إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هبوب الجنوب يكتب : عمر .. أوغلت في دمنا يكفيك !


عمان جو - كتب – هبوب الجنوب

يخلع عقل بلتاجي , من مهرجان جرش ..ويعين أيمن سماوي ؟ لماذا وعلى أي أساس وكيف ..لانعرف ! ومن دون مقدمات ومن دون سابق إنذار , ومن دون فم يعترض أو إصبع يرتفع للرفض , أو حتى صرخة عتب ، والقصة أن أيمن صديق مقرب من وزير عتيد أطال شعر الغرة قليلا كي يتماشى ومنطق الليبرالية الجديدة , وبالتالي هذا وطن للمحاسيب والأصدقاء , وليس فيه مكان للحلم أو الوتر أو الحب أو حتى احترام كرامتنا أو إرثنا أو تاريخنا .
كان بإمكانهم , أن ينتجوا تخريجة للمشهد بتعيين واحد من أبناء جرش , كان بإمكانهم أن يحضروا شخصا من الوسط الفني ... ماذا مثلا لو أحضروا موسيقيا مبدعا مثل (صخر حتر) , أو مخرجا عبقريا مثل حسين دعيبس أو أوكلوا لنقيب الفنانين مهمة إدارة المهرجان , لكنه أيمن .. وهل يجرؤ من هو مثلي على انتقاد أيمن ؟ الذي يحظى بمباركة سامي الداوود أمين عام الرئاسة , وحامي حماها والمتمترس على أسوار مجدها .
سيدي الرئيس ...لوكان درب العراق متاحا لي , لذهبت إلى عبدالقادر الجيلاني , إمام الطريقة القادرية ..وشكوتك على المقام وذرفت دمعة على وطن ..صار مرتعا للخلان والمحاسيب , لو كان الدرب امنا وغير محفوف بالمخاطر ...لذهبت لسيدي وإمامي , وأنخت بعيري على تراب بغداد , وما عدت إلا ..مكشرا عن أنيابي فهذا زمن صار الحق يأخذ فيه بالأنياب وحدها والغضب وحده ...هل تعرف عبدالقادر ؟ هل يعرف وزيرك خبير الحركات الإسلامية عبدالقادر الجيلاني ؟ 
أنتم تعرفون الليبرالية , والشفافية ...وتسخيف العقل , وامتهان شعور التراب حين يمتلك شعورا وأنفة ..هذا ما تعرفونه , لكن عبدالقادر الجيلاني الذي أصلح الناس في العهد العباسي ومشى في درب القادرية إماما وملهما ...ليس في قواميسكم , لأنه كان قبل الليبرالية وأكبر منها , وكان قبل الديمقراطية وأكبر منها , وكان قبل اليسار المتقلب كجلد أفعى وأكبر منه .... ولأنكم مسختم التاريخ والحضور العروبي القومي البهي , واستبدلتم ..منطق أمريكا , وإرث أوروبا ..في شطب هوانا القومي العروبي .. ما ظل لي من تاريخي وجذوري سوى مقامات الأولياء الصالحين , كي اشكوكم في محاريبها ..وأبكي على وطني .
سيدي الرئيس ..
هذا ليس وطنك وحدك , ولا وطن محمد أبو رمان ولا وطن أيمن سماوي ..ولا وطن سامي الداوود , هذا وطني أيضا ...لي فيه حبيبة نبتت على قلب الجنوب , زيتونة ...يكاد وميض الزيت فيها , يذيب نصل السيوف ...هذا وطني أيضا , ولي فيه تاريخ يمتد من حسين الطراونة وابراهيم الضمور حتى قدر ..ويمر على اسماعيل الشوفي , ومكتوب في صفحات التاريخ ..أن أهلي ذبحوا على قلعة الكرك زمن (الهية)..لأنهم أرادوا حرية حقيقية لا يهان فيها إنسان , ولا تعتقل امرأة , ولا يدفع فيها القمح كرها أو (خاوة) ....هذا وطني تذكر أن هذا وطني , وأنا من أملك تراب قبر وصفي لأني أشبعته من دمعي ..فماذا أشبع دمعك أنت ؟ ...وأنا ما زلت أملك رائحة حابس في الطريق لأن حابس دمي , وتراب الطرة , وتجاعيد عجوز في المفرق , وقهوة من امتهنوا الرجولة والفداء في السلط ....وحابس قمر أضاء في ليل كان البارود فيه القصيدة واللحن والوتر ...
تذكر أيها الرئيس هذا وطني , ليس وطنك وحدك ...هذا دمي وكرامتي ...ولي فيه ذكريات , وكوفية أحببتها ..ولي فيه أهلى العسكر , الذين أخذوني إلى حضنهم , حين غادرني الحنان ..لي فيه (خو) ..هل تعرف خو؟ هل زرتها ؟..هل لفحتك شمسها ..وهل وقفت على باب المعسكر منتظرا , أن يأتي والدك ,حاملا لك الشوق والحب والحياة ...وويظللك بجسده خوفا على رأسك الصغير وطفولتك من شمسها اللاهبة ..
تذكر هذا وطني ليس وطنك وحدك , وطن القومية والدين والوجوه المحنية لله وحده , والتي تحدت الشمس ..هذا ليس لتجريب الليبرالية فينا , وهذا ليس لتجريب شفافيتك ومادرسته من فنون الإدارة فينا , نحن يديرنا القلب ..القلب بوصلتنا , والقلب من قاتل في فلسطين ..والقلب من حمل هوى العرب ودينهم وتاريخهم , والقلب وحده من أنشد : ( يا سامي باشا ما نطيع ولا نعد رجالنا , لعيون مشخص والبنات ذبح العساكر كارنا , وبارودنا يرعد رعيد ومدافعك ملكا لنا )....
هذا وطني أيضا , وما زلت أخفف الخطى حين أصل مقام زيد بن حارثة , وما زلت أخفض صوت الفاتحة في فمي , حين أقرأ على جعفر الطيار سورها ...ما زالت قبلتي في المعتقد والمبدأ هي الجنوب ..والجنوب قبلتي في الركوع والتشهد والصلاة , مازلت ..على وجعي اياه ..متيمن بالشعر والتراب وتاريخ العسكر , وزيتونات التي زرعها أبي في فناء الدار ..وأشم بها رائحة شيبه ...
يكفي وتذكر هذا وطني أيضا ...تذكر أن هذا وطني أيضا , فلا تحوله لشركة ...عائلية , يحظى فيها المحاسيب والخلان والأصدقاء بكمية أكبر من الأسهم ...
اعاتبك يا درب بغداد , كنت امنا جدا ..وكنت أمشيك خطوة بخطوة , كي أصل مقام عبدالقادرالجيلاني واشكو له ..لكني واثق أنه سيأتي يوم وسأزور هذا الإمام وأشكوك على مقامه, وسينتصر لي عبدالقادر , كما انتصر للفقراء والمحرومين ..والتائهين , سينتصر لي عبدالقادرالجيلاني ..حتما سينتصر....فقد أوغلت أيها الرجل في دمنا ..يكفيك .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :