عمان جو _

يستحيل ان تجد في اي مجتمع عربي عائلة مافيوية تشبه العائلات الفاسدة والمتفكِّكة التي صوّرتها الكاتبة نادين جابر في مسلسل كثير المط والتطويل بعنوان "بلحظة" (إنتهى عرضه اول امس على شاشة "ام تي في") .. وهرباً من كثرة المبالغات واللامنطق واللامعقول في الأحداث المفتعلة والمملّة، لجأت الكاتبة لكتابة عبارة "من القصص الأجنبية" في تتر المسلسل الذي تفرّدت ببطولته الممثلة كارمن لبّس والى جانبها المطرب زياد برجي ، مجدي مشموشي ، هيام ابو شديد، ومجموعة من الصبايا الجميلات اللواتي ينقصهن بعد الكثير من التجارب التمثيلية ليقال عنهن "ممثلات"..
طوال حلقات العمل المذكور التي إمتدت لسبعين حلقة، بقينا نعذر الكاتبة نادين جابر شدة الانحلال الأسري ونمط الحياة الانفلاشي الذي تعيشه الصبايا ، على اعتبار ان الأحداث مستوردة من الغرب، حيث كل شيء ممكن ومباح.. الى ان صدمتنا نادين جابر بأن تلك الأسرة المافيوية المنحلة والمنفلشة هي اسرة مسلمة وليست أجنبية، حيث تقول الأم (كارمن لبّس) لأبنها (زياد برجي) الذي يريد تطليق زوجته لأجل الزواج بالفتاة التي يحبّها:"لا تطلقها ، وتزوج من تشاء لأن الشرع يسمح لك بأربع"!!
غريب جداً مثل هذه النظرة الساذجة والخاطئة الى الاسلام، وغير مستغربة من كاتبة تليفزيونية غير مدركة لجوهر الدين ومكنوناته وظروفه .
أما تناول العمل بالنقد التفصيلي فأمر صعب لأنه يحتاج لمساحة ووقت غير متوفرين هنا ..والمخرج اسامة الحمد لم يستطع تقديم أفضل مما امامه على الورق المكتوب،ومع مجموعة الممثلين الذين هم بمعظمهم من المبتدئين..إلا أننا نتساءل عن مغزى تحديد هوية العائلة (الاسلام)،بعد كل تلك البشاعات والقذارات التي مارسها أفراد العائلة....
الأمر كان يمكن ان يمر لو اكتفت نادين جابر باشارتها الى مصدر الأحداث (الغرب) دون ان يؤثر بشيء على جوهر العمل ، علماً بأنها لم تجاهر بأسماء المصادر..ولذا فاننا نعتبر كشف الهوية الاسلامية لأسرة "بلحظة" خطأ في غير محله
– ولا نقول انه غير بريء!- .. مع الاشارة أخيراً الى ان المسلسل حقق نسبة مشاهدة جيدة، كون المسلسلات "اللبنانية" باتت تحظى باهتمام اللبنانيين ومتابعتهم،مثلما اصبحت احدى ادوات المنافسة بين المحطات اللبنانية،وتحديداً بين الـ"ام تي في" والـ"ال بي سي".