إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أكاديميون: مولد الرسول المصطفى اطلق تاريخا جديدا للعالم


عمان جو - انار المولد النبوي الشريف، العالم بنور الفكر والهداية وسمو الروح والاخلاق، وارسى أسسا راسخة اطلقت عملية تاريخية صاغت الحضارة العربية الاسلامية، التي ازاحت بقوتها المتفوقة متعددة الجوانب قوى عالمية من مسرح الاحداث حتى غدت سيدة العالم والفاعل الرئيس في توجيه دفة التاريخ.

أستاذ التاريخ والحضارة في جامعة اليرموك الدكتور محمد العناقرة قال، ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب رسالة سماوية، لم يأت بمشروع السياسة الحديثة، بقدر ما جاء بمشروع منظومة دولة متكاملة في مضامينها، ولم يأت بعلاقة العبادات بقدر ما جاء بمخرجات سلوكية ارتبطت بالنظم الاخلاقية والاجتماعية والاقتصادية.

وبين انه عندما انطلقت الدولة الاسلامية وانتشرت الرسالة بمضامينها تحت مظلة الفتوحات الاسلامية الى خارج شبه الجزيرة العربية في مصر واواسط اوروبا واسبانيا، وتشكّلت الحضارة العربية الاسلامية، التي رسخت في الوجدان والفكر ان المسلم، هو من يسلَم الاخرين من لسانه ويده، ويحترم ويقبل الاخر مهما كان رأيه وعقيدته ودينه.

وأشار الى انه ما زالت العديد من الجامعات تدرّس الحضارة العربية الاسلامية، حيث يتم تدريس الطلبة منظومة الفكر الاسلامي، بصفته خطابا بمضامين شاملة تحيط بمناحي الحياة كلها.

وأوضح ان المجتمعات العربية التي يعيش فيها اخوة غير مسلمين، تأثروا بالحضارة العربية الاسلامية تاثرا عميقا، ذلك ان الرسالة المحمدية رسالة سماوية سامية في كل زمان ومكان، تستمد منها الانسانية مضامين جوهرية مفصلية ما تزال توجه حضارات الامم، مبينا ان منهج الرسول والمشروع الاسلامي هو ارتقاء للانسانية والبشرية جمعاء.

استاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة الاردنية الدكتور ابراهيم الشرعة، قال انه مع المولد النبوي الشريف، أضاء رب العزة العالم برسالة سماوية هي الاسلام، التي لم تفرق بين عربي او اعجمي أو اي كان.

واضاف ان في انتقال النبي من مكة الى المدينة لنشر الرسالة ، دليلا على رفض الظلم والشرك والاستبداد، ومن هنا بدأ منطلق الاسلام بأبعاده الانسانية، وبالتالي بالفتوحات الاسلامية، فلم يجبر الناس على الاسلام، وهذه الصفة التي تمتعت بها الحضارة الاسلامية على مر العصور وما تزال، إذ ان الاسلام عزز حضور الاقليات في مجتمعات دولنا العربية الاسلامية وصان لها حقوقها.

وأوضح ان الاسلام بوتقة انخرط فيها الفارسي والكردي وبرز البربري وظهر علماء كُثر، ونقل الدين الى خارج الدول العربية عبر التجار والدعاة ، ذلك ان الاسلام انطلق الى البلاد التي لم تصلها الحروب، ومثل ماليزيا والصين واندونيسيا، وانتشرت العربية بتزامن مع انتشار الاسلام في ذلك الوقت، ففي بلغاريا مثلا يوجد المسلمين البوماك، وفي روسيا يوجد المسلمين في البوسنة والهرسك، وكذلك ينطبق في اسبانيا، فالاسلام بطبيعته لم يأت لفئة معينة من الناس.

ولفت الى ان جامعات غربية ما تزال تدرس علوم الحضارة العربية الاسلامية، مثل منهجية وفلسفة ابن رشد، فضلا عن الاشارة الى مكانة العلماء العرب والمسلمين ودورهم في تطوير العلوم الطبيعية والبحث العلمي في مراحل تاريخية مبكرة، مبينا ان العرب والمسلمين يفخرون بمنجزاتهم الحضارة واسهامهم العميق في تقدم البشرية على الرغم من الهجمات على الاسلام وتاريخنا الحضاري، فنحن دعاة فكر وسلام تأثر به الغرب.

المستشرق الفرنسي آلفونس دولا مارتين وهو شاعر وكاتب فرنسي، كتب عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا ، انه"اذا أخذنا بنظر الإعتبار عظمة الاهداف التي حققها نابغة من البشر بالرغم من الوسائل البسيطة المتيسرة له فلا نجد في تاريخ الإنسانية غير محمد، لإنه حرّك ثلث سكان العالم وأوجد نهضة كبرى في الأفكار والعقائد والنفوس "، مضيفا انه"لم يستطع نبي مثل نبي الإسلام أن يحدث ثورة مقدسة وخالدة بمدة قصيرة جداً، ثم لم يمض على رسالته أكثر من مائتي سنة حتى وصلت إلى بلاد مصر والحبشة وجميع شمال أفريقيا واكثر جزر البحر المتوسط وجزء من فرنسا وقسماً كبيراً من أراضي اسبانيا ".

استاذ الشريعة في جامعة مؤتة الدكتور خالد بني احمد ، يقول انه لا شك ان ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، يشكل نقطة تحول عالمية ، لكونها جاء برسالة سماوية خالدة ، تمثل اتصال بين البشرية وربها، تستلهم من تلك الرسالة ادوات وانظمة وتوجيهات في مسيرتها الانسانية سواء في البعد العقائدي او الاجتماعي او الاقتصادي او السياسي.

وأضاف انها نقطة تحول من ناحية الغاء كل مظاهر القطيعة والشحناء بين أبناء الانسان، فقد بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم للبشرية كافة ، قال تعالى " ( وما أرسلناك إلا كافة للناس )، وقوله تعالى:

وقوله ( وَمَا أَر سَل نَاكَ إ لا رَح مَةً ل ل عَالَم ينَ )، فهذه الرحمة التي أشارت بها الاية، فهي تعنى بكل ما على الارض من انسان وحيوان ونبات وجماد ، وشواهد ذلك من سيرة الرسول محمد كثير، ومنها نستلهم الدروس، وخاصة فيما يتعلق بالتوجيهات الربانية لبناء التواصل الانساني التي تستهدف قيام الحضارة الاسلامية، وبناء الاحترام بين اصحاب الحضارات المختلفة .

وأوضح ان ما جاء به الاسلام من مجموعة القيم التي مثلها الرسول، وكانت قدوة لأتباعه، وما جاءت به الرسالة السماوية من احكام وتشريعات، كفيلة ان تغرس كل اواصر التعاون والمحبة والتراحم بين بني الانسان، فالغاية والهدف من رسالة الاسلام ، كل معاني السمو الاخلاقي والروحي لدى البشرية، وشواهد ذلك كثير، من سرة الحبيب المصطفى، في زمن العداوة ، إذ مع الاعداء نعدل، ونصد الاعتداء، فمن وصايا رسول الله عندما يُرسل الجيوش في الحرب والقتال وعند النزال، قوله صلى الله عليه وسلم :

أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيراً، إغزوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة ولا تقربوا نخلاً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناءً".

وقال رسول الله محمد صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (لا تقتلوا صبياً ولا إمراة ولا شيخاً كبيراً ولا مريضاً ولا راهباً ولا تقطعوا مُثمراً ولا تخربوا عامراً ولا تذبحوا بعيراً ولا بقرة الا لمأكل ولا تٌغرقوا نحلاً ولا تحرقوه)، وفي هذه اشارة الى ضرورة المحافظة على ضعاف البشر ومقدرات الشعوب.

وقال ان ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، يشكل رحمة للبشرية، واذا اطلعنا على تاريخ المسلمين، من بعثته الى يومنا هذا ، سنجد مدى الاسهامات في بناء الحضارة الاسلامية ، من ذلك علوم الطب والفلك وغيرها من العلوم التجريبية، وعلماء الاسلام شواهد على ذلك كابن الهيثم وابن سينا والرازي وأئمة الفقه الاربعة وسواهم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :