إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

وردة على كل إضراب وأعتصام وإحتجاج


عمان جو - فارس الحباشنة

قليلة هي الأحداث الحقيقة و المفصلية في تاريخنا المعاصر ، وقليلة هي الانتصارات التي تجعلك تعيش لحظة أنفعال . يوم الاربعاء ، وما تلاه من سلسلة أعتصامات واحتجاجات جعلتني أشعر بالفخر بأني أردني يقاوم خجلا مقيتا وفاجعا. شعور باستعادة الحرية والكرامة و الحق بالعيش .

تذكرت هبة نيسان 89 و ثورة الخبز 94 ، وكنت أينذاك طالبا في الابتدائية . تذكرت يعقوب زيادين الذي أعياه العمر ولم يتعب من النضال من أجل الكادحين والفقراء والمظلومين ، ولم يتعب من مناهضة أنكسار المشروع الوطني الاردني ، ومواجهة الظلاميين والتطرف والتكفير .

وتذكرت ناهض حتر الفدائي الاردني الذي قاوم الاذلال السلطوي ، ولم يرضخ ، و لم يصمت ، أشهر
سيف قلمه في وجه أعداء الاردن بالداخل والخارج . ولم يتوقف لحظة عن فضح مؤامرات الوطن البديل وتجويع الأردنيين و تصفير الهوية الاردنية .

وشعرت أن كل عمان بيتي ، أعود اليه بأي وقت من اليوم . وأنه بامكاني أن أفتح المذياع للملايين ليسعموا "نشيد الصعاليك " لحيدر محمود , أن يظلوا يستعموا حتى تقوم الحقيقة . القصيدة التي رد بها
في 89 على الطغاة و أزلامهم .

محجتون هزوا قهرا واستبداد ، وأخرجوا مناضلي فنادق الخمس النجوم و السفارات الاجنبية "جماعة حقوق الانسان والديمقراطية الزايفة و الحريات العامة من عروشهم البائدة ، و كل جماعة الاحزاب البالية ، والافكار الرخيمة المتحجرة ،والنظم المتخلفة ، وهي أضاءت في قلب كل حر شمعة و أمل يمكنه الاستعانة بها للتعرف على العالم والوجود من جديد .

ثمة سحر أسطوري وخرافي ، لا يمكن فك طلاسمه . عمان استفاقت من سبات عميق ، وفي لحظة واحدة ، غاب الشيطان أو الشياطين بالاحرى حيث شعور الاردنيين الفقراء و المهمشين والمظلومين باللاجدوى ، وغاب شيطان التفوق الوهمي لابناء السلطة والمال "أهل الرخاء والنعيم والثراء " .

سحر لف اعناق من يظنون أن لا حراك ولا تغيير لا بد أن يمر من فوق سجادتهم ، ولكن هذه المرة سمعوا أصواتا تصرخ على قرب من شرفة قصورهم وبيوتهم محملة بصراخ موجع يوبخهم ، و ينذر بسقوطهم و افلاسهم .

وكأن عمان تغسل نفسها كل ساعة . تستعد كل مساء لتجديد روحها ، هو سحر له وقعه على نفس كل أردني حر ، والأ ماذا تفسرون ما جرى ، وكيف توحد الاردنيون من الرمثا الى العقبة في لحظة فرح ونشوة بالفوز العظيم .

وردة على الاحرار والمخلصين من أبناء الوطن ، ومن اعتلت اصواتهم طلبا للعدل والحرية و المساواة والكرامة ، تحية أجلال و تقدير للاردنيين الذين خرجوا و اضطفوا في مسيرات و أعتصامات تدافع عن كرامة عيش الاردنيين .

لهم الأف تحية ، وتقبيل جباهم و أنحناء لقاماتهم اكبيرة ، أولئك غذاء كرامة الاردنيين و حماتها ، وأولئك الذين جمعهم هم وطني واحد كرامة الاردني وحقه بالعيش الكريم ، لهم الحق أن نفتخر بهم كل العمر ، و أن تبيض مساراتهم في تاريخ الحركة الوطنية الاردنية .

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :