إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الطراونة: حرص الملك على «الحياد الدفاعي» جنبنا الحروب الإقليمية


اكد رئيس الديوان الملكي الهاشمي أن رؤية جلالة الملك الشمولية لمكافحة الارهاب نجحت في تحصين الاردن وصيانته ضد أي تسويات قد تفرضها أي تطورات في المنطقة خاصة في ظل الاستقطاب الدولي الحاصل ازاء الازمات الاقليمة لاسيما الازمة في سوريا.
واضاف الطراونة في لقاء مع برنامج (60 دقيقة) الذي بثه التلفزيون الاردني مساء أمس بعنوان «النظرة الشمولية في الحرب على الارهاب في فكر جلالة الملك عبدالله الثاني» ان رؤية جلالة الملك المبكرة استندت الى جملة من المحاور الاساسية ابرزها ان الاردن جزء اساسي من الحرب ضد الارهاب و حماية الاسلام ورسالته من التشوية وان هذه الحرب هي حرب الدول الاسلامية كافة فضلا عن انتقالها إلى حرب اهلية داخل الاسلام وأخرى حرب عالمية ثالثة بوسائل واساليب مختلفة.
واشار الى نجاح الاردن بقيادة جلالة الملك في (سياسة الحياد الدفاعي ) لاسيما بعد عودة الحرب الباردة ومخاطر هذه الحرب على امكانية تقاسم النفود في المنطقة بين الاقطاب لافتا الى ان رؤية جلالة الملك الشمولية ومد الجسور مع كافة الاطراف وعدم التورط في الحروب الاقليمية حصن الاردن من كل هذه التداعيات وعززه دوره الاقليمي والدولي
ولفت الى ان رؤية جلالته اكدت على ضرورة استئصال الفكر الارهابي بنظرة شمولية تتطلب وسائل مختلفة الى جانب الحرب العسكرية والامنية الكفيلة باخراج الارهابيين من المناطق التي يسيطرون عليها لتصل الى تجفيف منابع تمويل وتجنيد الارهابيين عبر تحصين « الامن الفضائي « للنجاح في القضاء على الفكر الارهابي.

رؤية ملكية شمولية مبكرة لحرب الإرهاب

وقال الدكتور فايز الطراونة أن جلالة الملك عبدالله الثاني أدرك منذ وقوع الاعتداءات الارهابية التي حدثت في الولايات المتحدة الامريكية في الحادي عشر من سبتمبر 2001 وبعد ثبوت تورط تنظيم القاعدة الارهابي بالمسؤولية عنها أن هذا العمل الارهابي سيلصق بالاسلام، لذا كان جلالة الملك اول من نبه ودعا الى نظرة شمولية لمحاربة هذه الافة الخطيرة وعدم السماح بتمددها.
وأضاف الدكتور الطراونة أن الخصوصية والشرعية الدينية والتاريخية لجلالة الملك حفيد ال البيت عززت المسؤولية بهذا الاتجاه للدفاع عن صورة الاسلام امام اجندات فكر المنظمات التكفيرية التي زعمت النطق باسمه والغطاء به لتنفيذ مخططاتها التدميرية والظلامية.
ولفت الى أن جلالة الملك وانطلاقا من هذه النظرة أعلن ان الاردن جزء من الحرب على الارهاب وانه سيشارك بفاعلية في هذه الحرب على الارهاب، الذي يحاول تشوية صورة الاسلام ونشر القتل والدمار والفوضى الذي ادى الى عودة الاحتلال العسكري الى كل من العراق وافغانستان واحداث فوضى عارمة في عدد من دول العالم.
وقال الطراونة إن الحرب على تنظيم القاعدة في افغانستان ومطاردته في تلك البلاد جعل من هذا التنظيم الارهابي الذي يتخذ من الاسلام غطاء لاجنداته يبحث عن مناطق اخرى للامتداد اليها، فكانت مرحلة ما يمكن تسميته «تعويم القاعدة لانتشارها» في الجزيرة العربية (اليمن) والعراق وبعض دول شمال افريقيا.

تعويم الفكر الإرهابي

واشار الى أن مثل هذا الانتشار كان بمثابة تعويم لتنظيم القاعدة الارهابي وفكره التكفيري، وبدأت كل الحركات المتطرفة الاخرى، تبرز تحت هذا المسمى، وجاء التحذير مرة أخرى من الاردن بقيادة جلالة الملك انه «إذا لم يتصد لها العالم بحزم، سينتشر الى اماكن اخرى، وتخلق فوضى وقتلا ودمارا اكثر فأكثر».
وحول مفاصل الرؤية الملكية الشمولية للحرب على الارهاب، قال الطراونة ان جلالة الملك عبر عن شمولية هذه الرؤية بمفاصل كثيرة من أجل الدفاع عن صورة الاسلام في وجه «خوارج العصر»، وهو وصف اطلقه عليهم جلالة الملك.
واضاف ان جلالته اتبع ذلك بإبراز نهج الاعتدال والوسطية ورسالة الاسلام السمحة، عبر خطوات عملية متنوعة، فكانت رسالة عمان، التي هي نتاج عمل كبير لكثير من علماء المسلمين من مختلف بقاع الارض، حيث ترجمت هذه الرسالة الى عدة لغات ، واعقبها مبادرة «كلمة سواء» لتوضيح صورة الاسلام الصحيحة، ودلالات سور وايات قرانية كريمة، التي حاولت مجاميع ارهابية اختطاف معناها الحقيقي لصالح اجندتها الظلامية.
واشار الى أن رسالة عمان كان لها دور واثر كبير في ايضاح صورة الاسلام ورسالته الحقيقية، لكن حجم الاشكال الكبير، الذي سببته المجاميع الارهابية وعزوف المجتمع الدولي عن محاربة الارهاب بشكل منظم وقوي وصحيح، ابقى المشكلة قائمة، دون نهاية لهذه الحركات الارهابية وفكرها المتطرف.
ولفت الى أن جهود جلالة الملك اسهمت بشكل كبير في ايقاف التمزق الذي كاد ان يطيح بصورة الاسلام الحقيقية.

تداعيات الربيع العربي في تمدد الارهاب

وحول تداعيات الربيع العربي، واسهاماته في تمدد الفكر التكفيري وتنظيماته، اشار الدكتور الطراونة الى انه ما يزال هنالك خلاف حول كيفية بدء الربيع العربي واسبابه، «فخلال ثلاثة اشهر من كانون ثاني حتى اذار من عام 2011، فإن الدول التي عانت من الربيع العربي وقتها، هي دول تحكمها انظمة شمولية، لذلك فإن الفكر التكفيري ومنظماته تمدد الى هذه الدول، وكفر كل من لا يحمل فكره من المسلمين وغيرهم ومن أي دين».
وتابع «كما انه منذ ظهور الثورة الاسلامية في ايران بدانا نسمع للاسف قضية «السنة والشيعة».
وقال الطراونة «عندما اخذ الربيع العربي مداه وبدأت المنظمات الارهابية تخرج وتدعي الدولة والخلافة، أدخل جلالة الملك مفردة ثالثة في إطار نظرة جلالته الشمولية للحرب على الارهاب، وهي «بعد الحرب على الارهاب والتأكيد على الاعتدال والوسطية للاسلام، بأن ما يجري بمثابة (حرب اهلية) داخل الاسلام».
واضاف في ضوء هذه التطورات ، دعا جلالة الملك الى ضرورة ان يأخذ العالم الاسلامي المبادرة لانقاذ الدين الاسلامي من هذه العبثية، إلا ان العالم الاسلامي كان منقسما وما زال، ولكن هذا لا يعفيه ( العالم الاسلامي) من هذه المسؤولية، لافتا الى تأكيد جلالة الملك على مفهوم ان الحرب على الارهاب «هي حربنا» يعني حرب الامة الاسلامية كاملة ضد الارهاب وفكره المتطرف ومنظماته، وليست حرب الاردن فقط.
وقال الطراونة ان هذه النظرة الشاملة، كانت تهدف الى وضع الجميع امام مسؤولياتهم، وكان لابد من ان يتوصل العالم الاسلامي على الاقل الى توافق على تعريف مفهوم الارهاب، ومن هو الارهابي ومن هو غير الارهابي، ولكن للاسف لم يتوصل الى هذا التصنيف».

الاستقطاب الدولي حول الازمة السورية

وردا على سؤال حول الاتفاق النووي الايراني مع دول (5+1) والتدخل الروسي في سوريا في ظل وجود التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية في الحرب على الارهاب في سوريا والعراق، اشار الطراونة الى ان «موسكو وقفت منذ بداية الازمة السورية مع النظام السوري، وكانت الولايات المتحدة على رأس تحالف دولي مفوض من الامم المتحدة لمحاربة الارهاب في سوريا، ولم يكن هنالك توافق بين امريكا وروسيا على المستقبل السياسي لسوريا، مع ان جنيف 1 وضع فيه المبادىء والاسس للعملية السياسية هنالك، ولم تنفذ».
واضاف ان روسيا والصين مارستا حق النقض الفيتو،ومنعت اتخاذ قرارات بخصوص الازمة السورية، لافتا الى انه «بعد ذلك تبين ان الامر بالنسبة لروسيا هو ابعد من الازمة السورية، حيث كانت تشعر بحالة من الاهانة والتهميش الكبير منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وانه اصبح هناك نية لدى روسيا، خصوصا لدى الرئيس بوتين لاعادة الامجاد لروسيا».
وتابع « جرت احداث اقليمية ودولية متتابعة بما في ذلك التوصل الى الاتفاق النووي مع ايران، الذي ساندت فيه موسكو الولايات المتحدة وادارة الرئيس اوباما والدول دائمة العضوية في مجلس الامن، خصوصا الاوروبية في التوصل اليه» مشيرا الى انه «في الاثناء جاءت احداث اوكرانيا وفرضت على روسيا مقاطعة غربية ، وسط موقف اوروبي متشدد ضد روسيا».

عودة الحرب الباردة

وقال الطراونة «بعد ذلك، جاء التدخل الروسي في سوريا، لنجد انه لم يأت فقط لاسناد النظام السوري بالسلاح، بل تعزز الوجود الروسي على الساحل السوري في طرطوس وقوة جوية كبيرة جدا «، لافتا الى تشكل حلف قوي جديد ضم روسيا وايران والعراق والنظام السوري وبعض المليشيات مثل حزب الله» في وقت كان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يضم 63 دولة، وللاسف لم يكن هنالك تنسيق بين الحلفين على اسس سياسية ومستقبلية بالنسبة لسوريا ومستقبلها، بل فقط كان التنسيق لاجراءات تتعلق بمنع التصادم في المجال الجوي السوري (...) ما تسبب بتداعيات منها عدم تنفيذ مقررات جنيف 1 وجنيف 2 وانسحاب المعارضة من جنيف 3 مؤخرا، وان التهدئة عمليا غير موجودة، ما يدلل على عدم وجود اتفاق، وهذا ماتحدث به جلالة الملك منذ احتلال اوكرانيا اننا عدنا الى الحرب الباردة، وهي مفردة رابعة ادركها جلالة الملك»، وهذا مهم جدا في العلمية السياسية.
ولفت الدكتور الطراونة الى «اننا عدنا الى الحرب الباردة، ما يعني عودة تقسيم النفوذ في العالم، والذي قد يكون عندما يتفقوا على قواعد مشتركة، ان يكون هنالك تسويات اقليمية على حساب بعض الدول، إذا كانت هامشية».
وقال «أدرك جلالة الملك ذلك، وكان لابد بعد ان اعطى جلالته للاردن هوية الاعتدال السياسي في رسالة عمان وما تبعها اصبح الاردن يمثل هذا الاعتدال في ظرف بروز الفكر التكفيري في انحاء العالم، كان للاردن دور ايضا في الدعوة للنظرة الشمولية في الحرب على الارهاب، ومكافحته، مرتبطة بالحرب الاهلية داخل الاسلام، وبالتالي، عندما توسعت الرقعة، ليس فقط بروز داعش بشكل كبير في العراق وسوريا، لكن ايضا من بوكو حرام في شرق نيجريا مرورا بحركة «الشباب» في الصومال والقرن الافريقي، ومرورا بمنطقتنا الملتهبة بالمجاميع الارهابية، لتصل الى مشكلة الحوثيين في اليمن المرتبطة بايران وايضا القاعدة الموجودة في جنوب اليمن، ثم وصولا الى الحدود الباكستانية والافغانية داخل حدود افغانستان، وعودة حركة طالبان مرة أخرى في بعض مناطق افغانستان».

حياد الأردن الدفاعي

واشار الى انه بسبب جميع هذه التطورات، فقد حرص جلالة الملك ان يتجه الى ما يسمى «الحياد الدفاعي»، بعدم تورط الاردن بحروب اقليمية محيطة او موقف ملتزم مع طرف، في ظل وجود احلاف كثيرة حولنا، وهي «اكبر منا بكثير»، لذا وثق جلالة الملك علاقات الاردن بروسيا، بالاضافة الى علاقاته الوثيقة اصلا مع الولايات المتحدة والغرب والإبقاء على التواصل مع الصين واليابان، ولم يتورط الأردن بأي من الحروب المشتعلة حولنا».
وأكد أن الحرص الأردني كان مركزا على حماية الحدود الأردنية، واستطاع بجهود القوات المسلحة الأردنية بالسيطرة الكاملة على هذه الحدود الممتدة إلى مسافة 550 كيلو متر مع سوريا والعراق، مع مراعاة الجانب الانساني في مسألة لجوء الأشقاء السوريين وبعض الأشقاء العراقيين، بالإضافة إلى حماية صفوف الأردنيين من اختراق الفكر الإرهابي.
وتابع « انه عندما يناقش جلالة الملك مسالة الحرب على الارهاب، يقول جلالته، لا تعني هذه الحرب في الرقة والموصل فقط، لانه حتى لو انتهوا في الاجل القصير بالعمليات العسكرية، فإن هنالك بوكو حرام أعلنت ولاءها لداعش الارهابي، وحركة الشباب للقاعدة، وتسرب التنظيمات الإرهابية الى ليبيا في سرت ودرنه ، فالحل يجب ان يكون شموليا، لان احتلال مناطق الإرهابيين لا يحل المشكلة، فهم يتنقلون ويبقى الفكر الإرهابي».
ولفت في هذا الصدد إلى تأكيد جلالة الملك أن النظرة الشمولية لمكافحة الإرهاب، بما يشمل مراقبة كيفية تجنيد الناس في العالم الإسلامي وخارجه من المسلمين وغيرهم ، وهؤلاء المتطرفون اخذوا الإسلام إلى التطرف وكذلك اخذوا اسلمة المتطرفين، إذ لديهم قدرة من خلال التواصل لذلك من ضمن النظرة الشمولية لمكافحة الإرهاب، هو التركيز على «الأمن الفضائي» لكيفية ايقاف هذا التجنيد الذي يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
واشار الى ان «ذلك يفسر حركة جلالة الملك في تحسين وتعميق شرق افريقيا مع النيتو واوروبا الذين يدربون هذه الدول على محاربة حركة الشباب، استطاع جلالته، لان كلمته مسموعة في اوروبا، استطاع ان يحسن التواصل بينهم، وبالتالي تحسين الوضع في شرق افريقيا».
واشار الى ان هذا يفسر تحرك جلالة الملك الى منطقة البلقان، التي تضم نحو (18) مليون مسلم، تضرروا نتيجة الحروب الطويلة في تلك المنطقة، ويعيشون ظروفا اقتصادية صعبة بسببها، ويمكن ان يتعرضوا لاختراق من قبل تنظيم داعش الإرهابي».
واضاف «ان أوروبا التي تعرضت إلى موجة لجوء من نحو مليون لاجىء، حدثت لديها أزمة وخشية من تسرب الارهابين، فما الحال لو تطرف هذا العدد الهائل من ملايين المسلمين في البلقان، لذلك نبه جلالة الملك إلى احتواء واحتضان المسلمين في دول البلقان وتحسين وضعهم الاقتصادي حتى لا يصبحوا عرضة للاختراق من الارهابيين»، حيث ثمن الاوروبون تنبيه جلالة الملك لهذا الامر، لذلك نرى حراكا وتواصلا دائما ومستمرا سواء كان من قبل جلالة الملك الى هذه الدول او زيارات رؤساء هذه الدول الى الاردن».
وبين ان الهدف الرئيسي والاساسي في ظل الحرب الباردة ان يأخذ الأردن بأدواره الدولية والإقليمية وبهويته الاعتدالية والوسطية، ما يحصن الاردن من أي تسويات قد تكون على حسابه، وبالتالي هذا الهم الرئيسي لجلالة الملك ان يخلق هذا الدور وهذا التحرك لاقناع كل الاطراف خاصة الاقطاب الرئيسية، بأن الاردن مهم ويجب عليهم ان يصونوه».
وردا على سؤال إن كانت هذه الاقطاب الدولية تتفهم رؤية جلالة الملك للحرب على الارهاب، قال أن تركيز جلالة الملك لهذه الدول والاقطاب الى الذهاب الى الحالة الاوسع والشمولية، وليس فقط لبعض البنى التحتية ومواقعهم في الرقة والموصل، فإنه حتى لو تم واخرجوا منها فإن الفكر المتطرف سيبقى دائما، والذي اصبح يتغلغل، مشيرا الى بعض الحالات في امريكا وبعض الدول الأوروبية، وهو ما يذكر العالم ايضا انه مع ارتكاب هذه التنظيمات جرائم في دول خارج المنطقة فإنها تقتل باسم الاسلام ملايين المسلمين.
وقال ان تدويل وتمدد الارهاب، لم يقتصر على العالم الاسلامي، واخرجه من مفهوم الحرب الاهلية داخل الاسلام الى شكل من اشكال الحرب العالمية الثالثة بوسائل واشكال مختلفة، كما أكد جلالة الملك.
واشار الطراونة الى تعقيد الازمات في كل من ليبيا واليمن وسوريا، إذ هنالك مبعوثون دوليون لكل ازمة وقرارات دولية ذات صلة بكل ازمة، وايضا اجتماعات في العديد من الدول، إلا الازمات مستمرة، والمبعوثون غير قادرين على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والقتال متواصل، وبالتالي هذا يفسر بأن هذا الوضع اصبح «مدولا» وبالتالي يمكن ان نصف هذه الحرب بانها اكثر من حرب اهلية داخل الإسلام الى حرب عالمية ثالثة باساليب مختلفة، مؤكدا ان «الخطورة في هذا الامر، لا يتقابل حلفان او محوران، إنما تقاتل عدوا اين هو».

الامن الفضائي لتجفيف منابع تمويل الارهابيين وتجنيدهم

وفيما يتعلق بضرورة الحفاظ على الأمن الفضائي، بما يمنع الإرهابيين من الإفادة منها بالتجنيد والتمويل، قال الطراونة انه «ثبت بالوجه القاطع أن التجنيد وإقناع الناس بالالتحاق بهذه المنظمات التكفيرية تحت وعودات الجنة ويوم القيامة لترويع الجميع وقتل الأطفال، وهدم البيوت وبيوت العبادة وكل شيء، فإن اغلب هذه الجرائم، تمت التهيئة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محذرا من خطورة هذا الامر خصوصا وان هنالك من تم تجنيدهم من مختلف دول العالم، ودربوا وقاتلوا ومنهم من قتل ومنم من عاد الى بلاده واصبح يشكل خلايا ارهابية نائمة».
وتساءل الدكتورالطراونة عن الاموال الطائلة التي أنفقت على السلاح في إطار الحرب على الارهاب خلال السنوات الاخيرة، مقارنة مع حجم الانفاق على الامن الفضائي، وتجفيف منابع ومصادر الارهابيين في هذا الاطار، مشيرا الى ان جلالة الملك حذر من ذلك منذ عام 2012، إلا ان العالم بدأ متأخرا بالاهتمام ومحاولة تجفيف مثل هذه المصادر وتعطيلها على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن الحفاظ على الأمن الفضائي لا يشكل اعتداء على حرية الأفراد، إنما يعتبر جزءا أساسيا من الأمن القومي الدولي.

القضية الفلسطينية

وحول مدى تفهم المجتمع الدولي لتأكيد جلالة الملك بالمتواصل على أن حل القضية الفلسطينية يشكل أساسا للسلام والاستقرار في المنطقة، أكد أن جلالة الملك لا يترك لحظة ولا مناسبة إلا وتحدث بها عن مركزية القضية الفلسطينية في المنطقة حتى ولو كانت المناسبة لا تتعلق بالقضية الفلسطينية مباشرة، فإن جلالة الملك يفرضها على أجندة تلك المناسبة سواء كانت مؤتمرا أو اجتماعا أو أي لقاء، ويعتبرها القضية الام والرئيسية وهي المبرر لكل هذه الأعمال الإرهابية باسم فلسطين والعدالة لها وشعبها.
وأضاف « لكن العالم للأسف لا يعطيها الأولوية لها، ويجعلها في أدنى سلم الاولويات»، وأيضا نشهد عدم اهتمام العالم بإحياء العملية السياسية للتوصل إلى حل الدولتين، وتطبيق القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام، فكل هذه المرجعيات موجودة وللأسف لا يعطيها العالم أولوية، وهذا ما تنبه إليه جلالة الملك، وهو الوحيد الذي يتحدث عن هذه الموضوع.
وأكد الطراونة أن جلالة الملك منذ اعتداءات 11-9 الإرهابية، مأسس نظرته الشمولية، بأن الأردن جزء من الحرب على الإرهاب، كونه عربيا مسلما ثم تركيز جلالته على الاعتدال الوسطية للإسلام، ثم تحذيره من الحرب الاهلية داخل الاسلام، ثم تنبه جلالته من الحرب الباردة وتحصين الاردن من أي تسويات سياسية على حسابة، بربط الجسور مع الجميع، ثم الاشارة الانتقال الحرب الى حرب عالمية ثالثة بوسائل مختلفة، حتى يتنبه العالم، لاهمية النظرة الشمولية، وليس بنظرة عسكرية امنية بحتة، إنما حرب يدخل فيها موضوع الفكر والايدلوجية.
واكد ان نظرة جلالة الملك الشمولية نجحت بتحصين الاردن، بوعي ابنائه وصلابة قواته المسلحة الاردنية وحمايتها التامة للحدود الاردنية على مسافة (550) كيلو متر مع سرويا والعراق، ويقظة الاجهزة الامنية وقدرتها ومنعها لاختراق الصفوف الاردنية ومنع التغرير بالناس، بالاضافة الى النسيج الاجتماعي الوطني القوي، الذي خلق الهدوء في لحظات اشتغل الشارع الاردني بتحريض من مجموعات داخل الاردن وخارجه، ولكن منذ 2013 ادرك الاردن حجم الدمار من حولنا، وزيف هذا التفكير.
وشدد على ان بنية القوة التي يتمتع بها الاردن، وعدم وجود ثارات داخل الاردن لانه يقوم على نهج التسامح، والنسيج الاجتماعي، قد تحصن هذا البلد، لذلك من اسس هذا الامن وعي الانسان الاردني، وايضا وولائه وانتمائه وايمانه بأن جلالة الملك يدرك ماذا يريد وان هدفه جلالته الاسمى هو صيانة الاردن وتحصينه وحماية الوطن اولا وأخيرا.
الراي




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :