إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

صيانة الطائرات والسواعــد اردنــيــة


عمان جو - الثقة بالقدرات وصقلها وتطويرها بعد الايمان بها هو مفتاح النجاح والابداع وهو الذي يوصلنا لان نقول لكل مجتهد نصيب وعلى كل ثناء انجاز بل يدفعنا لان نصفق كثيرا حين نعلم ان في هذا الوطن سواعد اردنية قادره على على ان تعيد انتاج طائرة من خلال صيانتها.
سمعت عن كوادر اردنية تقوم بصيانة الطائرات اصابني الفضول كثيرا لان اتعرف على الامر اكثر فنحن في بلادنا اكثر ما نمارسه جلد الذات والانتقاص دائما من قدراتنا وخبراتنا وحاولت ان اصل الى شخص يقودني الى المطار لارى وانظر حكاية الصيانة.
الحديث قطعا لن يكون عن شركة تخوض عباب السماء بانجازها فهذا ثمرة جهد واجتهاد وتعب سنوات لكن الحديث سيكون عن منظومة عمل كاملة متكامله في العمل يمكن ان نطلق عليها بكل فخر سواعد اردنية.
في محيط مطار الملكة علياء ثمة هنجرين تجثم فيهما الطائرات وثمة افراد يتنقلون مثل خلية النحل ولكل مهامه وعملهم هناك هو صيانة الطائرة الرابضة في الهنجر اما ما هي الصيانة فلربما نستغرب حين نسمعلاننا ربما نعتقد انها فقط غسيل بودي.
كنت اسال الناس قبل ان اذهب سؤال واحد… تخيل يا رعاك لو خربت طيارة عنا مين رح يصلحها… وكان الاجوبة مقززة ومستهزئة بقدراتنا بل ان احدهم قال سنحضر خبيرا لاصلاحها بقيمة الطيارة.
في مجال صيانة الطائرات يعتقد البعض ان الصيانة ربما تكون مجرد تنظيف ودهان لكن حين تشاهد فانك تجد ان السواعد الاردنية تقوم بتغيير ماتور الطائرة واعادة تصنيع هيكلها وفرشها كما انها تقوم بتصليح جميع الالكترونيات فيها بمعنى انها تصونها من الراس حتى اخر الذيل ..وفق حسابات معقدة ووفق تدرجات في العمل من قبل اختصاصيين اردنيون.
في الهنجر التقيت مع اكثر من مسؤول ومهندس وعامل وكان الترتيب المهني هناك رائع بشكل كبير فالعمل يتم بمؤسسية عالية ولا يتم الا بعد استشارات هندسية وخبرات علمية كما انه لا يتم الا بسواعد الشباب الاردني المؤهل والذي يخضع لدورات تدريبية ربما تمتد لخمس دورات حتى انني ذهلت حين علمت ان هناك طائرة نوعها بوينغ 767 لا يمكن صيانتها الا في الاردن والاردن هو الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي يمكن ان تعيد انتاج هذه الصيانة.
ثمة شيء اخرؤ فمركز الصيانة يستقبل طائرات لصيانتها من كافة انحاء الشرق الاوسط ومن دول عده في العالم … وحتى لا نستغرب الامر فان القدرات الاردنية ساهمت بانشاء مطارات وتدريب طيارين .. قبل ان تبدا مشروع الصيانة.
350 عامل اردني موزعون على اعمالهم وكل حسب خبرته ومكان عمله ولا يمكن لاي احد منهم ان ينتقل الى عمل غيره و350 عامل موزعون مابين مركز صيانة الدواليب والفرش الذي يصنع هناك والميكانيك ..والكهرباء والالكترونيات والدهان ..وفك الماتور وتركيبه واعادة صيانته بالافرهول والكوابح التي يبلغ ثمن الواحد منها 120 الف .
وبالتاكيد فان من يقوم بعمل الصيانة يخضع لتدريب نظري من كوادر اردنية وتدريب عملي من كوادر اردنية وعلى الارض الاردنية حتى يستطيع مزاولة عمله من خلال منحه شهادة اختصاص العمل في مجال الصيانة وبعد كل ذلك فهو يخضع لامتحانات عديدة بامور عديده حتى يصبح مؤهلا .
طبعا حين نتحدث كتابة فاننا لا يمكن ان نصف الامر كما رايناه فهو يحتاج ربما لفرد صفحات ولكن الشيء الجميل هناك ان نعلم ان الاردن كانت من اول الدول الرائدة في انشاء المطارات في بعض الدول العربية وهي من الدول الرائدة في الصيانة كما ان الخبرات الاردنية تصدر الى دول عديده في مجال صناعة الطائرات بعد تاهيلها لنكون دولة تصدر خبرات اردنية لا تستوردها والاهم من ذلك ان نرى روح الفريق الواحد في العمل .
وعلى هامش الجولة الطويلة التي كانت في المطار خرجت بانطباعات عديدة ومشاهدات كثيرة بعد ان تنقلت بين كافة الاقسام بدءا من قسم الامن والحماية نهاية الى القسم الذي يعطي الاوامر بصلاحية الطائرة للاقلاع وعند الاقلاع فان ثمة قسم يعطي الاوامر للطائرة عند الاقلاع والهبوط وفي كل انحاء العالم.
ومما يثير الدهشة فان هناجر الصيانة ملك خاص للسواعد الاردنية بما فيها ا الشركة الام الاردنية للطيران التي تمتلك الان 15 طائرة تمليك ومالكة لكافة الاسهم بمعنى انها مملوكه اردنيا من الالف الى الياء…
خلاصة الامر … ورغم هذا الحديث المقتضب نستطيع القول ان الاردن بلد مليء بالامكانيات ويمكن له تصدريها بدل ان يستورد وان اي مؤسسة وثقت وصقلت واعدت ودربت سواعد ابناء البلد وامتلكت حسن الادارة والقدرة والتطوير والرغبة في الانجاز فانها حتما ستبدع .
ويمكن ان تحقق الاكتفاء الذاتي من الخبرات وتصدرها وهذا بكل بساطة ما فعلته الاردنية للطيران التي اصبحت انوذجا اردنيا صافيا ومليئا بالابداع ومصدر فخر لهذا الوطن بعيدا عن القيل والقال ….بل هي مثال راقي يجب ان يقتدى به…بحسن الادارة وبحس المسؤولية وبالتعامل القريب جدا مع الموظفين.
في الختام كثيرا ما نجلد ذاتنا وكثيرا ما نحاول ان ننتقص من امكانياتنا ونؤمن دائما بان كل شي افرنجي برنجي .. والغريب فينا دائما اننا ما نوجه اصابع الشك نحو كل انجاز وكل عمل رائع لكن الامر الذي يجب ان نعيه هو اننا قادرون على التغيير والتطوير والابداع ان وجدنا من يثق بقدراتنا من اصحاب المؤسسات الخاصة الاتي يمكن لها ان تخلق اجيلا مبدعة وسواعد تبني لنصل الى وطن اكثر اشراقا …شكرا للاردنية للطيران فحجم ما راينه كان مذهلا فوق الوصف في كافة المجالات وللحديث بقية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :