إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

النائب أبو محفوظ يكتب: يا دولة رئيس الوزراء


عمان جو -

كتب النائب سعود أبو محفوظ تحت عنوان "يا دولة الرئيس":

أعلم يا دولة الرئيس أن مهمتك ثقيلة ونحن لك ناصحون. فأنت أتيت على أنقاض حالة حكومية حازت إجماعا هائلا في الرفض لتوجهاتها الذي وصل إلى التمرد على قراراتها الهوجاء مثل التسعيرة النفطية، ما استوجب ترحيلها باضراب وطني غير مسبوق.

والمجموع الوطني يتطلع إليك لتسعفه بتشكيلة وزارية غير تقليدية، تحقق بعض رغبات الناس في الانطلاق نحو آفاق رحبه من التغيير المنشود. والشعب الأردني اليوم رواده الشباب، وطلائعه الشبابية متشوفة للبناء الوطني الرصين بعيدا عن المسارات المعلبة التي ما عادت تسعف.

دولتك مشهود له بالدماثة والحلم والاناه، وأنت مقبول لشرائح عديدة كونك معتدل، فالمأمول منك الابتعاد عن نهج الإقصاء والتهميش، فكلنا مواطنون شركاء في مركب واحد، ومصير واحد، فأجمع حولك مروحة تمثل أطياف الوطن كافة.

وبيانك الوزاري المرتقب اتمنى ان يخرج عن المالوف، ويحاكي تطلعات واشواق الاردنيين في الغد المأمول.

ودولتك يعلم أن الثقة كالزجاج إذا انكسرت لن تجبر، والثقة لا تأتي بالتقسيط، فاما أن تحظى بها كاملة أو أن تفقدها كاملة لا سمح الله، فلا ضرورة للاستعجال في ضم أسماء باهتة أو مستفزة لوزارتك، تضطرك لاحقا للتعديل تلو التعديل كحكومة سلفك.

ان من أراد أن يخدم البلد بثقة، عليه أن يخطو ببطئ وبرصانة.

ودولتكم يعلم أن الثقة لا تستجدى وإنما يبنى هرم مداميكها مدماكا مدماكا وعلى أسس متينة، يراها الناس ويطمئنون لها، ويتذوقون جمالها.

ان الثقة كلمة قليلة الحروف ولكنها ثقيلة جدا جدا في ميزان الفرد و الجماعة.

يا دولة الرئيس: ليس مهما أن تحصل على ثقة النواب في جلسة الثقة، فلقد حصلها غيرك، المهم أن تحصل على ثقة المجموع الوطني ولا تستثني منهم أحدا فكلهم يتطلعون إليك، ويتفحصون خطواتك، فاحكم السير على هدى، واحترس واحذر من خسران احد.

يا دولة الرئيس: انت تعلم أن روافعك قليلة فارفع شان الشعب يحملوك، وتفانى في حشدهم حول حكومتك يتقبلوَك، ولا تحملهم ما لا يطيقون يرفعوك، ولا تمنعهم من حقوقهم الأساسية يقدروك واصغي إلى أوجاعهم يوقروك واحترس على أن يكون لك طلعة إعلامية دائمة يتفهموك، فالأصل أن تأتي الحكومة بإرادة شعبية فإذا لم يتحصل لهم ذلك فعلى الأقل ان تحصل الحكومة على رضى شعبي.

يا دولة الرئيس الأردن العظيم يستحق تضافر جهود الجميع، لأجل تصليب منعته التي تأتي من الداخل ومن داخله فقط. والإسلاميون لم يكونو دوما الا في عمق خندق الوطن حسبة لله، والتحديات الراهنة تتطلب بناء صف وطني متراص، يجد فيه الجميع متسعا لادوارهم الصادقة والمخلصة. فالوطن رحم والرحم لا يستقيم الا بأصوله وفر وعه وخمستة كاملة.

يا دولة الرئيس المكلف أن الفرصة سريعة الفوت وبطيئة العود، فلا تفلت منك فرصة لملمة الكل الوطني حول حكومتك واشرع في استفزاز الذات الوطنية لنصرة مشروعك واستنهض الجميع حتى يكون نصابك كاملا، وليكن ما عندك يحاكي المأمول منك وأكثر، وأكثر.

النائب سعود ابو محفوظ

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :