إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

سياسيون يقللون من خطورة تواجد "داعش" في درعا على الأردن


عمان جو - قلّل سياسيون وخبراء من اهمية تواجد موالين لتنظيم "داعش" الارهابي، في اجزاء من مناطق درعا السورية، المحاذية للحدود الاردنية، معتبرين ان تواجدهم "لا يؤثر" على امن الحدود، ولا يثير المخاوف حول أي اختراقات محتملة للجبهة الشمالية.

لكنهم رأوا أهمية رفع مستويات الاستعداد، من جاهزية أمنية ورقابية على الحدود وفي الداخل، لافتين الى أن هناك دوراً على المواطن باعتباره شريكاً في حماية الوطن، من خلال استعداده ووعيه بمخاطر هذه الجماعات الإرهابية، وأن يكون خط دفاع أوليا في مواجهتها.

وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني ان الموقف السياسي الاردني من الازمة السورية "واضح"، وحماية حدودنا "تضاهي كبريات الدول"، لافتا الى ان الحدود الاردنية "آمنة وتدفق اللاجئين يسير كالمعتاد".

واشار الى ان مصالح الدولة الاردنية العليا "مرتبطة بأمن الحدود، ومنع اية محاولات للاعتداء عليها، من قبل متسللين".

وقال "من يتسلل او يحاول المس بحدودنا سوف يقتل على هذه الحدود"، منوها الى ان هدوء جنوب سورية "مهم بالنسبة للاردن، لانه ينعكس بشكل مباشر على تدفق اللاجئين، ومن هنا ياتي دعمنا للعملية السياسية، التي من شانها وقف الاقتتال في سورية".

وبين المومني ان قدرة الاردن في حماية الحدود "شهد لها العالم خلال السنوات الخمس الماضية، وللجاهزية العالية للاجهزة العسكرية والامنية".

وكانت مصادر ميدانية في الجنوب السوري، قالت ان الجبهة الجنوبية، ما تزال مشتعلة بـ"اقتتال جهادي" بين "لواء شهداء اليرموك" و"حركة المثنى"، المتهمين بمبايعة تنظيم "داعش"، من جهة، و"جبهة النصرة" و"الجيش الحر" من جهة أخرى، في ريف درعا الغربي.

بدوره يقول وزير الداخلية الاسبق المهندس سمير الحباشنة ان "داعش" و"النصرة" قريبتان من حدودنا، منذ زمن، "وبتقديري فإن المشهد بشكل عام يشير الى ان الارادة الدولية التقت على نقطة اولوية الانتهاء من "داعش"، خاصة بعد هجمات بروكسل وباريس".

ولفت الى ان الحديث لم يعد حول الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد، وانما بالتخلص من تنظيم "داعش"، وكأن هناك اقتساما دوليا بين الولايات المتحدة وروسيا، في الادوار، "فالولايات المتحدة تشكل غطاءا عسكريا للجيش العراقي في عملية الموصل، وروسيا تشكل غطاءا للجيش السوري في عملية تحرير الرقة". واشار الحباشنة الى ان درعا "لن تكون اولوية الان، الا اننا نتمسك في الاردن بيقظة وجاهزية القوات المسلحة والاجهزة الامنية من اي اختراق".

ولفت الى انه ربما يكون للاردن دور عملي في اية عمليات ضد التنظيم مستقبلا. مشيرا الى اهمية "تماسك الجبهة الداخلية وتعزيزها والتحذير من الارهاب ومخاطره". وسيطر "شهداء اليرموك"، على بلدة سحم الجولان في ريف درعا الغربي، حيث شن عناصره هجوماً مفاجئاً تمكنوا في خلاله من السيطرة على البلدة بشكل كامل، بحسب صحف ومواقع الكترونية.

وبذلك يكون "اللواء" قد ضيّق الحصار على بلدة حيط، التي تسيطر عليها "جبهة النصرة" وفصائل "الحر"، حيث شهد شمال البلدة مواجهات بين الطرفين. أما بلدة الشيخ سعد، فما تزال تشهد اشتباكات متقطعة بين مسلحي "الحر" ومسلحي "المثنى".

ويقول الخبير في الحركات الاسلامية، الباحث السياسي الدكتور محمد ابو رمان، ان الحديث "مبكر عن وجود حقيقي لـ"داعش" على الحدود الشمالية للمملكة، الا ان هناك تحولا في مبايعة بعض الفصائل لـ"داعش"، وتحديدا كتيبة شهداء اليرموك ومثنى بن حارثة، التي دخلت في مواجهات مع جبهة النصرة والجيش الحر".

ولفت ابو رمان الى انه رغم الوجود المحدود لـ"داعش"، وتحديدا منذ التدخل العسكري الروسي، واغتيال زهران علوش، حدث تحول في ريف دمشق، والمناطق المحيطة به، فضلا عن توقف الدعم العسكري للجيش الحر، ووجود مؤشرات على تفكك الجبهة الجنوبية الموالية للاردن".

واشار الى ان المرحلة الان "رمادية" بسبب وجود هدنة عسكرية مع النظام السوري، "ولكن بعد انقضاء الهدنة وانتهاء المعارك سيكون هذا التطور هو المفصل المهم للحديث عن وجود "داعش" بمحاذاة المناطق الشمالية".

وراى ابو رمان انه "لوقف تقدم "داعش" على الحدود، لا بد من امداد الجيش الحر بالدعم، للحد من تواجد تنظيم "داعش" قدر الامكان".

وكانت حركة "المثنى" نشرت بياناً مؤخرا، قالت فيه إنها "تنأى بنفسها عن كل ما يجري من تطورات وأعمال قتالية"، في الريف الغربي، بالتوازي مع خوضها اشتباكات مع "جبهة النصرة" وحلفائها في محيط مساكن جلين، في الريف الغربي.

أما فصائل "الحر"، فقد استهدفت براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة حواجز ومقار "المثنى" في المنطقة. في المقابل، أعلنت فصائل "الحر" سيطرتها على حاجز العنفة وقرية الطيرة، غرب درعا، بعد مواجهات مع من اسمتهم "عصابات تتبع لداعش".