إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الحكومة والنواب .. النكتة كبيرة


عمان جو -

فارس حباشنة

النواب الذين حجبوا الثقة عن حكومة هاني الملقي زاد عددهم عن " حبات سبحة" الشيخ الجليل صالح العرموطي . ولربما كانت هنا المفاجأة الصادمة لكتلة الاصلاح و التغيير الاخوانية .

بعض من التسلية الفارطة في اثناء متابعة جلسة طرح الثقة في حكومة هاني الملقي . لا يمكن تخيل المغامرة السياسية التي كان يشعر بها الملقي ، و الرجل يحاوط باعضاد من" خبراء السلطة " على يمينيه ممدوح العبادي أبو العزائم و شماله موسى المعايطة ، ومن خلفه محمد المومني و هاله لطوف .

و لا أعرف ما هو المنطق السياسي الذي طرحت على ضوئه الثقة الحكومية ، ما دام الرئيس الملقي سيجري في القريب العاجل تعديلا وزاريا على حكومته ، بحسب معلومات راشحة عن مصادر مقربة من الملقي .

تصويت النواب و منحهم ثقة جديدة للحكومة حمى الملقي ، بل أعطاه نفسا قويا لراهن على أطالة عمر حكومته ، و أقرب المقربين من الملقي يعرفون أن عمر الحكومة من الهموم الثقيلة التي تطبق على أنفاس تفكيره كلما فتح في الاعلام او الغرف المقفلة موضوع التغيير الحكومي و التعديل الوزاري .

ليس الرئيس المقلي من عرف كيف يتعامل مع النواب ؟ ولكن السادة النواب من يرتمون باحضان الحكومة الدافئة ، و خاصة القدماء "المخضرمين " ، فهم أكثر دراية و حرصا على صون مصالحهم مع الحكومة .

الملقي وكما ظهرت صورته بعد رحلة عودته من امريكا ، وحواره التاريخي مع التلفزيون الاردني ، وليحاول الطهور بصورة الرئيس القوي و جبروته الفائق الوصف عندما اقبل نائب على احتضانه بطريقة لافته وغريبة و مثيرة للانتباه تحت القبة بعد حصول حكومته على الثقة .

استقبل الملقي تهاني النواب وحيدا ، ابتعد عن الوزراء وبالاخص من يعتبرون انفسهم مهندسي" غزوة الثقة النيابية " ، ولربما هي أشارة لاقتراب رحيل و زوال اشباح الوزراء ثقلي الظل في الحكومة ، وهذا ما يسعى الملقي اليه بحثا عن تركيب صورة الرئيس القوي و العابر للمشاق والحواجز .

فلربما أن السادة النواب لايدركون ما قيمة ثقتهم بالحكومة ، اذا ما اجرى تعديل وزاري قد يقحط بالاخضر و اليابس والصالح والطالح اغلب الوزارء . ومن التسريبات المتطايرة أن الرئيس يبدي رغبة جامحة للتخلص من وزيري الداخلية و التربية و التعليم .

ومن يعرف الارضية السياسية التي توجه الرئيس الملقي و يتحرك عليها ، يعرف لماذا يريد التخلص من أهم وزيرين يعملان بنشاط و مسؤولية ومجددان و مصلحان في جسد الحكومة المترهل ؟ وكل منهما يحمل ملفا ثقيلا ، ويملكان شعبية عارمة ، يبدو أنها تثير هواجس و قلق و غضب الرئيس الملقي .

النكتة طبعا ما دمنا بانتظار تعديل وزاري على الابواب ان النواب صوتوا على "شخص الملقي" لا الحكومة ، وهذا يبطل روح ومشروعية الثقة التي منحها النواب لحكومة مشوهة سياسيا و فاقدة للشرعية السياسية .

ولربما أن هذه الحقائق غابت عن اذهان السادة النواب : مانحي وحاجبي الثقة . وطبعا من تعود الى الزغاريد من الصعب منعه من الرقص بأي عرس او زفة . وهذه صورة حكومة و مجلس نواب انتفخت بالهجاء و السب و القذف و الشتائم ، ولو أنهم يحترموا ماء وجوهم لاستقالوا جمعيا .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :