إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

حركة القومية العربية النشأة والتطور(1)


عمان جو -

• تعني القومية العربية أن العرب يشكلون أمة واحدة . مستقلة متحدة.. وكان العرب سابقا ً يعتزون اعتزازا ً خاصا ً بلغتهم وكان لهم إحساس قبل الإسلام بأن هناك وراء منازعاتهم القبلية والعائلية، وحدة تضم جميع الناطقين بلغة الضاد المنحدرين من القبائل العربية، وكانت لكل قبيلة شجرة عائلية مشتركة معروفة لدى الجميع.


• وعند ظهور الإسلام وانتشاره مع اللغة العربية خارج الجزيرة العربية، أصبح للعرب القسم الخاص من تاريخ الإسلام، وتأثير مباشر من جوهر تكوينه. فالقرآن نزل بلغة العرب والنبي محمد كان عربيا ً، ودعوته الأولى كانت موجهة إلى العرب وكان العرب الآلة البشرية التي بواسطتها انتشر الدين الإسلامي، كما أصبحت اللغة العربية لغة الشرع والفقه والعبادة.


• وعندما انتقلت السلطة آخر الأمر إلى الأتراك وغدت اللغة التركية لغة الحكم، احتفظت اللغة العربية بمركزها كلغة الثقافة الدينية، فكانت بذلك الوسيلة التي بواسطتها استمر العرب يقومون بدورهم في شؤون المجتمع عامة.


• لكن القومية العربية الصريحة كحركة لها أهميتها وأهدافها السياسية لم تظهر إلا في أواخر القرن التاسع عشر. ظهرت فكرة أنه لا يمكن المحافظة على الإمبراطورية إلا بتحويلها إلى ملكية دستورية. يتمتع فيها بحقوق متساوية المسلمين وغير المسلمين والأتراك وغير الأتراك.


كما انتشرت بعض الأفكار الإصلاحية التي نادت بإقامة الحكم الصالح الذي لا يمكن أن يقوم إلا باشتراك الجميع فيه. ودعت إلى فصل الدين عن السياسة. وفصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية وجعل التعليم إجبارياً. وإقامة العدل والاتحاد بين أبناء الأديان المختلفة، وتقوية الشعور الوطني الموحد بين جميع المواطنين.


• كما بدا العرب سائرين على الطريق التي تؤدي بهم إلى القومية العربية. فالعرب لا يمكنهم أن يفهموا كيف يكون سلطان الأتراك القادمين من بلاد التتار، خليفة للنبي العربي القرشي محمد. وكيف تكون له سلطة لتنصيب شريف مكة وإقالته . وهم يعبرون بأساليب شتى عن استنكارهم لطلب العثمانيين في الخلافة ، إنهم يمقتون الأتراك ويكرهونهم منذ الفتح العثماني لبلاد العرب.


وكان العرب في عصور الإسلام الذهبية رأس الأمة وقلبها فالعودة إلى نقاوة الإسلام الأولى تعني تحويل مركز الثقل من الأتراك إلى العرب، وإذا كان لا بد من خليفة فلا يجوز أن يكون إلا خليفة عربيا. فالسلطان العثماني لا يملك حقا ً شرعيا ً في الخلافة. لذلك فإن الإصلاح متوقف على العرب، وبالأخص على العلماء منهم الذين يحتلون قلب العالم العربي.


• بدت ملامح الشعور القومي تتوسع وتترسخ لدى العرب. وقد اتسم هذا الشعور في أواخر القرن التاسع عشر بطابع علماني. وبإحياء شعور إقليمي معين، وانصب شعورهم على وحدة جغرافية أصغر من الإمبراطورية. فدعا بعض الشبان أبناء سوريا إلا الاتحاد، وطالبوا بحكم ذاتي موحد لسوريا ولبنان، وبالاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية وبإزالة القيود عن حرية التعبير والمعرفة. وكان ذلك مظهرا ً من مظاهر استيقاظ الوعي السياسي. كما ظهرت بعض الأفكار التي تقول بأن سوريا وحدة تاريخية مميزة ولا بد لسوريا أن تصبح يوما ما دولة مستقلة حرة.

ومنذ ذلك الوقت، أخذ اسم سوريا يستعمل على نطاق واسع، محفوفا ً بشعور الاعتزاز وإثبات الذات. ثم برزت عناصر التفكير لدى جميع الكتاب التي لم تكن تخلو عنصر عربي. فقد كانوا يشعرون بصلة اللغة التي يجب أن تجمع بين الذين يختلفون في العقائد الدينية كموروثة ويعتزون بالثقافة التي تعبر عنها تلك اللغة. وتألفت بعض الجمعيات السرية التي أشارت في بياناتها بالعزة العربية التي تحرك مشاعر أهل سوريا. ورفضت دعوى السلطان بالخلافة، معتبرة ذلك اغتصابا ص لحق العربي. وطالب الداعون للفكرة العربية بأمة عربية تكون منفصلة عن أساسها الديني، وتضم بدون أي وجه من وجوه التفريق المسلمين والمسيحيين جميعا ً.

ورأى بعض الداعين لفكرة الوحدة العربية، بأن هناك أمة عربية واحدة تضم مسيحيين ومسلمين على السواء وبأن المشاكل الدينية التي تنشأ بين أبناء الأديان، إنما هي بالحقيقة مشاكل سياسية تثيرها اصطناعيا ً قوى خارجية لمصلحتها الخاصة.

وبأن المسيحيين لا يقلّون عروبة عن المسلمين. وأن حدود الأمة العربية تشمل جميع البلدان الناطقة بالضاد وأن على الأمة العربية أن تكون مستقلة عن الأتراك. فالأتراك هم الذين سببوا خراب العرب ولولاهم لكان العرب في عداد أكثر الأمم تمدنا ً. والعرب يتفوقون على الأتراك في كل شيء. وإن انتصارات الأتراك ما تمت إلا بفضل المحاربين العرب.


• وهكذا أخذ المواطنون العرب يعبرون بمواقفهم بإنشاء الجمعيات السرية ذات الأهداف البعيدة. وكان هدف هذه الجمعيات الحقيقي الاستقلال. وأعلنت هذه الجمعيات أن الأتراك هم سبب بؤسنا، إذ أبادوا ثقافتنا، وحالوا دون تقدمنا الاقتصادي
• وما إن نشأت الحرب العالمية الأولى عام 1914، دخلت تركيا فيها، حتى برز فريق من القوميين ممن كانوا على اتصال مع الدول الأوروبية من أجل مساعدتهم لتحقيق تطلعاتهم وأهدافهم. يعتبرون بقاء السلطنة ضروريا ً للعرب، برغم أنهم يؤمنون أن مصالحهم تختلف عن مصالح الدول الأوروبية "فرنسا وبريطانيا" على وجه التحديد.كما انه لم يكن للبلدان العربية في ذلك الحين، كيان سياسي أو سيادة يُخشى على زوالهما.


• وثار شريف مكة الحسين ، وشكل جيشا ً عربيا ً عماده الجمعيات السرية القومية العربية، وأعلن استقلال الحجاز واشترك في حملة الحلفاء التي أسفرت عن احتلال سوريا. وبعد الحرب وهزيمة الأتراك، أقام البريطانيون إدارة عسكرية في فلسطين، كما أقام الفرنسيون إدارة مماثلة في لبنان ، أما في الداخل فقد قام حكم عربي معترف به ومدعوم ماليا ً من بريطانيا برئاسة الأمير فيصل ابن الشريف الحسين. لكن بريطانيا كانت قد التزمت التزامات أخرى، فالتزمت بتأييد إنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين، ينشأ عنه حكما ً دولة يهودية لا يكون فيها خيار لسكان فلسطين العرب سوى أن يكونوا أقلية أو أن يهجروا ديارهم!!.


• عقد عام 1920 مؤتمر للزعماء السوريين والفلسطينيين أعلن فيه فيصل ملكا ً على سوريا.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :