طالب وزير التخطيط والتعاون الدولي المهندس عماد نجيب الفاخوري البرلمان الأوروبي بدعم الأردن وتمكينه من الحصول على المزيد من المنح لدعم الموازنة وتمويل تنفيذ مشروعات ذات أولوية والمساعدة في تغطية الفجوة التمويلية للموازنة.
جاء ذلك لدى لقاء الوزير فاخوري، اليوم الثلاثاء، وفد لجنة الموازنة في البرلمان الأوروبي الذي يزور الاردن برئاسة جان ارثيوس.
وبحث الجانبان خلال اللقاء تبعات الأزمة السورية على الوضع المالي في الأردن، واطلعهم على وضع اللاجئين والمشاريع الممولة من الاتحاد الأوروبي.
واكد الوزير الفاخوري اهمية دعم الأردن وزيادة المنح المقدمة لدعم الموازنة، ومنح تمويل لتنفيذ مشاريع ذات أولوية حسب خطة الاستجابة الأردنية 2016-2018، إضافة الى التمويل الأكثر يسرا لمساعدة الحكومة في تغطية الفجوة التمويلية للموازنة.
وعبر عن عمق العلاقة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي وتقديره للمساعدات التي وفرها الاتحاد للأردن، والتي ساعدت في تنفيذ برامج الأردن الإصلاحية والتنموية وتوفير منح لدعم الموازنة، إضافة إلى المساعدات الإضافية لتحمل تبعات استضافة اللاجئين السوريين.
وقال ان هذه المطالب تأتي تنفيذاً للالتزامات التي قطعها المجتمع الدولي على نفسه في الاطار الشمولي للتعامل مع تبعات الازمة السورية (العقد مع الاردن) الذي تبناه مؤتمر دعم سوريا والمنطقة في لندن في وقت سابق من هذا العام.
ووضع الفاخوري الوفد بصورة التطورات الأخيرة في الاردن والأثر المستمر للأزمات الإقليمية على المملكة، مستعرضاً الآثار المستمرة للجوء السوري الهائل إلى الاردن وخاصة على الخدمات العامة.
وبين أن الاردن بقيادة جلالة الملك أظهر منعة تاريخية ونجح في تحويل التحديات إلى فرص، وباشر، ومنذ سنوات، في عملية الاصلاح الشامل والمتدرج على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية.
وقال ان الأردن لم يتخذ من الإضطرابات في المنطقة ذريعة لتأخير الاصلاحات على الرغم من تأثير الازمات على المملكة وأزمة اللاجئين السوريين، حيث انتهج الأردن أسلوباً جاداً في المضي بالإصلاحات.
كما اختط الأردن عملية تطوير شاملة نابعة من الداخل تقوم على المواطنة الفاعلة والانفتاح والاعتدال والاحترام والحوار وتمكين المواطنين خاصة النساء والشباب، وخلق فرص جديدة لرفع مستوى المعيشة في جميع انحاء المملكة والقيام بدور محوري مستمر لتعزيز الأمن والإستقرار والسلام وفي مكافحة الإرهاب والتطرف وفي تعميق حوارات الأديان.
كما استعرض وزير التخطيط والتعاون الدولي التطورات المتعلقة بالإصلاحات السياسية التي شهدها الاردن وخصوصا الانتخابات البرلمانية والبلدية المقبلة واللامركزية، وكذلك الاصلاحات الاقتصادية التي تنفذها المملكة خاصة التشريعات الرئيسة التي من شانها ان تؤدي الى تعزيز تنافسية وإنتاج الاقتصاد.
واكد أهمية الإصلاحات في إيجاد بيئة ملائمة للاستثمار والاعمال في المملكة وتحفيز استثمارات القطاع الخاص وتنفيذ مشاريع البنية التحتية الرئيسة من خلال أطر الشراكة بين القطاعين العام والخاص ووفق خارطة الطريق المتمثلة بوثيقة الأردن 2025 والبرنامج التنموي التنفيذي 2016-2018 وبرامج تنمية المحافظات 2016-2018.
كما أعرب عن الشكر للاتحاد الأوروبي على التأييد والدعم للأردن خلال مؤتمر دعم وسوريا والمنطقة الذي عقد في لندن في شهر شباط الماضي والتزام الاتحاد بلعب دور في معالجة تبعات الازمة السورية من خلال دعم تنفيذ عدد من المشاريع ذات اولوية في المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين.
ووضع الوزير فاخوري الوفد الزائر بصورة سير العمل بخطة عمل الإطار الشمولي (العقد مع الأردن) وخاصة ما يتعلق بالتزام الجانب الأوروبي بتبسيط قواعد المنشأ مع الأردن، بما يؤدي إلى جذب الاستثمارات وخلق فرص العمل.
وعرض أهم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الأردن من حيث مشكلتي الفقر والبطالة وارتفاع معدل البطالة خاصة بين فئة الشباب والمشاركة الاقتصادية للمرأة في سوق العمل التي ما زالت دون الطموح، وكذلك استمرار تبعات الأزمة السورية على قطاعات الخدمات العامة وخاصة المياه والتعليم والصحة والخدمات البلدية والنقل العام.
وعبر مسؤولو وفد لجنة الموازنة في البرلمان الأوروبي عن تفهمهم لحجم التحديات التي تواجه الأردن، خاصة في ظل استمرار تبعات الأزمة السورية والأعباء الملقاة على الأردن وأهمية توفير الدعم الكافي للأردن لمساعدته في تحمل هذه التبعات.
كما عبر أعضاء الوفد عن تقديرهم الكبير للدور المحوري للأردن بقيادة جلالة الملك في تعزيز الأمن والإستقرار والسلام في المنطقة وفي مكافحة الإرهاب والتطرف وفي تعميق حوارات الأديان وأكدوا أن الأردن يشكل نموذج في الإصلاح وفي نموذجية الشراكة الأوروبية الأردنية.-(بترا)