إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • عربي و دولي

  • هل ينفذ ماكرون وعده بــ’’الرد الفوري’’ في حال ثبت استخدام الكيماوي بسوريا ؟

هل ينفذ ماكرون وعده بــ’’الرد الفوري’’ في حال ثبت استخدام الكيماوي بسوريا ؟


عمان جو -

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية يوم الجمعة عن قلق بلاده من المؤشرات التي تتحدث عن احتمال أن يكون غاز الكلور قد استخدم من جديد ضد المدنيين بسوريا خلال الأسابيع الأخيرة، مشددا له على أن ذلك يعد’’ خطا أحمر’’ وأن باريس لن تتراجع إزاء تصميمها على” الرد الفوري” على أي استخدام للسلاح الكيماوي في سوريا.

في نهاية شهر مايو/ أيار الماضي، اَي بعد نحو أسبوعين من توليه السلطة رسميا، استقبل الرئيس الفرنسي ماكرون نظيره الروسي بوتين في قصر فرساي العريق. وخلال المؤتمر الصحافي المشترك بينهما حذّر إيمانويل ماكرون من مغبة استخدام السلاح الكيماوي وكونه “خطا أحمر” بالنسبة لباريس، التي سترد “بشكل فوري” على مستخدميه.

تناقض في الموقف الفرنسي

وبعد مرور نحو ثمانية أشهر على تحذير ماكرون، صرح وزير خارجيته جان ايف لودريان، الأربعاء الماضي، بأن’’ كل الدلائل تشير إلى أن السلطات السورية تشن هجمات بالكلور -في هذا الوقت-في سوريا’’، غير أن وزيرة الجيوش فلورنس بارلي اعتبرت بعد ذلك بيومين، أنه في ظل’’ غياب تأكيدات’’ حصول هذه الهجمات الكيماوية في سوريا، يمكن القول إنه’’ لم يتم تجاوز الخط الأحمر’’ الذي حدده الرئيس إيمانويل ماكرون للقيام برد عسكري فرنسي.

وهو ردّ اعتبر الصحافي السوري المقيم في باريس نبيل شوفان أن ’’ أدواته غائبة’’، موضحا في الوقت ذاته، أن ماكرون يحاول فقط ’’ استعادة موطئ قدم لأوروبا وفرنسا خاصة في السياسة الخارجية بالشرق الأوسط من البوابة السورية، تارة عبر التهديد بمحاسبة مجرمي الحرب، وتارة أخرى عن طريق الحديث عن عزوف أوروبا عن المشاركة في إعادة إعمار سوريا ’’.

ويرى بعض المهتمين بشؤون الدبلوماسية الفرنسية الشرق أوسطية أن الرئيس إيمانويل ماكرون يسعى إلى’’ عودة الدفء’’ مع الحليف الأمريكي في ما يتعلق بالملف السوري، إذ ثمة فرصة لبروز الدور الفرنسي في سوريا لملإ الفراغ الحاصل بالانشغال الأمريكي بالأوضاع القانونية للرئيس ترامب وكذلك انشغال الروس بالانتخابات الرئاسيّة. لكن هذا الدور الفرنسي ’’ليس ليكون بديلاً تضليلياً كما فعل الدور الأمريكي سابقاً ’’ كما يقول وائل الخالدي المعارض والكاتب السوري المقيم في باريس، متمنيا أن ’’يذهب الفرنسي وقد استلم دفة السياسة الدولية باتجاه فرض عقوبات حقيقية مباشرة ضد نظام الأسد، مما سيحمي أرواح آلاف المدنيين والأطفال من جهة ويعيد لفرنسا دورها السياسي من جهة أُخرى’’.

وفي هذا السياق احتضت باريس، في 23 من شهر يناير / كانون الثاني الماضي، اجتماعا دوليا ترأسه وزيرا الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان والأمريكي ريكس تيلرسون وغاب عنه الروس والأتراك. وقد أسفر عن إطلاق مبادرة دولية لمنع إفلات مستخدمي السلاح الكيماوي في سوريا من العقاب.

وأعلنت باريس على هامش هذا الاجتماع عن تجميد أصول 25 هيئة ومسؤولي شركات من سوريا ولبنان وفرنسا والصين يشتبه في أن لهم صلة ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري من حيث التنفيذ أو التخطيط.

العودة إلى سيناريو 2013؟

بيد أنه من اللافت أن هذه العقوبات الفرنسية الجديدة لم تطل أي مسؤول في النظام السوري. وهنا يرى رامي الخليفة العلي، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة باريس، أن فرنسا تبدو ’’ مواقفها في بعض الأحيان متناقضة في رحلتها للبحث عن دور محوري في الملف السوري’’. ويضيف الخليفة العلي أنه رغم أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حدد استخدام الأسلحة الكيماوية كخط أحمر في سياستة اتجاه الملف السوري، إلا أن ’’فرنسا لن تذهب منفردة في أي إجراء عسكري ضد النظام السوري’’، ما يعيدنا إلى سيناريو عام 2013، عندما أيد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند بقوة استخدام القوة لمعاقبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد أن اتهمه تقرير للاستخبارات الفرنسية بالقيام بهجمات كيماوية، التي صنفتها الدول الغربية وقتها بأنها تمثل ’’خطا أحمر’’.

لكن واشنطن ولندن حليفتي باريس سرعان ما تراجعتا عن ” القيام بأي عمل عسكري” ضد النظام السوري، بعد أن رفض البرلمان البريطاني مشاركة المملكة المتحدة في أي عمل عسكري ضد سوريا ، فيما قرر الرئيس السابق باراك أوباما الحصول على التفويض من الكونغرس لشن أي هجوم ضد النظام السوري ، وذلك قبل أن يتراجع تماما عن الفكرة بعض مفاوضات مع موسكو.

وفي هذا الصدد يعتقد رامي الخليفة العلي أن ماكرون لن يكرر تجربة هولاند عندما صعد اتجاه النظام السوري عقب استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة، ما أفقد فرنسا دورها بعد تراجع باراك أوباما وقتها عن العمل العسكري.

غير أن مراقبين يرون أن الأمور اختلفت مع الإدارة الأمريكية الجديدة، إذ أن الرئيس الحالي دونالد ترامب، لم يتردد في إعطاء الضوء الأخضر لقصف مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي، في نهاية إبريل/نيسان الماضي، ردا على الهجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب، ولذلك من الوارد، حسب هؤلاء المراقبين، أن نشهد ضربات أمريكية -فرنسية في المستقبل في حال تكرر استخدام السلاح الكيماوي في سوريا.

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :