إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

بسرعة عن .. السائق ومستشار الملك ؟


عمان جو - فارس حباشنة

حكاية السائق ومستشار الملك أشعر في متابعة تفاصيلها أن هذا الزمن من تاريخ بعيد . زمن مازالنا نترحم به على عدالة السلطة لا سلطة العدالة . السلطة في يدها كل شيء توجهها ضد من تشاء و تحرق ما تشاء و تغضب على من تشاء .


لا أحد في محل ثقة يشكك أن خطورة الحكاية طرحها سؤالا عريضا عن العدالة ، وكيف أن محترفي السلطة يعرفون كيف يلعبون بالقانون و يبحرفونه و يموجونه على اهواء مصالحهم وامزجتهم ؟ و هم من يرون العدالة كما يشاءؤون .

ولا أخفي اعترافا أني بعد حادثة السائق و مستشار الملك زاد رعبي خوفي وقلقي . لربما لم نفكر بان كل واحد منا عرضة لوقوع ذات الحادث معه . لا نريد شنكلة الامور والتلاعب بها على حساب قيم : الكرامة والعدالة و الحرية .

في غمرة ما يجري في البلاد ، تحول العدل من " أسئلة المستحيلات " . ليس فقط هي واقعة واحدة فاضحة لأهل السلطة و اباطرتها . ولكن لجماعة افسدت المجال العام و كسرت رقاب المواطنيين و لعنة عيشهم و نهبت ثروات وطن .

بلد تحول كله لصحراء ، حتى الهواء به محاصر ، ويوزع كعطايا على الاشد ولاءا و الاكثر تبعية ،وهناك من يحرمون منه حتى يثبت اخلاصهم ووفائهم الاصم والاعمى ، ونحن كغلابة راضون وقانعون ، ولكن دون شرط الاستهتار والاعتداء على الحرية و الكرامة .

**

وحوش سادية يتمتعون ب"تعذيب الناس " ، ولا أحد يختلف على أن الاردنيين ضجوا بخروجهم الى الشوارع باحثين عن أمل وحلم بالعدل والكرامة والحرية و المساواة . هي الهتافات في الكرك و الطفيلة ومعان والسلط واربد و المفرق وعمان التي ما زالت تضرب في مسامع سلطة صماء .

صيحة جماعية ، اكتشاف جماعي للظلم و الفساد و الاهانة ، سر يلعنه الجميع معا . الاردنيون احرار لا يرضون بالدنية و الضيم ، يقامون بما " قدرهم الله" من قوة نفوس ليستعيدوا بعضا مما تنهبه الوحوش المسعورة من حياتنا .

وصيحات الحراك هي لحظات وطنية صوفية عابرة ب"اكتشاف الذات " ، جماهير باحثة عن كرامة و عدالة في المقام الاول ، وتسعى الى ترميم نفوس جريحة وملطومة وملكومة ، ارواح تائه بفعل الذل و القهر والحرمان والفقر و التهميش و الاقصاء .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :