إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

قضية بنك عبدون .. قبل إصدار الحكم


عمان جو - فايز شبيكات الدعجه


من المقرر أن تصدر محكمة امن الدولة الأربعاء المقبل حكمها بقضية السطو المسلح على بنك في عبدون والتي حدثت في كانون ثاني الماضي ,وأعقبتها موجة غضب إعلامية وشعبية ساخطة .
تحظى مسلة تنقية الأحكام القضائية باهتمام واسع من قبل فقهاء القانون. ولعل إحدى أهم الدراسات والمسائل المطروحة للنقاش هي إبعاد القاضي عن العواطف والانفعالات والمؤثرات الذاتية إزاء الأحداث الجنائية واتخاذه موقف مسبق بحق الجناة قبل ان يتولى النظر بالقضية وأثنائها وصولا الى مرحلة إصدار الحكم .
طالب مدعي عام امن الدولة تجريم المتهمين الأربعة من بينهم سيدة غير موقوفة على ذمة القضية وفق أحكام القانون وإنزال العقوبة الرادعة ، بالتهم المسندة لكل منهم وهي تهم تشكيل عصابه بقصد التعدي على الأموال، القيام بأعمال من شانها تعريض سلامه المجتمع وامنه للخطر والإخلال في النظام العام وإلقاء الرعب بين الناس وترويعهم الموارد الاقتصادية للخطر، جناية السرقة الواقعة على بنك تحت تهديد السلاح وتدخل في جناية السرقة الواقعة على بنك تحت تهديد السلاح.
نثق بنزاهة قضائنا ، لكن مما قرأت في هذا السياق انه طغت على أحداث الساعة، خلال سنة 1995، محاكمة،ا للاعب سمبسون لكرة القدم، الرجل الثري والممثل الأميركي الأسود المتهم بقتل كل من زوجته السابقة وصديقها. حظيت المحاكمة بالمتابعة الدقيقة لشبكات الاتصال التي توظف تكنولوجيات متقدمة، مثل CNN. وقبل أن تصدر هيئة المحلفين حكمها، كان الجمهور الأميركي والعالمي قد استخلص أصلا خلاصته حول إدانة أ.ج سمبسون أو براءته. كانت القضية قد أثارت العواطف والانفعالات وما حتم على رئيس الولايات المتحدة أن يتدخل، يوم النطق بالحكم، ليدعو إلى إعمال العقل.
ومما قرأت أيضا ان على القاضي أن يكون شديد الحذر حتى لا يصبح لعبة في يد الرأي العام و في يد بعض وسائل الإعلام أو في يد السلطة السياسية أو في يد سلطة المال حتى لا يتم تضمين الرأي العام في الأحكام.
وقيل ان الأمثلة كثيرة و متنوعة لأشخاص عانوا من القضاء سواء على مستوى الضابطة العدلية أو على مستوى النيابة العامة أو على مستوى التحقيق أو على مستوى الحكم. بعد شهدت الآونة الأخيرة أحداثا أعطت لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها وتوجهاتها مساحة خصبة من المتابعة والتدقيق وخلقت مناخا متوترا أحيانا الأمر الذي يجعل القاضي تحت ضغط نفسي رهيب فهل يتأثر القاضي بقضايا الرأي العام ويؤثر هذا علي حكمه ؟ وهل ينعزل القاضي بعيدا عن وسائل الإعلام حتى لا يكون عرضة للضغوط التي قد تؤثر علي قراره ؟ .وقيل أيضا أنه يجب علي القاضي الحق ان يخرج عن كل شيء يبعده عن العدالة ويوجهه الي اتجاه آخر، وعليه ان يتجرد من كل معرفة تعرض أو تبث في شتي وسائل الإعلام حتى لا يتعرض الي ضغط الرأي العام الأمر الذي يؤثر علي ميزان العدالة.
وقرأت كذلك . للأسف الشديد ان الإعلام يخلق رأيا عاما في اتجاه معين ويمثل هذا حرجا للقاضي خصوصا عندما يكون الورق عكس ذلك تماما وبالتالي تكون مهمة القاضي صعبة والخطورة تكمن في حكم وسائل الإعلام في القضية إما ببراءة المتهم أو إدانته قبل ان تقول المحكمة رأيها.
وهناك بعض القضاة يمتنع عن قراءة الجرائد أثناء نظر قضايا الرأي العام وإذا حدث نوع من التأثير يكون وقتيا أي لفترة محددة لأن القاضي يكتب أسباب الحكم ولا يتأثر بالنتيجة علي الإطلاق .

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :