إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الحلقة 2 .. ما لا تعرفون عن رجل الأعمال المهرب الهارب




عمان جو - فارس الحباشنة

ما أكثر المتفاجئين في قضية رجل الأعمال المهرب الهارب "ع.م " ! أحدهم وهو مسؤول سابق هام أتصل بي أمس السبت مستفسرا باستغراب عما نشرته في مقال معنون ب"ما لا تعرفون عن رجل الأعمال الهارب ".
وأبدى أمتعاضا وطنيا أخلاقيا يوزع على 3 محافظات ، وهو يعلم أني أعلم مدى العلاقة التي تربطه بالمهرب الهارب ، وأنه توسط في أحدى المرات لأشطب بوست نشرته على الفيس يملح من قريب وبعيد عن فساد الرجل الغامض .
ولا يعلم ، ولربما الان تصله الحقيقة بأني أعلم توسطه لدى "جهات عليا " للتغاضي عن تقارير رقابية تفضح قبل شهور ما نشره الاعلام ، وأعترفت به الحكومة من جرائم أقتصادية يرتبكها رجل الأعمال وعصابته السحرية .
المهرب الهارب من "الضحايا السمان"ومن وحوش البزنس في البلاد . قبل شهور تعرضت في مقال صحفي ل"تجارة الدخان المهرب و المزور" ، وكنت أقصد بالطبع رجل الاعمال الهارب و اثنين أخرين من كبار تجار الدخان و يمهتنون نفس الصناعة و يحواطون بذات الاتهامات ، و لو يجري تتبع نشاطهم و مراكزهم التجارية و الصناعية، لكنا أمام فضيحة مربكة الشخوص والامكنة والأزمنة .
فيما بعد أتصل بي" رقم خاص " رديت على الأتصال الصحفي فارس الحباشنة ، قلت : له نعم تفضل ، قال : بصوت مهدرج بالغضب و القوة .. ما بدكم في الصحافة تفكونا من سوء الظنون و الاتهامات وتكفوا عن تعطيل عجلة الاقتصاد . سكتت قليلا ، وقلت له مين معي : فاجاب أبو "... " .
رديت عليه ، بكلام طويل ناقد و جريء ، وبما تمليء وطنيتي الصافية والنقية علي من واجب الأجابة والتوضيح و الأنابة بالتنبيه لأمور أحيانا قد تكون غايبة عن أذهان كثيرين من أهل الرأي والقرار .
والمهم مر الاتصال ، وبقى بالي مشغولا ليس من الأتصال ذاته ، فما أكثرها ، أنما من تفاصيل الأتصال التي تغرف منها خوفا على حقيقة ما يجري ، وكيف تنظر الدولة و
الأجهزة المعنية اليه ؟ و اذا ما كان مهرب دخان في وجهة نظر الدولة مخلص ومنقذ
وطني للأقتصاد الأردني .
**
من أوقف كبسة الزر عند ملف المهرب الهارب ، عرف أن ينتقي قضية من العيار الثيقل وسوادها موحل بالتفاصيل الفاجعة ، الضحية سمينة ، و لربما تكون طلقة حية في دورات غسيل "سمعة الحكومة ".
ولكن دورة ماكينة الغسيل و التطهير الوطني ، هل ستصل مثلا ملف شركات الطيران ؟ لتعلو فوق وجوس تقليدين مفترسين ممنوع الاقتراب منهم ، وأصبحوا من محترفي وممتهني ومجدي اللعبة على أصولها وبكل فنونها .
المغسلة لو بقيت شغالة و مفتوحة قليلا من الوقت ، فقد يقذف بها كثيرون من أهل البزنس و تحديدا المقربين من السلطة و المتحالفين معها .
لربما أن هذا المشهد انتظره الأردنيون طويلا ، في سنوات ماضية وقعت جرائم فساد راح ضحيتها أرواح اردنيين برئية ، وأخرها واقعة صوامع العقبة ، ولم تحرك الدولة حسا أزاء كل ما يجري من وقائع فظيعة ولعينة في حق كرامة و عيش الأردنيين .
في رمضان قبل الماضي ، شركة لحوم ودواجن أطعمت الأردنيين دجاجا فاسدا ، ولم يوقف أحدا من المتورطين ، رغم أن الجريمة مكشوفة و الاتهام لا يقنصقه الا قليلا من التحقيق ، و جرى طيء الملف ، وكأن شيء لم يقع .
ولا يأمل الأردنيين أن يكون تشغيل ماكينة الغسيل لتبيض صورة الحكومة فحسب ، في لحظة يواجه بها رئيس الحكومة ع.الرزاز تحديات في الصورة و السمعة والاداء و السياسة العامة و الفريق الوزاري الرطن والضعيف والهزيل .
التحقيقات في قضية المهرب الهارب تكشف عن طرائف أسطورية ، وصلت لتهريب
مصنع دخان ب"كامل معداته" الى داخل المملكة ، ومصانع تشتغل في وضح النهار
تصنع دخان مزور ويجري تهريبه الى السوق المحلي .
وأيدي واسعة النفوذ وطائلة السيطرة على مفاصل هامة في الدولة ، واستغلال أدى الى تكوين ثروات لها ليس "لها أول من أخر" .
رجل الأعمال الهارب عاش في محمية ، و ما نبش من معلومات وحقائق عن ثرواته و نشاطاته وأعماله هو جزء يسير ، وذرة من تراب ، وما قد تتوصل اليه التحقيقات أقل من المامؤل و الحقيقي .
الرجل كان يمهد الطريق له ليكون عضوا في مجلس الاعيان ، و طريقا أخرى سابقة ليوشح بوسام وطني رفيع الجلال و المقام . ولربما هذه المعلومات لا يعلمها كثيرون ، ولكن ثمة ضروة لأزاحة الأفصاح عنها ، حتى لا يبقى في قلوب البعض ولو قليل من الشك ، أننا في الصحافة بالغو العلم و المعرفة بكل ما يجري و يقع من حولنا .
وكانت الأمور تجري لتكون المكافأة سخية لرجل قدم وقدم من عون ومساعدة وخدمات جليلة للأقتصاد الأردني ، فماذا لو جرى تعيينه عضوا في مجلس الأعيان ؟ وهو لم يطلبها بلسانه كان يقول المقربون منه والمروجو لعبقتريته الاقتثصادية والاجتماعية في التهريب و التزوير ، ولكنها تقدير وتكريم من الدولة لرجالات أنجزوا وقدموا و عملوا من أجل
وطنهم .
الخبر كان جاهزا ، و هي في طي الترتيب . طبعا سيكون صاعقا ، ولكنه سيمر كما جرى تمرير غيره ، فماذا يختلف المهرب المزور عن تاجر مواعظ التربية البشرية ؟ فقد صار عينا و قائد رأي عام ، و تاجرا بارعا في توزيع توكيلات السماء على الأرض .
**
في مناخ الفساد توقع أن كل شيء ممكن أن يقع . ولو قالوا : أن الشمس تشرق من الغرب ، فقل : أن الله على كل شيء قدير وخبير .
فلو كانت ارادة الدولة قوية في محاربة الفساد ، فلماذا لا توجهها لرجال أعمال وقطاعات ملغومة ومشبوهة بالفساد . وحتى لا نكتفي في غسيل نصف الوجه ، ونبقي وبقى الجزء الثاني بوسخه وقذراته وشبطه الأسود المقيت و اللعين .
كل كبير في السلطة والبزنس متهم ، وملفه عامر بالقضايا والشبهات . وكل كبير في السلطة يمسك على الأخرين بملفات ، وكما هم يسمكون عليه بملفات موازية ، حرب لا تتصوروا كم حكمت البلاد ، وأطبقت بسطوتها على أنتاج فساد غير منظور و لا معلوم .
ليس هناك قريب من السلطة أو عبرواجهتها الا في سيرته ملف فساد يسلط على رقبته ، والا في سيرته فضيحة أو علاقة مشبوهة ، او سمسرة أو قبضة كوميشن ، وخصوصا أولئك كثيرو الولاء والانتماء والمبابعيون على طول الطريق .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :