إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • مقالات

  • لا للأمــــن الناعـــم ( عندما يغيب الامن فلا بد لشريعة الغاب ان تسود)

لا للأمــــن الناعـــم ( عندما يغيب الامن فلا بد لشريعة الغاب ان تسود)


عمان جو -

لقد ادى العمل بسياسة الامن الناعم الى التعدي على القوانين و الانظمة و الاشرعة ,و الاعتداء و الاستقواء و مقاومة رجال الأمن حتى وصل الحال الى قتلهم , كثرت المشاجرات و الاعتداءات على الاطباء و المعلمين و التجار و الطلاب و اخد المعتدي يجاهر ان اذهبوظطا و اشكوا الحال الى الشرطة و بدون ايه خشية لملاحقة امنية او قانونية , بل ان اجهزة الامن اصبحت غالبا ما تعجز عن فض هذه الاشتباكات و القبض على متسببيها

و اكتفوا بتحرير الشكاوى و لسان حالهم القول ( اذهبوا و احموا انفسكم) او (اذهبوا الى محاكم العصابات) مما افقد المواطن و رجل الامن على السواء الثقة بالدولة و اجهزتها و اصبح كلاهما يحتمي بعشيرته عوضا عن الدولة.

ادى ضعف هيبة الدولة الى خلق مجموعات من الاشرار على شكل عصابات و مجاميع تجوب الوطن طوله و عرضه و في قلبه (شارع سقف السيل) . و استفادت هذه من التراخي و الضعف بأن احكمت قبضتها على الشارع فمنها من عمل على سرقة السيارات و مطالبة اصحابها بدفع الاتاوى, و منها من عمل على التعدي وتهديد اصحاب المحلات و التجار ومطالبتهم بدفع الخاوة وقطع الطرقات, و اخرى ذهبت الى تجارة و ترويج المخدرات و التحرش بالنساء و الدعارة واخرين للنصب والاحتيال والابتزازوالتهديد والقتل .

اننا لن نتحدث عن افلام سينيمائية عند القول بأن هذه العصابات قد شكلت جهاز امني و قضائي قائم على شريعة الغاب موازي و بديلا عن اجهزة الدولة و قد حلت محل اجهزة الدولة و اصبح الاحتماء و الشكوى اليها بديلا عن الاحتماء و الشكوى للدولة و اجهزتها .

و قد ادى ضعف هيبة الدولة الى بروز فئة انتهازية تناغمت مع المجاميع و اخذت تشاطرهم المال الحرام بغية التغاضي عنهم و تسهيل مهامهم بل و الدفاع عنهم و اصبحوا يتعاملون معهم بروح الفريق الواحد و التنسيق قائم بينهم من خلال الهاتف الخلوي فاستخدموا مناصبهم للربح الخاص الحرام و بدون اية وازع ديني او اخلاقي و تمردوا على التوجيهات و التعليمات الصادرة لهم و التي تعارض مصالحهم بل و تطاولوا على روؤسائهم دون الخشية من المحاسبة او المساءلة او العقاب مما ادى الى عرقلة وتردي اداء اجهزة الدولة و مؤسساتها بل و اصابتها بالغيبوبة و الشلل,وادى بالتالي صعوبة السيطرة على هذه المجاميع الشريرة كون ان لهم فئة انتهازية تؤازرهم وتعرقل عمل اجهزة الدولة ومؤوسساتها و من ناحية اخرى اخذوا يبتزون المواطنين و اصحاب الاعمال و الشركات و التجار و نتيجة لغياب المحاسبة و المساءلة تشجع اخرون على الاقتداء بهم فتفشت الرشوة على نطاق واسع جدا و اصبحت كالروتين فلا تنجز معاملة او تقبل شكوى (هنا او هناك دون حصول هذا الموظف او ذاك على الرشوة ), و هنا يحضرنا التذكير بضرورة تطهير اجهزة الدولة و مؤسساتها من هذه الفئة الانتهازية بزيادة التفتيش و المراقبة و المحاسبة و المساءلة و العقاب ولا نبالغ اذا ما قلنا ان مؤشر الفساد في اجهزة الدولة و مؤسساتها تضاعف عدة مرات من ابتداء العمل بمقولة الامن الناعم.

اما حكم الشريعة الاسلامية السمحاء بالنسبة للرشوة فقد قال رسول الله صل الله عليه و سلم ( كل جسد نبت من سحت فالنار اولى به ) قيل: ما السحت يا رسول الله؟ قال : الرشوة, و قال صل الله عليه وسلم: ( لعن الله الراشي و المرتشي و الرائش).

و اما حكم الشرع بالباغي و المعتدي و الشرير و طالب الخاوات (الصائل) فيقول الشرع الالهي العظيم قال تعالى :( و اعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم ) و قوله تعالى :( و ان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم ) صدق الله العظيم.

و قول رسول الله صل الله عليه و سلم ( من قتل دون ماله فهو شهيد و من قتل دون دينه فهو شديد و من قتل دون دمه فهو شهيد و من قتل دون اهله فهو شهيد ).

و كما اتفق الفقهاء بأن دفع الصائل (المعتدي )واجب و يعتبر من الجهاد و ان لم يكن دفعه الا بالقتل جاز قتله و اتفقوا ان(المعتدى عليه) اذا قتل الصائل (المعتدي) فلا مسؤلية عليه ولا دية ولا قصاص لأن الصائل باغ و المصول عليه كان يؤدي واجبه في الدفاع عن نفسه لقوله تعالى (و الذين اذ اصابهم البغي هم ينتصرون ) صدق الله العظيم و ما ورد في صحيح البخاري بأن رجلا قد جاء الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله : ارأيت ان جاء رجلا اراد اخذ مالي ؟ قال : فلا تعطيه مالك , قال : ارايت ان قاتلني؟ قال : قاتله , قال : ارايت ان قتلني؟ قال : فأنت شهيد , قال : ارايت ان قتلته ؟ قال : هو بالنار ).

و اخيرا اذا كان الامن الناعم يعني الاعتداء على القوانين و الانظمة و شرع الله و ابتزاز المواطنين و نشر الفوضى و هدر دماء الابرياء وهدم عقودأمن البناء للدولة الاردنية الحديثة على ايدي الشرفاء و الغيورين تحت الراية الهاشمية المظفرة و ارجاعنا عقودأ الى الوراء والى شريعة الغاب.

فتبا و تبا ثم تبا لهكذا امن ناعم




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :