إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

( نحن .. والدولة المدنية)


عمان جو - خالد سامح المجالي

في بدايات القرن العشرين ومع انهيار الدولة العثمانية قيض لهذا الشرق العربي الذي كان غارقا في الظلام وقتها رجلان حلما بدولة عربية مدنية تحاكي في شكلها وقوانينها ما استقر عليه الأوروبيون
الأول هو الأمير ( الملك لاحقا) عبدالله بن الحسين
والثاني هو شقيقه الأمير ( الملك لاحقا) فيصل بن الحسين
حلم الأول بتوحيد سوريا الكبرى الا أن الغرب وبعض العرب تآمرا على حلمه فرضي "من الغنيمة بالايابا" -على رأي امرؤ القيس- واقتطع من وعد بلفور بقعه جغرافية هي اليوم "المملكة الأردنية الهاشمية".
الثاني عندما شرع بتأسيس دولة حديثه في دمشق اجتث عرشه الفرنسيون فتوجه الى بغداد وأسس هناك الدولة العراقية الحديثة والتي حلم العراقيون بمثلها منذ قرون ومازالوا يتحسرون عليها بعد عقود من انهيارها اثر انقلاب عسكري دموي حدث في العام 1958 ومن يومها والعراق غارق في الألم والدمار.
الرجلان استوعبا كل المكونات العرقية والدينية والسياسية للمجتمع العربي..
الأول اختار أول رئيس لحكومته من أبناء الطائفة الدرزية وهو المناضل رشيد طليع رغم أن الغالبية الساحقة من الشعب الأردني مسلمون سنه، كما احترم الحقوق المدنية والسياسية للمسيحيين والبهائيين.
الثاني أيضا قرب اليه كل أبناء الطوائف والمذاهب والاثنيات العراقية ولم يقص اي منها فضمت حكوماته سنة وشيعه ومسيحيين ويهود وأكراد وغيرهم (خلد التاريخ اول وزير مالية في الدولة العراقية الحديثه اليهودي حسقيل ساسون وهو مؤسس الاقتصاد العراقي).
السؤال الآن:
هل لدينا قادة يتبنون حلم "الدولة المدنية" في هذا العالم العربي التعيس!!!
وكيف أصبح مفهوم "الدولة المدنية" في الوعي الجمعي للجماهير العربية مرادفا ومساويا للكفر والالحاد والزندقة والانحلال!!!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :