إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

عمر الرزاز .. دولة التيه والأسرار والغموض !




عمان جو - فارس الحباشنة

التعديل الوزاري على حكومة الرزاز مازال في دورانه السري الأخير . ولم يكشف بعد عن الملامح الغامضة للتعديل الوزاري المرتقب ، ولكن الرئيس يسير بسرعة فائقة لاستغلال أي فرصة مواتية لكي يمرر قائمة اسماء الوزراء الباقين و الخارجين .

مجد شويكة وزيرة تطوير القطاع العام فضحت سرا في التعديل أذ اعلنت أنها لن تخرج في التعديل الوزاري ونقل مقربون منها أنها ستعيين وزيرة لشؤون مجلس الوزراء وتطوير الاداء المؤسسي ، وهي وزارة جديدة في حكومة الفك و التركيب .

الرزاز متعجل ولا يريد أن يقلب السنياريو سريعا ، و هو لا جد بد من التعديل الوزاري لكي تسلك دواليب الحكومة التي تنتظر مصيرا سياسيا و شعبيا قاطحا مع أقرار قانوني الضريبة و الجرائم الالكترونية .

وبحسب المتسرب و التسرب من طبائع دولة" الكواليس و الاسرار و الغرف المعلقة " من المشاورات و اللقاءات الاخيرة فان الرزاز سيعلن الخميس أو الجمعة عن التعديل الوزاري ، و أنه ابلغ من مرجعيات عليا ، وليس مهما معرفة هويتها في "دولة الأسرار " . قرار الرجال الغامضين أو كهنة الغرف المغلقة من مرورا في "ورقيات خفيفة وناعمة " أسماء الوزراء الباقين و الخارجين في التعديل الوزاري .

ليس مهما من سيبقى أو سيخرج من وزراء حكومة عمر الرازاز ، وليس ثمة ما هو فارق في السياسة الأردنية لحكومة وزراءها أبتهدلوا في المحافظات و طرود بالشتم و السب من أجتماعات حوارية في مؤسسات ودوائر حكومية ، وحكومة وضعها أستطلاع الرأي العام للجامعة الأردنية في ذيل الثقة و التأييد الشعبي .

الرزاز لم يغير شئيا في السياسة الأردنية ، بل أنه زاد من عجائب وغرائب السلطة على كل مستوياتها . فلم يبقي قريبا و نسيبا و صديقا و جارا و شريكا الا وقد جلبه لموقع حكومي هام . حكايا لربما لا يدركها الا من يتتبع قوائم التعيينات الاخيرة ، وهذا ليس مهما ، فالرجل قادم لتغيير النهج والسياسة العامة ، و يا حسرتي و حسفي !

دولة الغموض و الغرف المغلقة ترتاح وتبدي فائض من الانتعاش والنشوة بما يرتبك من مجازر بحق العدالة الوظيفية و الحفاظ على هيبة الوظيفة العمومية ، و الاستسهال بالاختيار و التعيين على طريقة "الو " و الورق الابيض و الواتس الليلي ، لا وفق قواعد متفق عليها سياسيا بداية من العدالة والنزاهة وانتهاءا بالمسؤولية الوطنية .

في أخبار التعديل الوزاري الغائب أكثر من الحاضر ، وما هو غير معلن ليس غريبا و مفاجئا على الأردنيين . و ما يدور في مداليك دولة الأسرار ، وقد يعرف عبر تسريبات فانها متوقعة وليست بالصادمة ، فمن أتي بالوزراء الحاليين بالحكومة ، فهل سيأتي باكفأ و أقدر و أحسن و افضل منهم مثلا ؟

فليس أختيار الرزاز رئيسا للحكومة بعيدا عن هذه الاجواء المعطوبة ، و لا يقتصر الأمر طبعا على انه أبن "السيستيم " وتحديدا في سنوات أعداده لهذا الموقع ، و انتقله من البنك الدولي الى الأردن ، و زرع بطريقة سريعة بين الموظفين الكبار ، ولكي يكون من بعد شريكا و مقررا في سياسات عريضة أحضان الدولة ، وتحديدا المفاصل الانتقالية من التعليم و لجنة تقييم التخاصية الى وضع الاستراتجيات الوطنية في التعليم و التشغيل وغيرها .

في فترات تمرينه كداعمه لجهاز سياسي رخو ومتردي و مريض . صعود الرزاز مرحلي ، ولم يكن غريبا أسمه ، فهو مهندس براءة باسم عوض الله من برنامج التحول الاقتصادي و الاجتماعي ، ومنح البراءة و الشرعية للسياسات الخصخصة على عيوبها ونتائجها الكارثية على الاقتصاد الوطني ، و من مفككي المؤسسة التعليمية .

لربما كان الرزاز أكثر جدارة وخبرة في أعداد التقارير ، وترجمة دراسات أجنبية و قذفها في عقل الدولة الأردنية التائه والحائر و المتردد ، على طريقة " كوبي بيست " استنساخ قسري لافكار ومشاريع واصطلاحات ومفردات من بئيات اقتصادية و سياسية أجنبية .

ولهذا أقترب من من دائرة القرار ومركز النظام عقلا وروحا . ومن طبائع دولة الأسرار و الغرف المغلقة فان المحظوظ تلعب بمن يتم أختيارها في اللحظة الأخيرة ، ويجري الاستماع والانصات عليهم ، واختيارهم يعني أن طريق صعودهم ميسر و سهل و سريع ، على طريقة القفز العلوي ، وبعيدا عن منطق البيروقراط المعتمد على الترقي والصعود بالاقدمية .

الرزاز لربما يكون أكثر رئيس حكومة أرهق جهاز الدولة "البيروقراط " بشخصيات من وزراء بلا خبرة سياسية و تكنوقراط ، ولا وزير دون استناء على صراعية عمرية وزمنية حادبة بين" البمبرز والبروستات " ، ولست متصور حكومة جم أزمتها ان وزراءها لا يعرفوا كيف يصرحون ؟

ثمة عبث و أستهتار في أختيار الوزراء . و لا أقول أن الصدمة كانت كبيرة و فاجعة بوزراء "ولدنة " لا يعرف من اين قادمين ؟ و أكثر سؤال يلاحقهم عن سيرهم الذاتية ، وزير بلا سيرة ذاتية ، و وزير أنجازه الوحيد في الحياة صداقته مع الرزاز ، شيء حقيقة لا يمكن أن يفهم في دولة الغموض .

الرزاز مر على خيال الأردنيين مثل دعايات سائل "الغسيل و الجلي" . لربما الرجل لا يشعر حقيقة بالضجيج الشعبي القادم من الأسفل الى الأعلى ، و الضجيج القادم من الأطراف الى عمان . والضجيج الذي سيحرق الاخضر و اليابس ، ويكون تأبيدة جديدة في الاحتجاج الأردني في اسقاط حكومة الرزاز و محوها من تاريخ الدولة الأردنية .

كان الرزاز يعتبر" أبو الانجازات " ، ولا أذكر انجازا واحد منها ، ولكن بالالحاح على الوصف وفي ظل الانشغال بمتاهات حكومة الرزاز التي حازت على اكثر الاوصاف أدهاشا ، اهمها أنها حكومة أصلاح وانقاذ و تغيير و المهم الصعبة ، بينما لم تخطو ولو خطوة واحدة باتجاه الاوصاف المذكورة ، ودون أدنى شك شهد الأردنيون في شهورها الأولى المريرة أصدار قوانين تقمع و تصادر أدنى حقوق العيش الكريم والحر والأنساني .

في دوبلة الغموض وغرفها المغلقة يجري الان اعداد بديل للرزاز ، وما يراد من القادم الا ان يكون على شأكلة "بابا نويل " ، وعلى طريقة" البلاي أستيشن " وتذكروا كلامي . فسنصل يوما الى الحنين المجروح الى زمن عدنان بدران ، ف




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :