إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

حمادة فراعنة يكتب .. تحديات أمنية


عمان جو - حمادة فراعنة

ثلاث اشتباكات أمنية تواجه الأردن وطناً وأفراداً ومؤسسات ، تستنزف أمنه وقدراته وجبهته الداخلية هي :
أولاً : محاولات التسلل الحدودية من قبل مجموعات مسلحة مدربة منظمة وقد تكون عقائدية تنتمي لتنظيمي القاعدة وداعش ، تسعى لأدخال عناصر وأسلحة بهدف التفجير والقتل وتنفيذ عمليات أمنية سياسية ذات طابع جهادي متطرف ، قادمة من سوريا أو من العراق ، وهي محاولات ومهمة تتصدى لها القوات المسلحة وقوات حرس الحدود مع توفير أجهزة مراقبة تكنولوجية متطورة لا تسمح “ للطير الطاير “ بالتسلل عبر الحدود ، حيث أحبطت العشرات من محاولات التسلل نحو الحدود الأردنية ، وكان أكبرها وأهمها ما جرى يوم 23/1/2016 ، في محاولة مجموعة مكونة من 36 عنصراً مسلحاً حاولت إجتياز الحدود عنوة ، وتصدت لها كتائب المراقبة الأمامية من القوات المسلحة وحرس الحدود ، وقتلت منهم 12 مسلحاً ، وفر الباقون إلى عمق الأراضي السورية ، وطريقة الاشتباك وعدد المسلحين وسقوط القتلى يعكس أنها عملية سياسية أمنية وليست مجموعة من التجار المهربين .
ثانياً : خلايا عقائدية نائمة يتم تنظيمها وتدريبها وتسليحها وتطوير عملها وتنتظر التعليمات “ الجهادية “ لتنفيذ عمليات سياسية أمنية بالتفجير أو الاغتيال وهي مهمة يتولى متابعتها والتصدي لها وإحباط مشاريعها جهاز المخابرات وقوات خاصة ، كما حصل في خلية إربد يوم 1/3/2016 ، وإستشهد خلالها الرائد راشد حسين الزيود ، وتعتبر من أبرز المحاولات التي سعت لتنفيذ عمليات مهمة ، ومثلت أبرز نجاح لأجهزة الأمن في إحباط مسعى داعش والقاعدة ، في تنفيذ عمليات تدميرية ، وقد قتل سبعة منهم وتم إلقاء القبض على 12 مسلحاً أخر .
ثالثاً : ملف الأمن الداخلي غير السياسي ، والمتمثل بالتصدي للمهربين والمطاردين الخارجين عن القانون والمصنفين كونهم “ خطيرين “ الذين يرفضون الانصياع للقانون وعدم تسليم أنفسهم للمثول أمام المحاكم في قضايا قتل جنائية ، أو الاعتداء على رجال الأمن ، أو ممارسة الابتزاز لرجال أعمال ، أو التهريب لسلع مدنية مثل السجائر والمشروبات الروحية أو لسلع ممنوعة مثل المخدرات والأسلحة .
عندما تولى سلامة حماد وزارة الداخلية يوم 19/5/2015 ، مدعوماً بقرار سياسي أمني لأنهاء هذا الملف وتداعياته ووضع حد لأثاره المؤذية ، تسلم ملفاً يحوي 160 مطلوباً من المصنفين “ خطيرين جداً “ فكانت رسالته لهؤلاء المطلوبين من خيارين إما تسليم أنفسكم وتقديمكم لمحاكم عادلة نزيهة ، أو القتل ، وهذا ما حصل وكانت حصيلته خلال 11 شهراً من توليه مسؤولياته كما يلي :
1- 160 مطلوباً مصنفاً خطير جداً .
2- قُتل منهم 3 مطلوبين رفضوا تسليم أنفسهم وتصدوا لقوات الأمن والدرك .
3- تم إلقاء القبض على 128 مطلوباً ، منهم 15 سلموا أنفسهم طواعية و 113 مطلوباً تم مداهمة أماكن إخفائهم من قبل قوات الأمن والدرك .
4- بقي منهم 29 مطارداً ما زال فاراً ومصنفاً خطير جداً ، حتى يوم إستقالة الوزير في 19/4/2016 ، حيث إستقبل هؤلاء قرار إستقالة الوزير بإطلاق الرصاص في الهواء، إبتهاجاً برحيله عن إدارة الوزارة ، فقد كان حازماً مسلحاً بقرار إنهاء الجزر المغلقة المتمردة التي أقامها هؤلاء في عمان أو مادبا أو أقسام البادية ، الأمر الذي يتطلب من الوزير مازن القاضي مواصلة العمل لإنهاء هذا الملف ، وإزالة أي مواقع محذور على قوات الأمن دخولها ، وتشكل بؤر جرمية محصنة ومراقبة للخارجين عن القانون .
ما بدأه سلامة حماد بنجاح يستحق عليه التقدير ، مطلوب من مازن القاضي مواصلته ، فملف المطلوبين الخطيرين لا يقل خطورة عن ملفي التسلل من الخارج ، والخلايا النائمة في الداخل ، وربما تكون تداعياتها أكثر سوءاً وأذى ، فهل يُفلح الوزير ونحن نراقب وننتظر ! .

h.faraneh@yahoo.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :