابس المطرزة بوحدات زخرفية وأشكال هندسية نباتية، ولكنها خالية من الأشكال الحيوانية والآدمية.

انتشار التعليم بعد تحرير سيناء أثر بالممارسات الاحتفالية ولكن التقاليد لا تزال غالبة (مواقع التواصل)

مراسم الزفاف 
ويفضل كثير من القبائل الزواج المبكر من الأقارب عن طريق ما يسمى القصلة، وهي أن يتفق العريس مع ولي أمر العروس على الزواج، وعادة ما يكون العريس في سن الـ 18 والعروس في الـ 16.

وتقيم هذه القبائل خيمة للعريس بالقرب من أهله ليتم فيها مراسم الزفاف، وتُنحر الذبائح من الغنم، تزامنا مع إقامة مراسم الحناء طوال اليوم السابق لحفل الزفاف، ويتم توزيع الشاي والقهوة وإقامة الولائم. 

ولكن الشاب البدوي ياسين يوضح -في حديثه للجزيرة نت- أن التقاليد تختلف من قبيلة لأخرى، فهو غير مجبر على الزواج في سن مبكرة، ولا تصر تقاليد قبيلته (الجبالية) على زواجه من بدوية، وأنه سيتزوج بمَن "يختارها القلب".

ويعمل ياسين (19 عاما) دليلا لصاعدي جبل موسى بحكم انتمائه لمدينة كاترين الواقعة قرب الجبل، ولا يجيد من الإنجليزية سوى بضع كلمات تؤهله للتعامل مع السياح، واضطر لترك مدرسته قبل أعوام ليساعد أسرته في أعباء المعيشة.

المصدر : الجزيرة




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :