إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

من يأكلون أموال الشعب كحال اليتيم


عمان جو - جمال ايوب

الذين يأكلون أموال اليتامى بأنهم كمن يأكل نارا في بطنه ويصلى السعير. واليتيم عندنا هو فاقد الأب الذي لايجد حاميا لماله الذي تركه له أبوه فيتسلط عليه قريب، أو بعيد لسبب ما، ويستولي عليه ويحرمه منه غصبا، أو بالحلية والخديعة.
إن الأمم والشعوب يمكن أن تكون كحال اليتيم يأكل ماله سياسي فاسد أومرتش أومسؤول رفيع يتسلط فيسرح ويمرح ويخدع ويلعب بالطريقة التي يريد كما هو الحال مع الشعوب العربية التي تنمر حكامها فجعلوا منها مجرد مجموعات بشرية مستعبدة لاحول لها ولاقوة ولاقدرة على الإعتراض والرفض، وماعليها سوى أن تستسلم وتطيع وتفوض أمرها الى الله الذي يتوعد آكلي السحت والمسيطرين على أموالها وممتلكاتها بأنهم في السعير وأنهم إنما يأكلون النار يوم القيامة.
الشعوب كاليتيم في بلداننا العربية والحكام والمسؤولين الفاسدين وأصحاب المناصب من نواب في البرلمان ووزراء ومدراء وتجار ومتنفذين إنما هم كذاك الذي يستولي على مال اليتم بالغصب والإكراه والخديعة ويتركه نهبا للحرمان، فالشعوب العربية تعيش حال الحرمان بطريقة مذلة، ولاتستطيع أن تواجه وتمنع المفسدين من مواصلة فسادهم ونهبهم، فلايعود من حول ولاقوة إلا بالله الذي يمهل ولايهمل، وهو المنتقم الجبار، وقد فعل ذلك مرات ومرات حين قلب الأمور على الحكام والسياسيين المتجبرين وجعلهم سخرية للناس وأخزاهم في الدنيا والآخرة، ولسنا بحاجة لتعداد الأمثلة فهي كثيرة في عالمنا العربي وتكاد لاتنتهي.
الشعوب العربية المسكين الذي سلط عليه حفنة من المرتزقة اللصوص الذين كانوا يسرحون ويمرحون بحجة الدفاع عن حقوق الشعب في مواجهة نظام دكتاتوري بغيض في حقيقتهم كانوا مجرد أشخاص معارضين، لكنهم باحثين عن مصالحهم الشخصية، وحين سيطروا على الحكم تركوا كل تلك البرامج والآليات والخطط وإنشغلوا بترتيب أمورهم ونهب المال العام وتخزين الأموال وجمعها وتحويلها الى الخارج والإستسمتاع بها مع أسرهم المترفة، وتركوا الشعب الى الضياع، ودمروا البنى التحتية، وعطلوا زخم الحياة، وظهروا كأشخاص متواطئين لاذمة لهم، ولاضمير، ولاشرف، ولادين، ولاأخلاق، ولامبادئ.
الشعب العربي شعب يتيم عاجز والذين يأكلون أمواله إنما يأكلون في بطونهم نارا، وسيصلون سعيرا.

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :