عمان جو - شادي سمحان

لكل شهيد قصة تختلف في الحضور والتفاصيل .. لكن تجمعهم البطولات والتضحية .. يتقاسمون حب الارض والوطن .. وبذل الروح رخيصة فداءً لترابه .. شهداء ينحني الوطن إجلالاً لأرواحهم .. وتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس.. وقد كسرت بطولتهم قيود الطواغيت ..

وفي مشهد استشهاد قائد كتيبة حرس الحدود السادسة المقدم سليمان الركيبات .. صورة تحمل في طياتها قصص و حكايات وطن لا تنتهي.. تصدرتها زيارة جلالة الملك المعظم مضارب الحويطات معزياً أبناء الفقيد .. ولسان حاله يطمئنهم بأنه وان فقدوا والدهم .. فقد خسر نشامى القوات المسلحة أخاً ورفيقاً للسلاح .. شهدت بذلك نظرة الحزن العميق في عيني جلالته وهو ينظر في عيونهم .. نظرة الأب الرحيم لأبناءه المكلومين..

ارتقت روح الشهيد لبارئها .. وسارت روحه في زفاف ملكي إلى الفوز الأكيد .. اختلطت الدموع بالزغاريد .. ولبس أبناءه في حضرة جلالته افضل ما لديهم من ثياب واحذية .. لتبقى شاهدة على نظافة يد جند ابا الحسين .. الذين يقضون حياتهم كلها في الصحارى وعلى الحدود من اجل ان يذودوا عن الحمى .. ويبقى الاردن قلعة تتحطم على صخرته القوية كل احلام الطامعين.. وحتى ينعم ابناء الوطن بالطمأنينة والأمان.. ابناء العسكر الذين حُرموا من الجلوس مع آبائهم ايّام وأسابيع وأشهر لإنشغال الآباء بواجبهم الوطني..

اليوم يغسل كل يتيم بدموعه جسد أبيه الموسّم بالدماء .. وكل أم ما زالت على الباب تنتظر اللقاء... فتحية الشرف العسكرية لأرواح الشهداء.. " ولاتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ "