إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

ملك لا يحب المجاملات !!


عمان جو -
كتب : غيث العضايلة
" وانا يا اخوان اللي في قلبي على راس لساني " كانت تلك جملة معترضة لجلالة الملك عبدالله الثاني في سياق حديثه الصريح عن هموم الأردن والأردنيين ، جملة تلخص شخصية ملك عفوي لا يحب المجاملات ، لان العمل والانجاز هما التعبير الحقيقي عن الولاء والانتماء .
في لقاء جلالته مع الصحافة الالكترونية ، والذي تشرفت بحضوره يوم الأحد ، كانت التوجيهات الملكية في تشجيع الصحافة بمواصلة دورها في الكشف عن قضايا الفساد ، واضحة ومباشرة ، لكن الملك اتبع مساندته لنا بالقول " قدموا الأدلة والبراهين ولا تظلموا أحدا فاغتيال الشخصيات أمر غير مقبول " .
وفق رؤية الملك ، فان انشغال الأردنيين بالحديث عن ملفات الفساد ، يستدعي حوارا وطنيا هادئا ، يعرّف هذه الآفة ، ويفكك أسبابها ويطرح الحلول لمعالجتها ، بعيدا عن المبالغات وتصفية الحسابات وكيل الاتهامات لأسباب شخصية .
يتغير مجرى الحديث مع جلالته ، من ملف محاربة الفساد إلى التصدي للإشاعات المحلية والإقليمية ، وتأثيرها المفترض على الدولة ، وهنا يرفع الملك رأسه إلى الأعلى ويبتسم بثقة ويقول " ما في شي نخاف منه أو بنخبيه " ، ثم يوجه الحديث إلى مدير مكتبه منار الدباس ومدير إعلامه غيث الطراونة ويطلب منهما التصدي للأنباء المغلوطة ، بمكاشفة الأردنيين بالحقائق أولا بأول ، واستمرار عقد اللقاءات مع الصحافة والإعلام .
يتعمق النقاش مع جلالته بالحديث عن مكافحة الإرهاب ، وعندها يجمع كفيه ويشدهما بقوة ، فيترحم على شهداء السلط والفحيص ، ثم يؤكد ثقته المطلقة بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية ، ويشيد بالسرعة القياسية في الكشف عن خلية السلط بعد ساعات قليلة من اعتداء الفحيص ، ويقارن أداءنا الأمني مع دول أخرى تواجه الإرهاب والفوضى ، ويلفت الانتباه إلى كفاءة وحرفية رجال المخابرات والأمن العام والدرك ، التي تستدعي المزيد من الدعم والمساندة لدحر التطرف .
لا يفضل الملك الاستنتاجات السريعة او الأحكام المسبقة ، ولذلك فانه وعند وضع ملف أداء حكومة الدكتور عمر الرزاز على طاولة البحث طلب من الجميع " ان يأخذ الرزاز فرصته كاملة " ، مجددا التأكيد على ضرورة التواصل الميداني مع الأردنيين ، ووضع حلول عملية لمشاكلهم .
جدد جلالته أمامنا ما قاله في لقاء سابق مع زملاء صحفيين وإعلاميين عن شعوره بالسعادة لفتح قضية الدخان داخل مجلس النواب ، في إشارة واضحة للرغبة الملكية بتذكير أعضاء المجلس بدورهم الرقابي المطلوب تفعيله في اطار الدستور .
يسترسل الملك ويتحدث عن قضية العرب الأولى ، فيستغرب من الإشاعات المتداولة حول تسوية القضية على حساب الاردن ويؤكد بوضوح وتصميم " مستقبلنا ومصالحنا فوق اي اعتبار ، وثوابتنا تجاه فلسطين والقدس لم ولن تتغير " .
من يجلس مع الملك ، يلاحظ اهتمامه البالغ بأدق التفاصيل ، فهو يسأل عن كل صغيرة وكبيرة ، يطلب اقتراحات واستشارات ،يعطي التعليمات ويحرص بنفسه على متابعة تدوينها وتنفيذها من قبل المسؤولين المكلفين ، لا يفضل الاستماع الى وجهة نظر واحدة ، يعتز بعسكريته التي صقلت صفاته القيادية ، عقله المنظم لا ينشغل فقط بالمجريات اليومية ، بل يفكر بالتحديات والمستقبل ، عملي وحازم ، لكنه أيضا انساني متسامح .
• مؤسس موقع خبرني الالكتروني




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :