إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هاشم الخالدي يكتب : هذه قصة سرير الموت في بغداد


عمان جو - دون مقدمات سالني الصديق همام الكيلاني بوجود اخي الذي لم تلده امي زيدون الحديد ذات رحله خاطفه هذا اليوم الى البحر الميت

ابو زيد : انت وين درست

هذا السؤال اعادني الى ذكريات حدثت معي قبل اكثر من ٢٥ عاما وتحديدا في العام 88 عندما درست في العراق وهي حرب المدن الثانيه التي كانت بدأت ايضا اولى تلك الحروب في العام 1984.



اجبته : في بغداد حيث عشت اجمل ايام عمري واصعب ايام حياتي



كيف ؟؟؟.. استرسل بالسؤال؟؟

ارتشفت القهوه مع تنهيده .. اخبرته تفاصيل مرعبه



قلت له : كنت ما زلت في السنه الثانيه واسكن في منطقة جنوب بغداد تسمى منطقة 'كراده داخل' بالقرب من تمثال علي بابا.

اشتعلت فجأه حرب المدن بين طهران وبغداد .



عمدت طهران الى قصف القصر الجمهوري في محاوله لاغتيال الشهيد صدام حسين وحينا اخر كانوا يستهدفون وزارة الدفاع فكانت المقاومه العراقيه لهم بالمرصاد ، لكن سوء حظي كان اغبر في تلك الايام حيث تبين بان منطقة سكني في ' كراده داخل ' كانت تتوسط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع بمعنى ان الصواريخ التي كانت تخطأ كلا الهدفين او تساهم المضادات العراقيه بحرفها كانت تسقط مباشره في منطقتنا.



لا ادري من اين كنا نستجلب الجرأه ونحن نهرع الى اسطحة المنازل كلما اعلن نفير الانذار لمشاهدة مسار الصاروخ الايراني ومعرفة مكان سقوطه وكاننا كنا نعتقد اننا في مأمن من سقوطه فوق رؤوسنا .. يا الله كم كنا ساذجين .



كان يشاركني في الغرفه شاب مهذب اسمه محمود البشارات وفي الغرفة المجاوره في ذات الشقه الزميلين مهران ابو حلاوه وناهض عبد الهادي وفي الشقة المجاوره او ذاتها الصديق مروان العمايره .



ثمة تفاصيل كانت مرعبه شهدتها ولم اشهد مثلها في حياتي .



كنا في كل ليله نصلي العشاء مودعين لاننا لم نكن نعلم اذا ما سيصبح علينا نهار اليوم التالي او ان نكون قتلى تحت ركام الصواريخ الايرانيه .



ما زلت اذكر كيف اننا كنا نتلوا الشهادتين قبل النوم ونطلب ان نتسامح قبل ان تغمض اعيننا ربما لاخر ليلة في العمر ،

لكن اكثر المشاهد تأثرا في تلك اللحظه القاتله كانت حينما كنا نعمد الى ان ندخل فرشة النوم تحت السرير الحديدي وننام فوقها خوفا من ان يسقط سقف المنزل على اجسادنا اذا ما سقط الصاروخ الايراني فوق رؤوسنا فكنا نتقي ذلك بالنوم تحت السرير وليس فوقة كي يسقط ركام السقف على حديد السرير وليس فوق رؤوسنا مباشره .



اقسم بالله ان اعظم لحظة فرح كنت اشعر بها حينما اصحوا صباحا وقد كتب لي ربي النجاه ليوم اخر.

كان شعورا لا ينسى .

كانت لحظة الموت تقترب منا في كل لحظة واذكر ذات مساء انني كنت عائدا الى ذات المنزل ولم اكد اتخطى عشرات الامتار عن منزلنا حتى سقط الصاروخ في المكان الذي كنت فيه قبل لحظات في السياره التي كانت تقلني الى المنزل.



كان لهيب صافرات الانذار الذي تشتعل به بغداد بين اللحظه واللحظه يأكل من اجسادنا قلقا وريبه فكنا نتفوق على الخوف باللامبالاه وكاننا سلمنا قدرنا وارواحنا دون اي مقاومه .



استمر هذا الحال لاكثر من اسبوعين ذهب ضحيته عشرات من الشهداء من العراقيين الابرياء وبعض الجرحى من الطلاب الاردنيين الذين سقط احد الصورايخ بالقرب من مكان سكنهم ذات ليلة مرعبه من تلك الليالي القاتمه السواد.



رحم الله شهداء حرب المدن ورحم الله شهيد الاضحى والفجر صدام حسين .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :