إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

كيف تصطادين عريسا


عمان جو - بقلم فرح ابراهيم العبداللات

"كيف تصطادين عريسا؟" عنوان لكتاب احدث ضجة بين طالبات الزواج من جميع الدول العربية كافة في زمن قلَ فيه تواجد الشباب الراغبين والقادرين على الزواج.
نشر الكتاب في وقت كانت فيه هؤلاء الفتيات في اشد الحاجة اليه، حينها اشتدت المطالبات بزيادة عدد النسخ بعد نفاذه المفاجىء من الاسواق، وزادت طلبات الاستيراد من الدول المجاورة، بالاضافة الى ذلك زادت الفرصة لدى اصحاب المكتبات في حصولهم على كم دولار اضافي يعطى لمن يجلب هذا الكتاب بزمن قياسي وبأسرع وقت ممكن، لعلهن يكسبن مقدماً ايام اضافية للبدء بترجمة نصوص هذا الكتاب الى أفعال وتصرفات جاهزة للتنفيذ.
نشر الكاتب المصري(اسامة الفقي) هذا الكتاب كبداية لمشواره الادبي في مصر، فكان كتاب حظه الذهبي يومها، وكان ايضاً للانترنت وللمواقع الالكترونية ولصفحات الجرائد دوراً بارزاَ واساسيا في نشره، فلنأخذ على سبيل المثال الاعلان الذي تصدر في مقدمة صفحات جريدة محلية بعنوان (واخيرا، حققي حلمك وتخلصي من شبح العنوسة، وصل الكتاب اخيراًبعد طول انتظار) ،أي فتاة متعطشة لمثل هذه الاعلانات ستقرأ تفاصيل الخبر وسينتابها الفضول حول ما يدور بداخله، وان كان هذا الكتاب سيكون المفتاح للقفل والذي لطالما حرمها من الثقة بنفسها ومن السعادة، حينها ينتهي هذا الفضول بشراء هذا الكتاب واشباعها لهذه الرغبة الجامحة.
ان الكثير من الفتيات وخصوصا اللواتي تعدين مرحلة العشرينات فما فوق من اعمارهن يعشن داخل قيود مصطلح (فاتني القطار) فترى الكآبة والمآسي بدأت تملؤها، وتراها تعيش في حالة من الحداد النفسي على وضعها وتلازم لبس الداكن من الالوان والتي تعطي شعورا بالاحباط، ترى عيونها تتغلل بالدموع لحظة وصول بطاقة دعوة لزفاف او حتى سماع خبر خطوبة صديقتها او قربيتها، والمصيبة تصبح اعظم عندما تكون صاحبة هذه الدعوة تصغرها سناً، تحاول فرض وجودها في اي مكان يكون من المحتمل فيه تواجد شريك العمر المستقبلي، تراها عند تقديم طلب توظيف تتجرع مرارة كلمة (عازبة) الف مرة في خانة الحالة الاجتماعية، فتجدها تتعذب داخلياً وكأن ذنباً قد لفق لها زوراً وذوبها خجلاً بملابسها.
أجريت دراسة في الاردن حول هذا الموضوع، وحصرت معظم أسبابه بـ : غياب الام عن الاسرة بظرف الوفاة او الانفصال عن الاب، أو بسبب رفض الفتاة فكرة الارتباط الابدي بهدف الحرية والانشغال بالعمل الى ساعة استيقاظها المفاجىء، وهناك سبب الإنتظار الوهمي لشخص قد أوهمت نفسها بحبه لها وشكلت بخيالها قصة حب وعشق من النوع الممنوع الصعب المنال، والسبب الآخر تحفظ كثير من الأسر الأردنية حول تزويج الصغرى قبل الكبرى، بحيث يختم هذا المسلسل بجلوس جميع الفتيات في البيت، وهنالك من ترفض الزواج من شباب بسطاء المعيشة وذو دخل محدود لاثبات نظرية (صبرَت ونالَت)، ومن اهم الاسباب الجديرة بالذكر والتي صنفت من اعلى النسب في البلاد العربية فهي تدنى المستوى الاقتصادي في البلد، بالاضافة الى غلاء المهور، دون مراعاة من أهل الفتاة لاخلاق المتقدم لكريمتهم أو لَورَعه أو حتى لايمانه.
وفي هذه الاثناء ومن خلال هذه الاسباب والاحداث حقيقه كانت أم وهم، تضيع اجمل سنوات الربيع وألطف لحظات الصبا في ساعات، ايام،اشهر، قضتها هذه الفتاة متأملة اخر صيحات فساتين الخطوبة والاعراس والخواتم عبر مواقع الانترنت .
إن السعادة نسبية، وما يجعلكِ سعيدة ليس من الضروري بأن يسعد جميع الفتيات، فلكل إنسان أحلامه وطموحاته، يقول الدكتور طارق الحبيب ( إن الزوج هو اضافة جميلة الى حياتكِ، وليس نقلة لكِ من حياة الى اخرى) .
هنالك من الفتيات من يربطنَ شعورهنّ بالسعادة عن طريق العثور على فتى الاحلام، واخريات يرون ان هذا الشاب من اسباب السعادة وليس مصدر لها... صحيح ان الرجال عظماء ويكملون وجود الانثى في الحياة، أنا معكم في ذلك، ولكن لا يجب أن يكونوا هم المفتاح الاساسي لسعادتكِ، وتأكدي بانكِ لن تكونِي سعيدة ابداً مع اي انسان كان الا حينما ترضينَ عن نفسك كل الرضا،فقناعتكِ ورضاكِ عن نفسكِ سيخلق هذا الحب والفرحة لهذه الدنيا فترينها جميلة بكل اشكالها، اطمنئي فكل شي على ما يرام، فلا يؤخر الله شيئاً الا لخير، ولا يحرمكِ من شيئ الا لخير، فإن الله لا يأتي الا بالخير، فاقنعِي وارضِي بما قسم الله لكِ من هذه الحياة ، لاداعِ للحسرة على من تقدم لخطبتكِ وذهب يومها من دون رجعة ليكفكف دموعكِ التي نزلت بسبب جرحه لكرامتكِ.
لا داعي للجوء الى البصارين والشيوخ والدجالين لإنقاذك من عزوبيتك، لا داعي لتقديم أعذار وهمية لنفسك وللناس بأن سحراً قد أصابكِ وابعد مسارك عن الارتباط للابد..
لا داعي للبكاء على وضعكِ الحالي بقلة المتقدمين لخطبتكِ او انعدامهم، لا تقسِ على نفسك، لا تنسجِي افكاراً ليس لها وجود في واقعك..لا داعي لاقتناءكِ ارقاما وهواتف سرية لتجربة حظك مع الرجال لعل واحدة من هذه المحاولات تقودك للفستان الابيض، افرحي ابتهجي كوني اجمل الفتيات مظهراً، اعلاهن شاناً، ارقاهن خلقاً، لاتحقدي ولا تحسدي فكل انسان له قدره مرسوم، فقط كوني انتِ، بعفويتك بملامحك كما هي، بملابسكِ البسيطة الممزوجة الالوان، باغانيكِ المفضلة، لا تتصنعي، فما اجمل الحياة بعفويتها، وما اجملك حين تتركين الامور تسير بمجراها الرباني، أرسمي ابتسامة من القلب واشعري بها من داخل احشائك، فأجمل الوجوه ليست احلاها خلقاً بل اصدقها ابتسامة، وتذكري بان ليس كل فتاة على وجه الارض طموحها الزواج، بل اخلقي طموحك بنفسك والتقطي له صورة تشبهك انتِ فقط ولا احد سواكِ.
اصنعي حياتك كما يحلو لكِ، عيشي هواياتك واصنعِي صداقات كما يحلو لك، فإن كان خيار الزواج قد نفد منك من دون اختيار فاجعلِ خيار السعادة من اختيارك وتيقني بان هنالك دائما قدرا جميلا يحاك لكِ في الخفاء.... ومن يدري قد يحصل ذلك اليوم؟!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :