عمان جو - ظاهرة قاتلة غزت مجتمعاتنا العربية في الأونة الأخيرة أزهقت الأرواح ودمرت الممتلكات وعرضت حياة أخرين للخطر ناهيك عن الإزعاج والضوضاء، ظاهرةٌ بل أفةٌ إن صح التعبير مارسها العديد من شباب مجتمعنا الأردني غير مدركين نتائجها وتبعاتها ألا وهي 'التشحيط'.

إلا أن الأمر الذي دعانا إلى إثارة هذا الموضوع الخطير على وجه التحديد هو قيام أحد الأشخاص يوم أمس بسرد قصته علينا كموقع إخباري بشكل عفوي وبجلسة خاصة للقيام بدورنا الإعلامي المتمثل بنقل شكاوي المواطن وهمومه من خلال تسليط الضوء على مثل هذه الحالات وإنتقاد الجهة المسؤولة والتي كانت هنا إدارة السير المركزية والإجراء الذي إتخذته بدورها بحق نجله والمتمثل بحجز مركبته ١٤ يوماً في ساحة الحجز في منطقة سواقة جنوب المملكة واصفاً الإجراء بالمبالغ به، بحيث أن ساحة الحجز كانت تفيض بالمركبات على حد تعبيره.

إلا أن الأمر الذي أثار حفيظتنا هنا هو إعتياد النقد بهدف النقد لا الإصلاح فقد أصبح النقد الهدام نهجاً وسلوكً للكثيرين، لكن المسألة هنا تشعبت وتفرعت لتتعدى فرداً وجهاز لتصبح وطناً وقضية، فنتائج مثل هذه الأعمال قد تكون وخيمةً علينا أفراداً ومجتمعات، فزهق الأرواح وتدمير الممتلكات وإرتكاب مثل هذه السلوكيات تعد جريمةً بحق مرتكبها قبل الأخرين.

وإنطلاقاً من مبدأ السلامة العامة وتحري الحقيقة قبل النشر وإحترام الإجراء السليم الهادف وإنتقاد الإجراء الخاطئ وتسليط الضوء عليه، أشدُ وبإصرار على يد القائمين على مثل هذا الإجراء في إدارة السير المركزية على هذه الخطوة الإيجابية والمهمة الهادفة إلى الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات مطالباً إياهم كمواطنٍ غيورٍ على الوطن بالضرب بيدٍ من حديد وإتخاذ أقصى الإجراءات الرادعة إتجاه كل من تسوِّغ له نفسه العبث بأمننا وتعريض حياتنا وأسرنا للخطر رافعاً شعار 'معاً يداً بيد نحو أردن أفضل.