إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

إسرائيل تسعى لتعزيز القانون والنظام في البلدات العربية بتعيين ضباط عرب


عمان جو -

في الشوارع المتهدمة في أم الفحم، وهي إحدى المدن التي يقطنها العرب في إسرائيل، ويبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة، يتردد السكان المحليون في المقاهي التي تفوح منها رائحة الدخان في الكلام. فجرائم العنف التي ترتكبها عصابات المخدرات منتشرة هنا. والأعمال الانتقامية شائعة الحدوث. ونادراً ما تطأ أقدام الإسرائيليين اليهود المدينة.

إن مدناً مثل أم الفحم تسلط الضوء بقوة على جزء من المجتمع: حالة انعدام القانون على نحو متزايد في أجزاء من المجتمع العربي، الذي يشكل 20 في المئة من سكان إسرائيل، وكثيراً ما يشكون من التمييز.

فمعدلات جرائم القتل والأنشطة الإجرامية الأخرى أعلى بكثير بين العرب، حيث تبيّن سجلات الشرطة أن 59 في المئة من جميع جرائم القتل يرتكبها عرب. وتأمل الحكومة في أن تؤتي خطة -على مدار سنوات عديدة تتكلف مليارات الدولارات لدعم الشرطة- ثمارها في التصدي للمشكلة وتحسين وضع البلديات العربية.


وبالإضافة إلى تعزيز الشرطة بأعضاء إضافيين -بتكلفة 500 مليون دولار- هناك اقتراح بزيادة الإنفاق على المناطق العربية، حيث يعيش ما يقرب من نصف السكان تحت خط الفقر أي ضعف المعدل الوطني.

في إشارة إلى التزامها رقّت “الشرطة الوطنية” في أبريل نيسان ضابطاً عربياً مسلماً إلى ثاني أعلى منصب فيها لأول مرة في تاريخها، وأعلنت عن خطط لبناء المزيد من مراكز الشرطة وتجنيد المزيد من الضباط العرب.

لكن سكان أم الفحم يقولون إنهم لم يروا أي تغيير حتى الآن، وليس لديهم أي شعور يذكر بالتفاؤل. وبعد أسابيع من ترقية نائب المفوض جمال حكروش قتل رجلان في أم الفحم، وتفصل بين مقتل كل منهما ساعة واحدة. وكثير من الجرائم يرتكبها العرب ضد العرب.

مع ذلك يقول المجندون الجدد في جهاز الشرطة إنهم حريصون على السيطرة على هذه المشكلة.

وقال كمال الأسدي “أحد الاسباب التي خلتني أتجند في شرطة إسرائيل هو أعمال العنف الموجودة في الوسط العربي والتي عمال تأخذ بازدياد”.

وقال زميله مورين بيناوي “كان حلم بالنسبة إلي من الطفولة أن أخدم بالدولة وأساعد كل الناس الموجودين بالدولة، بالأخص الناس من الوسط العربي وكل الفتيات اللي يواجهوا مشاكل عنف بالعائلة إلهن بيخافوا يحكوا و بيخافوا مين يفهمهن صعب عليهن من ناحية لغة يشرحوا لمحقق الي يحكي اللغة العبرية شو صار معهم. بدي أساعد هذه الناس″.

وقال أمنون بيئيري سوليتزيانو من مبادرة صندوق أبراهام، وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية تدعو إلى المساواة في خدمات الشرطة، إن الجريمة بين العرب تتزايد “بالتدريج، ولكن بشكل كبير”.

وتلقي منظمات حقوق الإنسان باللائمة وتشجب ما تقول إنها السياسات التي تتضمن استجابة أقل من جانب الشرطة إزاء الجرائم التي يرتكبها عرب ضد عرب وتطبيق إجراءات صارمة إزاء التهديدات ضد اليهود.

وتأمل الشرطة الإسرائيلية في أن يكون تجنيد المزيد من العرب مفيداً. فهناك جهود لضم ضباط من البدو والدروز و”العرب الإسرائيليين”. لكن دراسة أجرتها مؤسسة راند، بتفويض من الحكومة الإسرائيلية، حذّرت من أن تنويع القوة لن يكون كافياً. وأشارت المنظمة الفكرية إلى أن مدناً أمريكية ذات غالبية من قوات الشرطة من السود لم تشهد تحسناً يذكر.

وقال حايم بلومنفيلد، المسؤول البارز في أكاديمية الشرطة الوطنية، “هناك سياسة لوزير الأمن الداخلي جلعاد أردان والمفوض فقد اتفقا معاً على مضاعفة عدد مراكز الشرطة. وأستطيع أن أوضح لكم المبدأ.. فهما يقولان إن كل مدينة أو قرية تستحق -إذا كنتم تتصدون لجميع المشاكل لديها ..التحديات.. كما نحب أن نرى ذلك- سوف يكون لديها واحدة خاصة بها لأن من المهم جداً بالنسبة لنا أن نكون في الداخل ونغير هذه الحالة الذهنية بأننا لسنا السادة وأننا شركاء للمجمتع العربي هنا في إسرائيل”.

وقال كامل إغبارية، وهو من أم الفحم إن الشباب لا يجدون مكاناً للترفيه عن أنفسهم.

وأضاف “إحنا وين ممكن الشباب يتردقوا بالشوارع، الرفاهية الوحيدة الهم انهم يدوروا بالشوارع، يلفوا بالشوارع مع سياراتهم مع أصدقاءهم، وفي الحالة هذه بصير تعديات”.

وفي أم الفحم لا توجد ثقة تذكر في الشرطة كوسطاء. فالدوريات في المدينة نادرة. وهذه المدينة واحدة من أكبر المدن العربية، لكن لا توجد بها فنادق.

ويخشى السكان من الليل ويتحدثون عن المسلحين الذين يتجولون في الشوارع وتجار المخدرات المتجمعين في السيارات وزخات النيران التي تطلق في الساعات الأولى من اليوم.

وقال ساكن آخر من أم الفحم يدعى علي خضور “لما الأب بطلع أبنه مربى من الدار ما في حاجة للشرطة، وينتا (متى) بحتاجه إلها يعني للناس الضايعة الي ما الهاش أهل هذه هي فائدة الشرطة”.

وقال حسن إغبارية “هو خارج عن نطاق القانون أفراد الشرطة هم الحماية وهم الي بحموا هم القانون مش أنا القانون او انت أو أي إنسان، لما هم يكونوا موجودين هم بيحافظوا على النظام”.

وحتى الآن تأخذ حملات تجنيد العرب شكل حملات دعائية مكثفة، لكن متحدثاً باسم الشرطة قال إن الإدارات سوف تجتمع في نهاية الأمر مع المجتمعات لحشد التأييد.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :