إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

مسؤوليتنا تجاه مسلمي الروهنجا


عمان جو - فادي صبيح القصراوي

سنتحدث اليوم عن تفاصيل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في ميانمار والتي تعاني منها الأقلية العرقية المسلمة من الروهينجا، كما هو معلوم أن المشكلة ذات جذور قديمة وبدأت منذ أكثر من 25 عاما، وازدادت الأزمة تفاقما في السنوات الأخيرة، وذلك بعد انتقال ميانمار من حكومة يحكمها العسكر إلى حكومة أخرى أكثر ديمقراطية، وساعدت الظروف الجديدة في البلاد على صعود حركة 969، وهم مجموعة من الرهبان البوذيين والذين كانوا توطئة لسفك شلال من دماء المسلمين الروهينجا رغبة في تطهير البلاد منهم، وهؤلاء الرهبان هم السبب في التسويق الأخلاقي لمبررات الإجرام والسادية الحاصلة تجاه الأقلية المسلمة في البلاد من قبل الجيش والبوذيين المحليين، وحسبما أوردت تقارير رويترز فمنذ عام 2012 فر نحو 140000 ألف من الروهينجا من شمال غرب البلاد تحت وطأة الاعتداءات العرقية السادية من قبل البوذيين، ويحدث هذا الآن أمام صمت وتجاهل من زعيمة البلاد الحاصلة على جائزة نوبل للسلام أونغ سان سو كي، بل وبعد الاحتجاج الأممي على عمليات التصفية العرقية تجاه المسلمين الروهينجا فإن أونغ سان ادعت أن حكومتها تحمي كل فرد في ولاية راخين، وهنا هل نصدقها أم نصدق التقارير الصحفية المدعمة بالأدلة والوثائق والصور والفيديوهات التي تدحض تصريحات أونغ سان؟؟ وبعد ما تقدم ما هي ردة فعل الدول العربية والاسلامية بالدرجة الأولى تجاه إخوتنا في الدين، وليس عيبا أن ننصرهم، وللمجتمع الدولي سابقة في دعم الكثير من القضايا الإنسانية ومنها استقلال تيمور الشرقية ذات الأغلبية المسيحية بعد الإضطهاد الذي وقع عليهم، وبالمقابل نجد صمتا دوليا مريبا تجاه الأزمة المتفاقمة لمسلمي الروهينجا، فهل للعلاقة الاستراتيجية والعسكرية التي تربط الكيان الصهيوني بالنظام البورمي قديما وحديثا يدا خفية في هذا الصمت المطبق لدى المجتمع الدولي؟ وهل يستخدم الكيان الصهيوني نفوذه لدى الغرب لمنعه من التدخل ضد النظام البورمي الفاشي؟ فكما هو معلوم أن النظام البورمي كان أول دولة تعترف بالكيان الصهيوني عام 1955، ويرتبط النظامان بعلاقات عميقة ومتينة، وتعتبر دولة الاحتلال مزودا رئيسيا لبورما بشتى أنواع الأسلحة. قبل حوالي السنتين وأنا أقود سيارتي فتحت على إحدى الإذاعات العربية، وبالصدفة كان هناك مؤتمر صحفي لأحد وزراء الخارجية العرب، وعندما سأل عن أزمة المسلمين الروهينجا قال: على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته!!! وهذا الجواب للأسف جاء أقل مما هو متوقع ويعبر عن حالة من اللاشعور يعيشها بعض المسؤولون العرب بما لا يتوافق مع تطلعات الشارع العربي والإسلامي الذي يغلي لمايحدث من اضطهاد لإخواننا المسلمين في بورما، فعندما حصل الإعتداء الإرهابي على شارل إبدو وجدنا دول العالم العربي والإسلامي يتسابقون في تقديم واجب العزاء ويتبرؤون من هذا الفعل الإرهابي، وبالمقابل تتوالى المصائب على أمتنا العربية والإسلامية ابتداء من معاناة الشعب الفلسطيني، إلى معاناة الشعب السوري ولم يحصل التحرك المطلوب على مستوى الحدث، وكان ذلك سببا في بروز جماعات متطرفة استغلت الأحداث لصالحها وذلك بعد تخبط المواقف العربية والإسلامية عن مواكبة الحدث بالمستوى المطلوب. إن تأخرت ردة الفعل المطلوبة من الدول العربية والإسلامية قد ندخل لا سمح الله في دوامة من العنف والعنف المضاد في بورما، أليس بإمكاننا الإستنكار المباشر لدى حكومة ميانمار، أليس بمقدورنا الضغط على ميانمار إقتصاديا أو بسحب السفراء، أو حتى بالتأثير على شركاء ميانمار الإقتصاديين بما يساهم بتعديل سلوك حكومة ميانمار لإيقاف الإجراءات التعسفية تجاه الروهينجا، إن لدينا أوراقا كثيرة كعرب ومسلمين لاستخدامها في تحفيز المجتمع الدولي ابتداء بالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وكذلك محكمة العدل الدولية لمتابعة مرتكبي جرائم الحرب. يقول الله تعالى في محكم كتابه: إنما المؤمنون إخوة، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. فليس حدود إمكانياتنا فقط هو جمع التبرعات من خلال الجهات المسؤولة لتوزيع المساعدات على المتضررين في مخيمات اللجوء في بنجلادش مع شكرهم العميق على ذلك، و إنما علينا مسؤولية أمام الله وأمام التاريخ الذي لا يرحم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :