إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الأمن الثقافي الديني


عمان جو - أماني المغايضة


إنَّ الاهتمام برفع مستوى الوعي بالثقافة الدينية الاسلامية السليمة في المجتمع يعتبر من أهم القواعد والأسس فى تحقيق الأمن الثقافي الديني لدى الافراد وخاصة فئة الشباب ، وذلك لتحرير فكرهم من تبعية الغرب ثقافيا واعلاميا ، والمساهمة في التوعية المستدامة بخطورة المشكلات والاحداث التي تحدق بمجتمعنا وخاصة الارهاب والطائفية والتطرف ، والحث على جعل الفرد عضوا مشاركا بتوظيف التنمية في كافة جوانب الحياة ، بالتالي خلق أجيالا قادرة على مجابهة الغزو الثقافي الموجه لها .
ويعد الامن الثقافي الديني عاملا رئيسيا في تكوين البيئة الدينية المناسبة للأفراد حتى ينعموا من خلالها بحياة معاصرة بأسلوب سليم وإيجابي واخلاقي يعتمد بالدرجة الاولى على مخافة الله والامتثال لاوامره واجتناب نواهيه وبعيد عن كل مظاهر العنف والكراهية ، كما يعمل على التخلص من قيود المؤثرات الخارجية الدخيلة علينا في ظل عصر العولمة والثورة التكنولوجية .
ويتعين على كافة المؤسسات الاعلامية والتربوية والدينية والثقافية الاهتمام بزيادة وعي الشباب بالثقافة الدينية الصحيحة من منابعها الاصلية في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة ، و توظيف كافة الوسائل العصرية الحديثة لخدمة هذه الغاية ، اضافة الى الاهتمام بعقد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات الدينية و استضافة نخبة موثوقة من علماء الدين والشيوخ الافاضل والاستفادة من خبراتهم وعلمهم وثقافتهم الوسطية الصحيحة ، ولا تتحمل المسؤولية في ذلك وزارة الاوقاف فحسب بل تقع ايضا مسؤولية كبرى على عاتق وزارة التربية و وزارة الثقافة في هذا المجال حيث من المفترض الاهتمام باقامة معارض للكتب الدينية ومسابقات ومبادرات تحث الشباب على الاهتمام بكتب الفتاوى الصحيحة والثقافة الدينية السليمة وشرائها والمحافظة على اقتنائها بشكل دائم ، فضلا عن ضرورة التركيز على تجديد اساليب الخطاب الديني حيث ينعكس ايجابا على مسار حياة الشباب والافراد كافة ، مما يساعد على تكوين مجتمعات متجانسة متكاتفة على درجة عالية من الوعي والتحضر تخشى الله و تحب الاخر وتتقبله .
كما أن الاعلام في يومنا هذا وخاصة الاعلام الالكتروني يُشَكل أداة فاعلة ومؤثرة في الرأي العام ويتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في هذا السياق ، لذلك يجب أن يكرس القائمين عليه كافة الجهود لتعزيز وتنمية الأمن الثقافي الديني ومبادئه لدى المجتمع ، و العمل على صياغة خطاب اعلامي ديني سليم معتدل بعيد عن كل مظاهر العنف والغلو ، حاثا على نشرمنظومة القيم الاخلاقية والفضائل والصفات الحميدة التي تساهم في بناء شعب واعٍ مثقف قادر على التغيير الايجابي الهادف البناء القائم على أساس إعمار الأرض ونشر ثقافة الحب والحياة .
إن الأمن الثقافي الديني أحد أهم الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لرسم نمط حياة فاعل و سوي للفرد مما يجعله قادرا على تمييز الغث من السمين ويبعده عن الانجرار الى بؤر العنف والارهاب والتعصب ، ويُطبق هذا النوع من الأمن بتعزيز مجموعة من القواعد الدينية الهامة التي من شأنها ان تشكل سياجا آمنا وحارسا لفكر وطريق الانسان ، ويمكن تلخيصها بالآتي : 1- غرس المنهج الديني السليم لدى الفرد من خلال عدة مبادئ اكد عليها صفوة علماء الدين الاسلامي الحنيف وهي ((معرفة الله والإيمان به من خلال الكون ، و معرفة الله من خلال الإنسان وتركيبة عقله ، و معرفة الله من خلال حركة التاريخ البشري ، و إدراك معنى عبودية الله وحده ورفض عبادة ما سواه)). 2- رفع مستوى الوعي بالموضوعات والقضايا الدينية المعاصرة بإسلوب علمي سليم قائم على الدليل والبرهان . 3- تنمية التربية الاخلاقية المبنية على اساس مخافة الله . 4- التنشئة الاجتماعية السليمة . 5 – ترسيخ مبدأ استشعار مراقبة الله لدى الافراد . 6- تعزيز قواعد أدب المعاملات مع الاخرين واحترامهم وكف الاذى عنهم . 7- نشر ثقافة التسامح ومحبة الآخر وتقبل كافة الآراء . 8- تنمية مفاهيم حب الوطن والحفاظ على مقدراته والانتماء والمواطنة الفعلية في نفوس ابناء المجتمع .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :