إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

اسواق البالة .. فضاء عماني تتلاشى فيه الفوارق الطبقيه


عملن جو-

هل باتت «البالة» في عمّان طقسا وربما ثقافة!


ما سر الاقبال الكبير على أسواقها المنتشرة في قاع المدينة بصورة خاصة، وهل مازالت «جنة الفقراء» فقط، أم أنها ترحب أيضا بالأغنياء وابناء الطبقة الوسطى كذلك؟


ثم من أين جاءت «البالة» وكيف دخلت بلادنا!


وغيرها من الأسئلة العديدة التي نحاول الاجابة عنها بالتفصيل، من أهم المصادر في ذلك الموضوع، أي من الباعه ووكلاء الألبسة المستعمله.

ماركات عالمية

لا عجب أن يعثر رواد أسواق البالة في عمان على ماتوفره لهم أكبر مولات العاصمة من أشهر الماركات العالمية وانما بأسعار زهيدة تبدأ من الربع دينار.
«Yeve saint laurent « …» Boss « …» Adidas « …» Versace» ..تعددت الماركات والمكان واحد:
أسواق البالة في عمان، وبمواقعها المختلفة في وسط البلد ورأس العين وشارع المحطة وقبل ذلك»سوق العبدلي» الذي تقرر ازالته قبل ثلاثة أعوام..فلماذا هذه الأماكن بالتحديد؟
يقول البائع محمد جارالله : هذه المواقع تتوسط عمان وقريبة على الجميع، اضافة الى أننا نلتزم بتعليمات أمانة عمان الكبرى التي تحدد المواقع المتاحه لبيع البالة.

ويؤكد جارالله الذي يمتلك بسطه في سوق رأس العين أن زبائنه أسبوعيا من كافة الشرائح الاجتماعية،ويتابع « يأتينا من أرقى أحياء عمان ومن أفقرها ايضا»، مشيرا الى أن لديه ماركات عالمية وأحذية ايطالية غير موجودة أصلا في المولات وحتى لو وجدت فإن سعرها يكون أربعة أو خمسة أضعاف سعرها في سوق البالة، ومؤكدا أنه يفرز البضاعه الممتازة من «المضروبة» كما يقول..» لدينا قطع لايمكن التصديق بأنها مستعمله فهي كالجديدة تماما كما أنها تصلنا مغسولة ومكوية».

بضائع منوعة

في السابق اقتصرت البالة على الملابس والأحذية الرجالية منها والنسائية اضافة الى ملابس الأطفال المختلفة، أما الآن فتضم أسواق البالة الأدوات المنزلية وألعاب الأطفال الفاخرة الغير متوفرة في أفخم المحال المتخصصة،والحقائب الرياضية، وأغطية وستائر منزلية، وحتى السجاد وغيرها الكثير من البضائع التي سمح باستيرادها منذ سنوات قليلة، وهذا ماضاعف أعداد المتبضعين.

اقبال كبير في الشتاء
ما سر الاقبال الكثيف على البالة في الشتاء!
سألنا البائع مصطفى النويري فأجاب « يتضاعف عدد مرتادي أسواق البالة في الشتاء طلبا لجاكيتات الجلد الفاخرة، كذلك الأحذية الخاصة بالأجواء الماطرة والثلوج، عدى عن كنزات الصوف الطبيعي الممتاز المستوردة من أوروبا، وكلها تباع بأسعار مقبولة الى حد ما ويمكن المفاصلة ( التفاوض)حول سعرها، أما في المولات فإن أسعارها مرتفعه للغاية ولا مجال لتخفيض السعر».

كيف دخلت «البالة لبلادنا!!

لابد من الاشارة الى ان أسواق ومحال الملابس المستعملة ليست ظاهرة معروفة فقط في الاردن او دول العالم الثالث فقط، فالكثير من عواصم الموضة العالمية من باريس الى لندن الى روما ومدريد تضم مثل تلك المتاجر التي يطلق عليها اسم ( second hand shop )، أي محلات المستعمل او القديم اما مصطلح « بالة « الذي يستخدم لدينا فهو عائد الى طريقة شحن تلك البضائع بصناديق ضخمة مغلفة بقماش الخيش يطلق عليها التجار والمستوردون اسم بالات ، هذا على صعيد التسمية لكن الاختلاف بين اسواق البالة في عمان وتلك الموجودة في اوروبا وامريكا يمتد الى أكثر من ذلك هناك تنتشر محال البالة في الاحياء الفقيرة والراقية معا ولاعجب ان تتوسط البالة متاجر لأشهر الماركات العالمية وأفخم الفنادق العالمية التي يرتادها السواح الاثرياء من كافة انحاء العالم، كما ان ديكورات تلك المحال وتصميمها الداخلي لايشي أبدا بمحتواها وماتضمه من بضائع فهي فخمة للغاية لاتختلف عن ديكورات المتاجر الفخمة في المولات ، اما في عمان فان خارطة انتشارها تكاد تكون محددة في قاع المدينة امتدادا حتى شارع المحطة ومنطقة رأس العين فقط كما ذكرنا، أما احياء العاصمة الراقية كعبدون والصويفية وأم أذينة وغيرها فلازالت تلك الظاهرة بعيدة عنها ولانعرف مايحمله مستقبل المدينة من تحولات فقد يأتي يوم ونرى محال البالة في تلك الأماكن المترفه ، هذا بالاضافة الى أن البالة عندهم لاتخرج الى الشارع ولاتباع ببسطات على الارصفة وجوانب الشوارع معطلة سير المواطنين والمركبات كما يحدث في عمّان.

بدايات السوق في عمان

لا تاريخ محدد لبداية غزو البالة لأسواق عمان الى ان الكثير من الباعة يشيرون الى أنها بدأت بالانتشار منذ منتصف الستينيات وكان مصدرها الوحيد اوروبا الغربية إلا انه ومنذ بداية التسعينيات فان المصادر تعددت لتشمل الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الجنوبية ودول اوروبا الشرقية، وأمريكا الجنوبية.
ويقول البائع عبد الرحمن ابو شرارة ( 62 عام ) أتاجر في البالة منذ العام 1980 وقد افتتحت معرضا في منطقة سقف السيل وحاليا لي معرض آخر بمخيم المحطة « وعن البدايات يقول « أذكر ان البالة بدأت بالانتشار في عمان منذ الستينيات ولم يكن الاقبال كبيرا عليها لأن الناس كانت تخاف من الامراض المعدية كما أن الطبقة الفقيرة في عمان كانت محدودة وبعد ازدياد الفقر وثبوت عدم وجود اي خطر صحي من الملابس المستعملة فان الاقبال بدأ يتزايد بصورة كبيرة وصولا الى مرحلة الثمانينيات والتي شهدت فيها محلات الملابس الجديدة ركودا كبيرا نتيجة لاقبال الناس على البالة».
كما يقول البائع جميل الطيطي « تستورد البالات عن طريق ميناء العقبة بحاويات كبيرة وعندما نفتحها فاننا نقوم باعادة تصنيفها لأنها تضم ملابس وأحذية والعاب اطفال « وعن دول المنشأ يقول « حاليا فان معظم البالات تأتي من المانيا وايطاليا وأمريكا وتتميز البالات الامريكية باحتوائها على العاب اطفال فاخرة وفي حالة جيدة».(عن جريدة الدستور المحلية).




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :