إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

فانيتي فير: ترامب يطبق شعار لـ”نجعل أمريكا ضعيفة”!


عمان جو -

تساءل تي إي فرانك من مجلة “فانيتي فير” عن معنى لقاء أو قمة الرئيس دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا: “أصبح لغزا معروفا في واشنطن: هل يضعف ترامب أمريكا أم يكشف عن نقاط الضعف الخبيثة لأمريكا في القرن الحادي والعشرين؟ ويجيب أن قمة بوتين تكشف عن الإجابات. وقال إن ترامب عندما كان عليه الإعتذار- كما اعترف بعد الإهانة التي وجهها لمضيفته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والتي وردت في مقابلة مع صحيفة “ذا صن” كما يمكن ان يفهم ان الأمور أصبحت شائكة. وتجنب ترامب التصادم مع الملكة في أثناء زيارته لقصرها وها هو في هلينسكي يلتقي الرئيس الروسي. وهو ما يجب الكثير من مظاهر القلق. وربما غلب في اللقاء إن أخذنا بعين الاعتبار أنه لا يحضر للقاءاته. إلا أن المشهد الأكبر الذي خرج من رحلاته هي الطريقة التي يقوم فيها ترامب بإضعاف أمريكا. فقد كتبت الباحثة في معهد هوفر آمي زيغارت بمجلة “ذا أتلانتك” أن سياسات ترامب يمكن تلخيصها بشعار واحد “لنجعل أمريكا ضعيفة مرة أخرى”.

وكان عنوان افتتاحية صحيفة “يوأس إي توداي” واضحا عندما كان عنوانها “صرخات ترامب تضعف الناتو وتفرح بوتين“. ويقول فرانك “حتى نكون متأكدين فإن سياسة ترامب الخارجية سيئة وعلى عدة جبهات، فهو يتحول من سياسة عدم التدخل العسكري لتوجيه ضربات صاروخية ضد سوريا. ويشجع أكثر المظاهر القومية المتشددة في إسرائيل وينسحب من اتفاق نووي مع إيران ويعلن عن اتفاقية جديدة مع كوريا الشمالية. وهو يساعد السعوديين على ارتكاب جرائم في اليمن. وكل هذا لا يجيب على السؤال الأكبر وإن كانت سياسته تكلف الولايات المتحدة السلطة أم لا. فإذا كان ترامب يضعف ويقوي أمريكا فكيف سنعرف هذا؟ وهو سؤال خطير وأساسي لأن القوة تعني امتلاك القدرة لتغييرها في صالحك. لكن هناك خلاف حول ما يحبه الأمريكيون. فالنقاش الذي يدور بشكل متزايد حول الضعف والقوة هو محل انقسام بين الأقطاب التي تتحكم بالنقاش وبين الليبرالية الدولية ضد القومية التي يمثلها ستيفن بانون. فكلا الإتجاهين يريد أمريكا “عظيمة” لكن العظمة لا تعني نفس الشيء للطرفين. فاقتصاد قوي وتفوق تكنولوجي وجيش كبير هي مكونات لما يريده الدوليون والقوميون. وأبعد من هذا يقيس كل طرف رؤيته بطريقة مختلفة فترامب والمؤيدون له يقيسون القوة من خلال توازنات التجارة والقدرات الصناعية وحماية الحدود. أما الدوليون فيرون ان المقياس هو الإنفتاح الاقتصادي والمواقف الاخلاقية وقيادة أمريكا العالمية. ولكن العزلة وعدم التدخل والتي يريدها ترامب لا تمنع من تضخم القوة كما في حالة امريكا في القرن التاسع عشر والصين في القرن الحادي والعشرين. والدول التي تحمي نفسها وتنظر للداخل تفتقد القوة لتشكيل العالم كما فعلت أمريكا مع إنكلترا قبل الحرب العالمية الأولى وكما تفعل الكثير من الدول اليوم مع الولايات المتحدة. ففتح هذه أسواقها للعالم وتولي مسؤولية الدفاع عنه أعطاها دورا متميزا في تقرير مصير وترتيب العالم. وتم هذا على حساب الميزانية وتراجع التصنيع والميزانية الدفاعية التي تعدل ميزانيات سبع دول. ويرى الكاتب أن الحديث عن التراجع خاصة لدى الدول الغربية يتخذ عدة أشكال بشكل دعا وزير الدفاع السابق دونالد رمسفيلد الحديث عن “أوروبا القديمة” فهي ترى أنها تتراجع روحيا وأخلاقيا. ويعتقد الدوليون الليبراليون أن الخراب في المسار الاقتصادي جعل الناس يميلون للداخل والخوف من الغرباء فيما يرى القوميون أن اقتصاد العولمة جعل الناس أقل قدرة للدفاع عن هويتهم وثقافتهم. ويعتقد فرانك في نهاية مقاربته أن الخلاف حول المفهوم الوطني الأمريكي بين القوميين والدوليين يجعل أمريكا ضعيفة مقارنة مع روسيا الضعيفة لكن موحدة ضمن خطاب يمثله بوتين.

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :