إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

قائد الجيش




عمان جو - بقلم النائب طارق خوري

ولما لا نفتحُ صفحةً جديدةً مع عمقنا الإستراتيجيَّ
لقد خسرَ الجميعُ العمقَ الاستراتيجي الخاصَ بهِ الذي كانَ يتكأُ عليهِ ولو تكتيكًا بما في ذلكَ الأردْن
كما خسرنا بعمليةِ التسويةِ مع العدوِ الصهيوني عندما فقدْنا اهميتناْ ومبررَ دعمنا من الدولِ العربيةِ بدواعي حمايتناِ لأطولَ خطّ مواجهةٍ مع العدوَّ البغيضِ
والآنّ وبعد حوالي 6 سنواتٍ منَ الحربِ الدائرةِ على سوريا وليسّ في سوريا وفي ظلَّ موقفِنا القابعِ في منتصفِ الطريقِ وتخليناْ عنْ عمقنِا الاستراتيجيَّ الاقتصاديَّ والسياسيَّ والاجتماعيَّ ،ودليلُ ذلكَ الآثارِ الاقتصاديةِ العميقةِ التي خلفتها هذهِ الحربُ المستعرةُ.

أليسَ من المهمِ والضروريِ البحثُ والسعيُ الجادْ لاستعادتِ هذا العمقْ في ظلَّ تكالبِ الصراعاتِ على المنطقةِ بشكلٍ ممنهجُ منَ الطامعينَ الدوليينْ وادواتهِم المحليةِ المدعومةِ بكلَّ الخارجينَ عن القانونْ من كلِ أصقاعِ العالمْ .
ان دولَ الجوارِ العربيَّ تشكلَّ لبعضِها البعضْ عمقاً استراتيجياً بالضرورةِ وبشكلٍ موضوعيًّ حتىْ في ظلِ التبايناتِ السياسيةِ والفكريةِ وطريقةِ الحكم .
وهو ما يوفرُ على أقلِ تقديرْ تحقيقُ مصالحَ دولِ المنطقةِ التي تم استنزافهُا اقتصادياً وعسكرياً وبشرياً عدا عن الآثارِ الاجتماعيةِ المدمرةِ التي أحدثتها هذه الحربْ القذرهُ على مساحةٍ واسعةٍ من الوطنِ الكبيرْ.

لقد نجحِ العدوَّ الأوحدْ في تغذيةِ وتأجيجِ الصراعِ على أسسٍ دينيةٍ وطائفيةٍ ومذهبية،وهوالمستفيدُ الوحيدْ منها والتي أحدثتْ بلْ اضافتْ شرخاً جديداً يصعبُ القفزُ عن آثارِهِ المستقبليةِ فيما ينعمُ هذا العدوْ بحالةٍ من الاستقرارِ والهدوءِ إلا من حالةِ اشتباكٍ عظيمةٍ ونبيلةٍ باستخدامْ السلاحِ الأبيضْ والدهسِ بالسيارتِ والتي شكلتْ رعباً حقيقيْ للمحتلْ لانها من نوعٍ جديدْ لمْ يعتدْ عليهِ جنودُهُ ومستوطنيهِ وليسَ لهُ حلولْ و لكنها ذاتَ طابعٍ فرديْ وقد لا ترقىْ إلى احداثِ خللٍ عميقٍ في بنيةِ الاحتلالْ في ظلِ انشغالِ المواطنِ العربيُّ بهمهِ المحليْ على اثرِ ما يسمى "الربيعّ العربي" بالاضافةِ لحراسِ العدو الجددْ المناطُ بهمْ إجهاضُ أيُّ فعلٍ ثوريْ من أيِ نوعٍ ضدَ المحتلِ البغيضْ.
لقد تابعتُ باهتمامٍ كبيرْ واستمعتُ أكثرَ من مرةٍ كما غيريْ من الطبقةِ ألسياسيةِ اللقاءَ الذيْ أجرُتهُ قناةُ ال BBC الفضائيةِ مع رئيسِ هيئةِ الأركانِ المشتركةِ الفريقَ الركنِ محمود فريحاتُ لما لهذا اللقاءِ منْ دلالاتٍ تعنيْ كلَّ وطنيٍ غيورٍ على مصلحةِ الوطنْ الصغيرِ والوطن الكبيرْ
والوقوف ايضاِ على مجرياتِ البعدِ الامنيْ والعسكريْ لما يجري على بعدِ أمتارٍ منِ الحدودِ الأردنيةْ والتي دخلتْ لتضربَ في العمقِ الأردنيَّ، وأكثرَ من ذلكْ إلى الجنوبِ حيثُ المعقلْ الذي يتقاسمُ السيطرةَ عليهِ رموزُ البيروقراطيةِ الأردنيةُ والنخبةِ السياسيةْ ذاتِ التوجهِ القوميْ واليساريْ المناوئ للتيارِ التكفيريْ.

وهذا مؤشُرُ خطيُرُ يحتاجُ إلى تداركٍ سريعٍ للمنهجيةِ التي على الأردن أنْ يَتبِعُها في قادمِ الأيامِ القريبة وان ينحيْ أيَّ ضغوطٍ خارجيةٍ قد يتعرضُ لها لا تحقِقُ مصلحتَهُ خاصةً في استعادتِ عمقهِ الاستراتيجيَّ المتمثلِ بسوريا ونظامِها الوطنيّْ القوميّْ الذي يدفعُ كاملَ فاتورةِ العصاباتِ الارهابيةِ المسلحةِ وداعميهمْ.

ولا شكَّ انَّ أكثرَ المتضرريْنَ من هذا الوضعْ هوَ الأردنْ والذي نلمسُ آثارهُ بشكلٍ واضحٍ وانعكسَ على مزاجِ المواطنِ الأردنيْ بشكلٍ جلْي.

لقْد ارسلَ رئيسُ هيئةِ الأركانِ أكثرَ منْ رسالةٍ لأكثرِ منْ جهة من خلالِ هذا اللقاءِ ، أردتُّ منْ موقعيْ المسؤولِ انْ التقطُها وأسهمُ بتوجيهها ما استطعتْ لمصلحةِ وطنيْ الصغيرْ أولاً المرتبطُ عضوياً بالوطنِ الكبيرْ ،وعلى وجهِ الخصوصْ سوريا مما يستدعيْ أنْ يستمعَ المسؤولُ الأردنيُّ على أعلى المستوياتِ صوتَ العقلِ والمنطقِ بما يحققُ مصالحَ الأردنِ ووقفِ دفعِ الفواتيرِ الخاسرةِ والمجانيةِ .
اللقاءُ مع رئيسِ هيئةِ الأركانِ حملَ في طياتهٍ تطميناتُ للمواطنِ الأردنيَّ أنَ الحدودَ آمنهَ بفعلِ الجهدِ العسكريَّ والامنيَّ المبذولِ لحمايةِ الحدودِ.

وهذا بحدِ ذاتهِ يكفي المواطنَ من هذهِ الناحيةِ ولكنْ ما يبعثُ على الطمأنينةِ أكثرْ هي لقمةِ العيشِ الكريمةِ وحالةُ استقرارِ المنطقةِ وبعكسِ ذلكَ فإنَّ ما تفرخُهُ حالة الجوعِ لنْ يجُديْ نفعاً بهِ الأمنُ الحدوديُّ من تدفقِ المسلحينَ ولنْ نسيطرَ على الجوعِ وتداعياتهِ إلا من خلالِ عمقناِ الإستراتيجيَّ المتمثلِ بسوريا.
وحتى لا نثقلَ بالعبئِ النفسيِ على صاحبِ وصانعِ القرارْ في اتخاذِ القرارِ المناسبِ ارجو ان اطمأنهُ بأن الطرفَ الآخرَ سوريا لديهِ نفسُ الحاجةِ.

فنحنُ أيضاً نشكلُ له العمقَ الاستراتيجيْ والمتُنفَسَ الوحيدْ كما كنا للعراقِ إبانّ الحصارِ والعدوانْ الأمريكيْ
آن الآوانُ أنْ تمتلكَ قيادةَ البلدينِ الشقيقينِ وهما موضعُ تقديرٍ واحتراْمٍ الشجاعةَ الكافيةَ للذهابِ إلى أبعدِ نقطةٍ في التنسيقِ وصولاً لإنهاءِ حالةِ المراوحةِ بين الانفتاحِ والانغلاقْ خدمةً لهذا الطرفْ أو ذاكْ الذي لمْ تعودَ علينا بالخيرِ فحسبْ بلْ كانتْ مُدمرةً لنا وارجعتْ الأردنَّ إلى مستوياتٍ قياسيةٍ من الفقرِ الذيْ نلمسُ ونعيشُ تداعياتهٍ الخطيرةِ .

واذا ما استمرتْ الحالةُ على ما نحنُ عليهِ فإنَّ الأردنَّ مقبلُ على وضعٍ خطيرٍ جداً لنْ يحمدَ عقباهُ .

لقد بعثَ رئيسُ هيئةِ الأركانِ رسالةً واضحةً إلى القيادةِ السوريةِ حولَ دورِ الأردنّ المتمثلِ بحمايةِ الحدودِ وتدريبُ أبناءِ العشائرَ السوريةِ لمواجهةِ عناصرَ العصاباتِ المسلحةِ التي تنهشُ بجسمِ الدولةِ السورية.

ويدركُ الجانبُ السوريُّ ما تتعرضُ لهُ الأردنُّ منْ ضغوطٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ تفرضُ عليهِ مواقفَ لا يرغَبُ بها ولكنهاْ كما الدواء ذُو الطعمِ العلقمِ هو مضطرُّ لها .

وانا هنا أؤكدُ أنّ حالةَ التفهمِ والاستيعابِ والمصلحةِ أيضاً لدى الدولةِ السوريةْ كبيرةْ ولا أعتقدُ انَّ هذهِ الرسالةْ لمْ تلتقطُها القيادةُ السورية لا بلْ إنها عبرتْ عنْ ارتياحٍ كبيرٍ لها وأصبحَ لها مفاعيلَ على الأرضِ خاصةْ وأنَّ رئيسُ هيئةِ الأركانْ أشارَ بشكلٍ واضحٍ للقيادةِ السورية باعطاءِ اهميةٍ وأولوْية الالتفاتِ لجنوبِ سورياْ للخلاصِ من العصاباتِ المسلحةِ التي تسيطرُ على شرقِ وجنوبِ سوريا.

وهي دعوةُ مبطنةُ للتعاونِ العسكريّ لتحقيقِ النصرِ المشتركِ على عدوٍ مشتركٍ ولا أعتقدُ أنَّ هناكَ أوضحَ من هذهِ الرسالةِ والتيْ حملها على كتفيهِ ارفعُ مسؤولٍ عسكريٍ أردنيْ، وهي بالتأكيدْ مدعومةُ من جهاتٍ أمنيةٍ وازنةٍ ولها سندُ سياسيْ من نوعٍ رفيعْ .
أنني وبناءاً على ما فهمتُ واستنتجتُ من هذا اللقاءْ اهيبُ بالحكومةِ الأردنيةِ استخدامُ كلِ الوسائلِ المتاحةِ للمبادرةِ اتجاهَ خلقِ حالةٍ من التفاعل معَ الجانبِ السوريَّ.

ولتكنْ نقطةُ الانطلاقِ بأخذِ الموافقاتِ اللازمةِ من الجامعةِ العربيةِ لدعوةِ الدولةْ السوريةْ حضورَ مؤتمرِ القمةِ العربيةْ خلالَ الاجتماعِ الوزاريْ الذي سيعقدُ تحضيراً لمؤتمرِ القمةِ العربيْ خلالَ الفترةِ المقبلةْ .

كما أدعو الحكومةَ الأردنيةَ الرشيدةْ البدءَ بدراسةِ فتحِ الحدودِ معْ سوريا من منطقةِ المفرقْ السويداءْ وتجهيز ساحاتٍ لعمليةِ النقلِ والشحنِ البري لوقفِ معاناةِ قطاعاتِ الصناعةِ والزراعةِ والتجارة والتي من شأِنها ان تكونَ بوادرَ حلًّ لكلِ ما تعانيهِ الأردنُ وسوريا على حداٍ سواءْ .
"نحنُ لسنا مستسلمينَ، نرى في الحياةِ متاعبَ و نرى أننا قادرونَ على حملِ المتاعبْ و الانتصار ِعليها" .



النائـــــــــــــــــــب
طارق سامي خوري




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :