إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

المخابرات


عمان جو - عبد الهادي راجي المجالي.

يسألني صاحبي (مارون) أمس , وهو بالمناسبة لبناني ويعمل حلاقا ويقيم في الأردن منذ (10) سنوات...وقد قرر أن يغادر إلى بيروت , وفي غمرة حديثنا عن الأردن والسنوات التي قضاها سألني :- (خي أبو زود ليش انتو بتحبو المخابرات وما بتحبو الحكومة...مع إنو العالم الثالث عكسكو تماما )...

قلت لمارون , ونحن نمارس لعبة (الهند) :- المخابرات تشبه الناس , فالضباط فيها يقفون على طوابير الخبز , ومن الممكن أن تشاهد ضابطا يملا (جركن) الكاز من إحدى الكازيات المجاورة..ومن الممكن أن تشاهد مدير شعبة أو رئيس قسم , يقلب (حبات) البندورة في السوق بحثا عما يصلح منها للسلطة , هل شاهدت ضابطا يدخل مطعما ويقول للقرصون :- أنا مخابرات..كما يحدث في دول العالم الثالث ؟

هي تشبهنا تماما , فهناك المئات من الضباط ,يدفعون أقساط منازلهم عبر البنوك من الرواتب التي يتلقونها وهم يقفون على الإشارات الضوئية , مثلنا مثلهم...وهم يذهبون إلى شركة الكهرباء ويطعنون في الفواتير المرتفعة...

الشعوب يا مارون تحب من يشبهها , ونحن شعب طيب وبسيط وعميق..والمخابرات لدينا طيبة وبسيطة وعميقة , وتشبهنا تماما..وأحلامنا مثل أحلامهم...غير أنهم يختلفون عنا في شيء واحد , وهو أننا في جلساتنا نرفع الصوت وننتقد الوضع العام بكل ما في القلب من غضب , وهم يصمتون ويستمعون..بحكم التزامهم بالقسم وصرامة المهنة... هل شاهدت يا مارون , واحدا منا خاف أن ينتقد الحكومة أو الوضع العام لأن ضابط مخابرات يجلس في المكان ؟ هل شاهدت مقهى يقدم الشاي مجانا لأحد لأنه ضابط مخابرات ؟..هل شاهدت مخبزا يقدم أحدا على الناس في الدور لأنه مخابرات... بعكس الحكومة , فالوزير لايقف على الكازية لأجل ملء (جركن) كاز..ولا يرتدي بدلة تركية رخيصة وجيدة , وغير مجبر أن يقف في طابور الخبز..وأغلبهم لايسكنون شققا مثلنا , وسياراتهم من نوع (تيسلا) وهي فارهة وكهربائية ولا تحتاج للبنزين..

يا مارون نحن عكس شعوب العالم الثالث نحب المخابرات , وليس لدينا عاطفة اتجاه الحكومات...مع أن دول العالم الثالث كلها , تخاف مخابراتها وتعتقد أن حكوماتها أكثر رحمة..نحن عكس العالم , مخابراتنا فيها من الرحمة والإنسانية...ما يطغى على كل الحكومات..

هل عرفت يا مارون سبب العاطفة المعكوسة لدينا في الأردن ؟ السبب بسيط جدا المخابرات لدينا تشبهنا..بالمقابل الحكومات لا تشبهنا أبدا...ونحن نعشق من يشبهنا ويعيش مثلنا...
نقلا عن الرأي




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :