إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أكشاك الصحافة الباريسية… للعربية حصتها أيضًا


عمان جو -

في جلوسه الصباحي في مقهى “تروكاديرو”، ينفق حسام الدين، وقته في قراءة الصحف العربية المنتشرة في الاكشاك مثلها مثل الصحف الفرنسية والاجنبية الاخرى. لكن ما يثير الدهشة حين نسأل بائعي الاكشاك ان يؤكدوا لنا ان شراء الصحف العربية يتزايد منذ أعوام وبشكل مطرد. مؤكدين ان الامر يعود الى توافد الطلاب العرب الى العاصمة الباريسية وايضاً ازدياد المهتمين بالصحافة العربية من المتجذرين من البلاد الشرق اوسطية او شمال افريقيا، او اهتمام مراكز البحوث والدراسات بما ينشر في العالم العربي خصوصاً بعد الازمات المتتالية.

ويشتري الشاب الثلاثيني، الذي يعمل في شركة هندسية، 3 صحف من كشك رجل ستيني، لا يزال رابضاً في مكانه منذ 35 عاماً. حيث يعرضها جنباً الى جنب مع صحف المانية واسبانية، لا تحظى بالاقبال كما صحف فرنسا التي تأخذ حيزاً كبيراً ثم الناطقة باللغة الانكليزية.

يقول حسام الدين أنه يفضل جلوسه في هذا المقهى لأنه قريب من مكان عمله، واعتاد على شراء الصحف العربية من نيكولا، الرجل الذي يتحدث بعض الكلمات العربية، لأن عائلته عاشت عمراً مديداً في الجزائر. “انه رجل لطيف. حين أغيب يوماً عنه يترك لي الصحيفة جانباً”، وفق ما يقول الشاب الذي يواظب على التحدث بلهجته البيروتية.

يعيش حسام المتحدر من عائلة بيروتية، في فرنسا منذ كان في عمر 17 عاماً. إنتقل مع والدته للعيش في باريس، بعد طلاقها من والده. ومنذاك اعتاد الشاب الذي يحب السياسة قراءة ما يجري بلغته الأم. “لا يمكن ان انفصل عن بلدي لبنان. اشتري يومياً صحيفة النهار اللبنانية من الكشك. احياناً تصل في اليوم التالي حسب التوزيع. لكنها تصل. احب القراءة الورقية. ولا تجذبني المنصات الالكترونية. اثق بالمكتوب والورقي. اهتم بقراءة المحليات ومتابعة اقسام الرياضة المحلية والرأي”، موضحاً: اشتري ايضاً صحفاً عربية دولية تصدر من لندن. اتابع مقالات الرأي والتقارير الدولية الخاصة بسوريا والعراق تحديداً”.

علاقة حسام الدين بالصحافة العربية، مشابهة لقراءة ناريمان الفلسطينية، التي تعيش في شارع “سيغال”. تجد لدى احد الاكشاك القريبة من شقتها صحفاً عربية، وتواظب على شرائها. تقول: “كنا زبائن مختلفين لا نتجاوز السبعة. الآن حالياً وصلنا الى الـ12 شخصاً. وهذا رقم كبير بالنسبة لحي صغير”، مضيفة: “البائع شاب جزائري، وهو يخبرني ان زبائنه العرب يزدادون. وصرنا نتسابق احياناً على الوصول باكراً للحصول على نسختنا”، موضحة: “الاعداد تصل قليلة. لاننا نعيش في شوارع ليتس مكتظة بالسياح العرب. مثلاً في محيط الشانزليزيه، يمكن ان تجد الصحف العربية بوفرة وبأعداد كثيرة، نظراً الى وجود رجال اعمال وسياح عرب”.

تشتري ناريمان، الصحف العربية بانتظام، لـ”أرى ما يجري في بلادنا. خصوصاً فلسطين. احب المواقع الالكترونية. لكنها لا تلبي كل شيء. الانترنت يفقد معنى النص، وبريقه. اقرأ تحديداً الاقسام الثقافية والمنوعات والتحقيقات. اتابع كل ما هو خاص في المشهد الثقافي”. تعمل ناريمان على اطروحة الدكتوراه في مجال الدراسات الثقافية، وتقول ان اهتمامها بالصحافة العربية يساعدها في اتمام بحوثها. “اجد الكثير من المواد المفيدة في الصحافة العربية. احياناً الارشيف الالكتروني يكون غير دقيق. الورقي يحافظ على الدقة. واقرأ المواد واضعها جانباً كنوع من الارشفة لشغلي في الدراسات الثقافية”.

في المتابعة العادية للاخبار، تبرز الصحف العربية كواحدة من ألمع الصحف الموجودة في الاكشاك، فعلى الرغم من التجهم القائم على المستقبل الورقي، فإن الصحافة العربية نسبياً تجد طريقها الآمن في باريس. يقول جوزيف دروبي، وهو استاذ للفرنسية من اصول لبنانية، أن الصحف العربية موجودة في كل باريس، كون العرب كثر هنا. مشيراً الى ان “الصحافة اللبنانية بدأت بالتوافد باكراً، منذ بداية السبعينات، وتأسس صحف عربية كثيرة في باريس وانطلقت منها. والجالية العربية كبيرة. والاهتمام لا ينحصر في العرب فقط بل ايضاً بالفرنسيين الذين يهتمون. فهناك طبقة نخبوية تقرأ العربية نظراً لعملها الاكاديمي او البحثي، ويهمها ما ينشر”، موضحاً: “في السابق كانت الصحافة اقل تنافسية الان هناك الكثير ومستقبل الصحافة العربية في باريس، متاح ويتطور. الطلاب ايضاً يحبون ان يقرأوا ما ينشر عن بلادهم، ويجدون في قراءة الصحافة فائدة لمتابعة بعض الشؤون السياسية، خصوصاً طلاب العلوم السياسية والدراسات الشرق اوسطية. هناك نظرة من الداخل تختلف عن قراءة الصحف الفرنسية التي تجد نفسها مستشرقة”.

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :