إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

بينلوبي شهاب .. قصة نجاح اردنية في تكنولوجيا الطب


عمان جو - بشرى نيروخ
لم تسمع يوما أغنية في حياتها، فهي شغوفة بأغنية ترنمها في نفسها، كبرت وما زالت تردد هذه الاغنية في ذاتها بل وشاركتها فقط من يستحق ذلك، إنها أغنية النجاح، إنها الاردنية (بينلوبي شهاب) صانعة الانجاز في ثورة عالم (البيوتكنولوجي) الذي قادها الى أن تتبوأ الترتيب السادس عشر من بين مئة شخصية عربية الاكثر تأثيرا في العالم وفق الاستطلاع السنوي الذي تعده (أربيان بيزنس) لعام 2017.

"اربيان بيزنس" الذي يحتل المرتبة الاولى من بين المواقع الاقتصادية الإلكترونية الشاملة باللغتين العربية والإنجليزية، كشف عن عشرين عاما أمضتها بينلوبي في غمار هذه الثورة العلمية الجديدة لتؤهلها لتكون الاولى عربيا في غمار هذا السباق التكنولوجي، وذلك عائد لشغف شخصي بهذا التخصص قبل ان تستكمل الدراسات العليا في الحصول على شهادة الماجستير ومن ثمّ الدكتوراة في جامعة كامبريدج.

الاربعينية شهاب امرأة كسرت عوائق النجاح في عملها وأبحاثها ونجحت في توزيع اهتماماتها بين العلم والاسرة بعدالة وبمساندة رفيق دربها واولادها الاربعة ووالديها وأسرتها الذين أحاطوها منذ الصغر بجناح الرعاية والتغذية الفكرية وتنمية المهارات والقدرات لديها في مجالات متعددة منها الرياضيات والعلوم، وكان حصولها على درجة البكالوريوس في العلوم وبالتحديد الطب المخبري من جامعة العلوم التطبيقية، ثمرة هذه الرعاية التي بدأت تتضح مع استكمال متطلبات الماجستير في أمراض الدم والتكنولوجيا الحيوية والمناعة وصولا الى متابعتها لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة كامبريدج، وتوجت ذلك كله بحصولها على جائزة "الأردن الناشئة".

تقول بينلوبي لوكالة الانباء الاردنية ( بترا) ان مخيلتها كانت تداعبها بفكرة تتبلور شيئا فشيئا فكلما انخرطت بالعمل وإعداد دراساتها البحثية والمخبرية، كلما أُوقدت لديها فكرة أضافتها الى رصيد حساباتها.

بعد تخرجها في العام 1999، أصرت على الانخراط بالعمل ليضيف لها رصيدا آخر من النجاحات، فعملت مديرة للمبيعات والتسويق في شركة (داكو تكنولوجيز) المتخصصة في صناعة المنتجات الجزيئية والمناعية والبيوكيميائية، وكانت حينها أيضا مسؤولة عن الدعم التقني لمنتجات تشخيص السرطان.

وبينت أن عملها في تلك الشركة أعطاها فرصة كبيرة لتعزيز روح المزج بين الخبرة العلمية وإدارة الاعمال، فكان ذلك هو التحدي في رسم منعطف جديد في خارطة حياتها، ونجحت في ذلك مدعمّة إياها بدراسة الماجستير في تخصص إدارة الأعمال في معهد لندن في عام 2004.

في الوقت الذي شغلت فيه شهاب منصب المدير التنفيذي لشركة صناعية وتجارية متخصصة في تصنيع أنظمة التدفئة الكهربائية الخافتة، تمكنت من إدارة أعمال بقيمة ثلاثة ملايين دينار مع أكثر من 30 موظفا في الأردن والسعودية ومصر.

وفي العام 2011، بدأت بينلوبي شهاب متابعة اطروحتها للحصول على شهادة دكتوراه في الهندسة الكيميائية والتكنولوجيا الحيوية تحت إشراف البروفيسور العالمي كريس لوي، وهو من العشرة العلماء الاوائل عالميا في البيوتكنولوجي، ويشغل منصب رئيس معهد التكنولوجيا الحيوية (بيوتيشنولوي) تقول بينلوبي عنه انه أخبرها "أن العلم ليس من أجل العلم وإنما لينفعك وينفع اقتصاد بلدك"، ما مهد لاحقا لبناء شراكة معه في شركة متخصصة في مجال التكنولوجيا الحيوية والبحث عن الأجسام المضادة في الاردن وهي الاولى محليا وعربيا.

طموح شهاب لم ينطفئ، بل عملت على استثمار هذا العلم، من أجل تنمية اقتصاد وطني يرنو وينمو لتحقيق النفع لأبنائه المبدعين كلاً حسب مجاله وحقل اختصاصه، فقد أجرت في وقت سابق لقاءات مع عدد من قبائل البدو الرحل وأمضت وقتا طويلا في مراقبة ظروفهم المعيشية والتي لا تتفق في جانب منها مع المعايير الحديثة وبدأت تتساءل عن صحة البدو وحيويتهم وشبابهم، حيث لاحظت أن الحليب المستخرج من الإبل المستهلك كل يوم هو بمثابة العمود الفقري للنظام الغذائي اليومي للبدوي.

وتضيف "منذ تلك اللحظة رأيت أن استخدام حليب الإبل هو منتج فعال لأغراض الشفاء والتجميل فصنعت منه مكياج الجمال باستخدام الاجسام المضادة في هذا الحليب، وكنت حينها عازمة على إثبات الخصائص العلاجية لحليب الإبل من خلال العلم".

ومن خلال اشرافها على فريق بحث تبين لها أن الأجسام المضادة في حليب الإبل أقوى من الأجسام المضادة الأخرى في كثير من الكائنات الحية، وثبت لها بالبراهين العلمية انه فعال جدا في علاج حالات حب الشباب.

وبعد ثماني سنوات من هذه الأبحاث والتجارب السريرية، أطلقت أول منتج لها (سكينيو) وهو خط مستحضرات التجميل المصنوع من حليب الإبل للبشرة المعرضة لحب الشباب أو الجافة أو الدهنية، وحصلت على براءة اختراع له، وجرى تسويقه بالعديد من الدول الاوروبية والشرق أوسطية وفي استراليا.

كما أسست شهاب العام 2016، ( رويال ثيرابيوتيكش) وتتطلع للقيد بسوق الاسهم بقيمة ملياري دولار، وتعتزم خلال الاشهر القادمة اطلاق منصة خدماتية رقمية (ماي رويال) كجزء من استراتيجية المبيعات التي تستهدف جيل الالفية الجديدة لعلاج وتخفيف الاحتياجات الطبية، كما حصلت مؤخرا على براءة اختراع لمجموعة من المنتجات المعوية تخفف من الأعراض التي تضعف في كثير من الأحيان المرتبطة بالقرحة ومتلازمة القولون العصبي.

لم تدرك الاردنية بينلوبي أن اسمها ذي الأصول اليونانية، والذي يعني التميز والحب والوفاء، ان يحملها الى مكانة متميزة في مجال الاعمال والثورة البيوتكنولوجية.

--(بترا)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :