إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

كتاب يروي تاريخ “الحلاقة” في غزة


عمان جو -

يتطرق كتاب، سيصدر يوم الإثنين القادم، إلى تاريخ مهنة “الحلاقة” في قطاع غزة. ويضم الكتاب الذي أعده، الحلاق الشاب محمد بكير، على معلومات وصور توثق تاريخ هذه المهنة، وتطورها.

ويقول بكير، الذي يدير “صالون” حلاقة بغزة، لوكالة الأناضول، إن الكتاب هو أول إصدار من نوعه، يتطرق إلى هذا الموضوع، ويحمل اسم “الموسوعة التاريخية لمهنة الحلاقة في مدينة غزة“.
ويتكون الكتاب من 336 صفحة، ويحتوي على نحو 700 صورة، بعضها يرجع لبدايات القرن الماضي، وتضم صورا لحلاقي مدينة غزة القديمة، بالإضافة إلى المعدات التي كانوا يستخدمونها.
ومن المقرر أن يوزع الكتاب يوم الإثنين القادم، في احتفالية تنظمها “بلدية غزة”، التي ساهمت في تمويل طباعته.


ويشير بكير في كتابه، إلى أن مجال عمل الحلاق في بداية القرن الماضي، كان واسعا، ولم يقتصر فقط على “التزيين”، بل كان يضم الكثير من الأمور الصحية، كختان الأطفال الذكور، وخلع الأسنان، وتقديم الوصفات الطبية التقليدية، وتطهير الجروح، وتجبير الكسور.
كما يوثق الكتاب، أسماء كبار الحلاقين القدامى، والحاليين.
وذكر أن الحلاقين، في بداية القرن الماضي، لم يكونوا ينتشرون داخل الاحياء، ولا يمتلكون “صالونات” خاصة بهم، بل يتجمعون في مناطق معينة وسط مدينة غزة.
كما كانت معداتهم تقتصر على “كرسي”، ومرآة، وحقيبة الحلاقة.
وكان على الزبائن من مختلف مناطق المدينة، التوجه إلى شارع “فهمي بك” التاريخي، والمناطق القريبة منه، بغرض قضاء حاجاتهم من التزيين أو “التطبب“.
وتطرق الكتاب إلى الأدوات التي كان الحلاقون يستخدمونها قديما، مثل “الموس″، و”الآلة اليدوية”، وحقيبة التطهير الخاصة بالختان.
وتوقف الحلاقون عن العمل في المجالات الطبية، منذ عام 1975، مع انتشار الوحدات الصحية، واقتصر عملهم على التزيين فقط، بحسب الكتاب.
ويقول الكاتب، إن أجرة الحلاقين في بداية القرن الماضي، لم تكن نقودا، بل بضائع بسيطة، مثل “البيض أو البرتقال أو الطعام المصنوع في المنازل”، قبل أن يتطور الأمور ويصبح الدفع نقديا.
ويوثق الكتاب شهادات عشرة من كبار الحلاقين، الذين ما زالوا على قيد الحياة، وسبق أن عملوا في هذه المهنة، بدايات ومنتصف القرن الماضي.
وأشار إلى أن تطورا كبيرا شهدته المهنة بعد عام 1975 حيث افتتح بعض الحلاقين صالونات جديدة، وشيئا فشيئا بدأ انتشار الحلاقين في الأحياء بعد ان كانوا يتمركزون في مناطق وسط المدينة.
وبحسب الكتاب، فإن عدد الحلاقين في غزة، لم يكن يتجاوز الـ 45 حلاقا، قبيل عام 1945، حينما كان عدد السكان لا يتجاوز الـ 32 ألف نسمة.
لكن ارتفاع عدد السكان، بسبب موجات اللاجئين الذين قدموا إلى غزة، عقب نكبة فلسطين، عام 1948، والذين فاق عددهم عدد السكان الأصليين أدى إلى ارتفاع أعداد الحلاقين.
ويوضح بكير في كتابه، أن مهنة الحلاقة شهدت تطورا كبيرا بعد عام 1987 بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الأولى (1987-1994) وذلك بسبب منع إسرائيل للشباب بالعمل داخلها، وارتفاع نسبة البطالة، فلجأ البعض الى تعلّم هذه المهنة وفتح صالونات خاصة في أحيائهم وحاراتهم، بهدف التكسّب.
وأورد الكتاب صورا، للآلات القديمة التي كان الحلاقون يستخدمونها، وخاصة الموس والآلة اليدوية المصنوعة من المعدن، والتي استمر العمل بها حتى عام 1985، إلى حين البدء باستخدام الآلات الكهربائية.
أما “الموس″، فلقد كان يتكوّن من شفرة حادة ثابتة، يتم سنها بواسطة قشاط خاص.
وتوقف الحلاقون عن استخدام هذا الموس، الذي يشكّل خطرا على الصحة، لإمكانية نقل العدوى من خلاله، عام 1980، واستبدلوه بموس يتيح تغيير الشفرات لكل زبون.(الاناضول)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :