إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • عربي و دولي

  • “مافي مرمرة” التركية نجحت في إيصال المساعدات لقطاع غزة رغم تعذّر رسوها على ساحله

“مافي مرمرة” التركية نجحت في إيصال المساعدات لقطاع غزة رغم تعذّر رسوها على ساحله


عمان جو - قبل عام 2010 لم تكن إسرائيل تسمح سوى بدخول 10 شاحنات محملّة بالبضائع، إلى قطاع غزة، عبر معبر “كرم أبو سالم”؛ المعبر الوحيد الذي اعتمدته بعد إغلاقها أربعة منافذ تجارية منتصف العام 2007، عقب تشديدها الحصار على القطاع منذ فوز حركة “حماس″، في الانتخابات البرلمانية عام 2006.

غير أنه وبعد منتصف 2010 سمحت إسرائيل بزيادة عدد الواردات لتصل 200- 300 شاحنة يومية (بحسب اللجنة الرئاسية لتنسيق إدخال البضائع إلى قطاع غزة، تحت ضغط دولي عقب قيام قواتها البحرية بالاعتداء على متضامني سفينة مافي مرمرة “مرمرة الزرقاء” التركية).

وشنّت قوات خاصة من البحرية الإسرائيلية هجوما على “مافي مرمرة”، ضمن أسطول مساعدات عُرف باسم “أسطول الحرية”، كان متوجهًا إلى غزة يوم 31 مايو/ أيار 2010، وأسفر الهجوم عن استشهاد 10 متضامنين أتراك، ما أدى إلى توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل.

وقبل السفينة التركية، كانت حلقات الحصار تشتد على سكان قطاع غزة، وتعيدهم إلى ما هو أشبه بالعصور البدائية، إلا أن هذه السفينة، وتضحية متضاميها الأتراك استطاعت، كما يقول مفيد الحساينة وزير الأشغال في الحكومة الفلسطينية، “أن تغير من معادلة كسر الحصار الإسرائيلي”.

ويضيف الحساينة للأناضول “تركيا، رئاسةً وحكومةً وشعباً، قدمت ولا تزال تقدم الدعم الكبير لأبناء الشعب الفلسطيني، وكان لسفينة (مافي) مرمرة، دورا كبيرا وفاعلا، في تخفيف الحصار، عن سكان القطاع، ولفت أنظار العالم، (..)، بل وقد دفعت هذه الحادثة السلطات الإسرائيلية إلى التخفيف من حصارها، عبر زيادة عدد الشاحنات المحملة بالبضائع″.

ويتابع “تركيا دعمت فلسطين، بدمائها، وأموالها، وقدمت عبر مؤسساتها الحكومية، والخيرية الدعم اللازم للفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة”.

وأكد الحساينة، أن إسرائيل بدأت في التخفيف من حصارها، عقب حادثة أسطول الحرية، مستدركا “بدأت الشاحنات المحملة بالبضائع تدخل بالمئات، بعد أن كانت لا تتجاوز 10، قبل الحادثة، وهذا الضغط الدولي، بإمكانه أن يتواصل، إلى أن نرى رفعا كاملا للحصار الخانق”.

وفي الوقت الحالي تشترط تركيا لاستئناف العلاقات مع إسرائيل، تقديم تعويضات لضحايا سفينة مرمرة الزرقاء، التي هاجمها الجيش الإسرائيلي عام 2010، ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

ولعبت أنقرة دورا مهما في إغاثة قطاع غزة، وتقديم الدعم إلى السكان المحاصرين، وبناء المشاريع التي تخفف من معاناتهم.

وعقب انتهاء الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، في ديسمبر/ كانون أول 2008، قدّمت الحكومة التركية والمؤسسات الإنسانية التركية، مساعدات كبيرة إلى قطاع غزة، وبدأت عدة منظمات خيرية، بافتتاح مقرات دائمة لها، أبرزها وكالة التعاون والتنمية التركية “تيكا” (حكومي)، ومؤسسة الهلال الأحمر التركي (حكومي)، وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH (أهلية) التي تقدم العديد من المساعدات للعائلات الفقيرة في غزة.

ويقول أحمد يوسف، رئيس مركز “بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات” (غير حكومي)، إن تركيا لعبت دورا كبيرا في إغاثة الفلسطينيين ودعمهم سياسيا وإنسانيا.

ويضيف “يوسف” في حديثه للأناضول، أن “أنقرة طيلة السنوات الماضية، أظهرت وفائها للقضية الفلسطينية، ودعمها اللامحدود، خاصة لسكان قطاع غزة، القابعين في ظل الحصار الخانق، والحروب المتكررة”.

ورأى، أن تركيا ستواصل دعمها وبصورة أكبر للفلسطينيين، متوقعا أن ينعكس أي اتفاق قادم بين الجانبين الإسرائيلي والتركي إيجابًا على غزة، التي تعاني واقعا إنسانيًا واقتصاديًا صعبًا.

ووفقًا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80% من سكان القطاع الفلسطيني، باتوا يعتمدون على المساعدات الدولية من أجل مواصلة العيش، بسبب الفقر والبطالة، وقلة الموارد.

وأعلنت وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، التابعة لرئاسة الوزراء في مارس/ آذار الماضي، عن بدء تنفيذ مشروع بناء 320 وحدة سكنية لمتضرري الحرب الإسرائيلية الأخيرة (2014)، على قطاع غزة.

وقال بولنت قورقماز، ممثل وكالة “تيكا” في فلسطين، خلال حفل توقيع اتفاقية “تعاون” مع وزارة الأشغال الفلسطينية، للإشراف على المشروع “بدأنا بتنفيذ مشروع بناء 320 وحدة سكنية بتكلفة مالية تقدر بـ13 مليون دولار أمريكي”.

وتم تشييد الوحدات السكنية في قرية “وادي غزة”، الواقعة جنوبي شرق مدينة غزة.

وأضاف المسؤول التركي، خلال الحفل الذي أقيم في القرية: “المشروع يتكون من 20 عمارة سكنية، على قطعة أرض تقدر مساحتها بـ20 ألف متر مربع، ويستهدف العائلات التي هدمت بيوتها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة”.

وشنّت إسرائيل حربًاً على قطاع غزة، في السابع من يوليو/ تموز 2014، أسفرت عن هدم 12 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، فيما بلغ عدد البيوت المهدمة جزئيًا 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن، بحسب وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.

وفي سياق دعمها لمعظم احتياجات الفلسطينيين في غزة، موّلت الحكومة التركية، العام الماضي وتحديدا في 31 مايو/ أيار، إقامة حفل زفاف جماعي، لأربعة آلاف عريس وعروس.

كما بدأت رئاسة “الشؤون الدينية” التركية، في إعادة إعمار 9 من المساجد التي دمرتها إسرائيل في حربها الأخيرة على قطاع غزة، بتكلفة 4.5 مليون دولار.

وبحسب معلومات حصل عليها مراسل الأناضول، أنجزت وكالة “تيكا”، 349 مشروعا في فلسطين، خلال السنوات العشرة الأخيرة، بغية المساهمة في تلبية احتياجات الشعب.

وأقامت الوكالة، من خلال فتح مكتب تنسيق برنامج فلسطين، في 2005، 349 مشروعا، منها 173 في الضفة الغربية، و113 بغزة، و63 في القدس، لدعم مجالات، التعليم، والرعاية الصحية، والمساعدات العاجلة، والترميم، والبنية التحتية، والمياه والصرف الصحي، والقطاعات الإنتاجية، و تعزيز البنية التحتية الاجتماعية والإدارية.

وتشمل مشاريع “تيكا” بفلسطين بشكل عام، 78 مشروعا لدعم البنية التحتية الاجتماعية، و64 لدعم البنية التحتية الإدارية، و52 في مجال التعليم، و46 للمساعدات العاجلة، و38 للمشاريع الطبية، و25 للقطاعات الإنتاجية، و 25 للمياه والصرف الصحي، و21 لحماية التراث التاريخي والثقافي المشترك.

وفي غزة تشكل المساعدات العاجلة 35% (39 مشروعا) من مشاريع “تيكا” في القطاع، فيما تشكل مشاريع المياه والصرف الصحي 19% (22 مشروعا).

وتركزت مشاريع القطاع الصحي، على إنشاء المستشفيات، وتوفير المعدات الطبية، وتأهيل الكوادر الطبية، ومنح سيارات الإسعاف، والتدريب المهني، فيما تندرج ترميم الآثار التاريخية التي شيدت إبان العهد العثماني، وحمايتها ضمن إطار مشاريع حماية التراث المشترك.

وتندرج تلبية الاحتياجات الملحة مثل الغذاء، والكساء، والعلاج، والمأوى، لآلاف الأشخاص الذين ظلوا بلا مأوى عقب الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، ضمن المساعدات العاجلة التي قدمتها “تيكا”.

وتشكل المساعدات التنموية التي تقدمها “تيكا” إلى فلسطين خلال العقد الأخير، 30% من إجمالي مساعداتها إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وكان السفير التركي لدى السلطة الفلسطينية “مصطفى صارنيتش”، قال في كلمة له خلال مؤتمر في غزة ناقش مستقبل العلاقات التركية الفلسطينية، في 9 مايو/ أيار الجاري، “بلغت قيمة المساعدات والدعم التركي، الذي قدم للشعب الفلسطيني خلال العشر سنوات الماضية، حوالي 400 مليون دولار أمريكي”.

وأكد “صارنيتش”، أن تركيا ستستمر في تقديم دعمها الاقتصادي، والسياسي للقضية والشعب الفلسطيني، دون انقطاع، مضيفاً بالقول “دعمنا للقضية الفلسطينية غير مشروط أبداً ومستمر”.

ومن أبرز المشاريع التركية في غزة، مستشفى “الصداقة التركيّ – الفلسطينيّ”، الّذي بدأ العمل به عام 2011، بتمويل وإشراف وكالة “تيكا”، على مساحة قدرها 10 دونمات (الدونم يعادل 1000 متر مربع)، بتكلفة تبلغ 34 مليون دولار أمريكي.

وستشرف على المستشفى بعد افتتاحه، كلية الطب، في الجامعة الإسلامية بغزة، وسيقدم خدماته الصحية للفلسطينيين، ويشمل كافة التخصصات الطبية المجهزّة بأحدث غرف العمليات.

وبحسب الجامعة الإسلامية، فقد تم تجهيز المستشفى بنسبة تتجاوز 60%، ومن المقرر أن يبصر المشروع النور قريبا.

وفي السياق، قال الكاتب السياسي، في صحيفة الأيام الفلسطينية، طلال عوكل، إن تركيا من الدول التي دعمت فلسطين “سياسيا” و”إنسانيا”.

وأضاف عوكل للأناضول، إنّ “أنقرة خلال السنوات الماضية، استطاعت أن تخفف من معاناة سكان القطاع المحاصرين، والذين عانوا من ويلات الحروب، إذ مدّتهم بالغذاء، والدواء والوقود، وعالجت الجرحى”.

وأكد، أن سكان غزة يعقدون في الوقت الراهن، الكثير من الآمال، حول المباحثات بين تركيا وإسرائيل، بشأن تطبيع العلاقة بينهما مستدركا بالقول “مع أي تقدم في المباحثات ما بين الطرفين، يأمل الغزيون في إنهاء معاناتهم، ورفع الحصار”.

ولا يزال قطاع غزة يعاني من آثار الحروب الثلاث، حيث فقد عشرات الآلاف بيوتهم، ومصادر رزقهم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :