إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

عن الجحود والنكران


عمان جو - خالد سامح

 

بالنسبة للكثير من (المثقفين والاعلاميين ) الأردنيين فإن مؤسسات الدولة مجرد منجم للمساعدات والهبات و"التنفيعات" ليس الا، فإذا توقف ذلك المنجم عن الضخ لأي سبب كان حتى ولو من أجل تطبيق سيسات التقشف وانقاذ الاقتصاد الوطني فإن ذلك المنجم يتحول الى بئر يرمون فيه الحجارة بعد أن نهلوا من مائه لسنوات طويله و"تبغددوا " بخيراته وكان حكرا عليهم لعقود.

وأشير هنا بصورة خاصة الى مؤسسة وطنية كبيرة دعمت قطاع واسع المثقفين الأردنيين وأغدقت عليهم الأموال ولم تبخل بالدعم الموصول لمشاريعهم وطموحاتهم ونشاطاتهم  مع أن أغلبها غير مجد، وكل ذلك من أموال دافعي الضرائب وقوت الشعب الأردني الذي تمنى أن يكون المثقف والصحفي صوته والمدافع الأول عن قضاياه المعيشية لا الانتهازي والوصولي اللاهث فقط خلف المكافآت الشهرية وعضوية اللجان الاستشارية ومافيها من ميزات، وأتحدث هنا عن وزارة الثقافة التي تحفظت أنا شخصياً ومعي الكثير من الزملاء على الكثير من سياساتها خلال السنوات القليلة الماضية ليس في عهد الوزيرة لانا مامكغ فقط وإنما في عهود الوزراء والوزيرات السابقين، ولكن أجدني اليوم متعاطفا معها كل التعاطف بعد أن تعرضت مؤخرا لهجوم غير أخلاقي من قبل زملاء صحفيين ومثقفين وجدوا أنفسهم فجأة خارج "فردوس الوزارة" فبدأوا بتوجيه الاتهامات وكيل الشتائم والطعن في كافة المسؤولين الكبار فيها ونسوا وقوفهم على أبواب هؤلاء المسؤولون مستجدين الهبات والعطايا التي صرفتها الوزارة بسخاء على أمل أن تسهم في دعم القطاع الثقافي والابداع بشتى صنوفه وكانت النتيجة جحودا ونكراناً، وقد وصل مجموع ما منحته الوزارة لبعضهم 30 ألف دينار خلال سنوات قليلة.

نعم نرفض الكثير من خطط وبرامج وسياسات اقرت خلال السنوات القليلة الماضية وشابها الكثير من الأخطاء والواسطة والمحسوبية والشللية وغيرها من مظاهر الفساد الموجودة في كافة المؤسسات الرسمية والخاصة، الا أننا نقف بكل احترام وتقدير أمام مبادرات رائدة تبنتها وزارة الثقافة خلال العقد الفائت ومنها على سبيل المثال لا الحصر مشروع "مكتبة الأسرة" وتوزيع الكتب مجاناً، ومشروع "المختبر المسرحي الجوال"، ودعم مهرجان المسرح الأردني ومسرح الطفل ومسرح عمون للشباب وغيرها من المآثر التي تسجل للوزارة لا عليها. 

أخيرا ...أقول لكل الزملاء الأكارم وجهوا سهام انتقاداتكم للوزارة على أسس مهنية وموضوعية دون أن تتدخل المصالح الشخصية الضيقة فيها، واطرحوا المبادرات البناءه لإنقاذ المشهد الثقافي حتى لو كان ذلك يتطلب الغاء الوزارة كلياً وتأسيس مجلس أعلى أو هيئة عليا للثقافة والفنون كما في الكثير من الدول، فواجبنا تجاه البئر الذي تنضب مياهه ويجف عطاؤه هو السعي لإعادة تأهيله خدمةً للجميع لا أن نرمي فيه الحجارة ونولي له ظهورنا.

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :