عمان جو - بقلم الدكتور محمد أبوعمارة
مدير عام مدارس الرأي

لاشك أنني إنزعجت كما الملايين من الرسم المؤذي والماجن الذي نزل على صفحة ناهض حتر والذي يسيء للإسلام والمسلمين والموحدين جميعاً، ولكن مما أزعجني أكثر من ناهض حتر هو تلك الأصوات الصفراء التي بدأت تنادي من هنا وهناك أنه لم يقصد الاساءة تارة، وأن هذه حرية شخصية وتعبير عن الرأي تارة أخرى، وأن الموضوع مدبر له وأن ... وأن ... ، وأقول لهؤلاء لوكان حتر يعيش الان في الهند فهل سيجرؤ على الحديث عن لذة لحم البقر الذي يتناوله أمام القبائل التي تعبد البقرة ؟! أو هل سيستطيع الاساءة إلى بوذا أمام معبد بوذي في الصين مثلاً ؟!!
بل هل سيجرؤ على أن يخالف قوانين السير في دولة كأمريكا أو أن لا يصطف بدور الركاب عندما يستقل القطار في لندن !! هل سيجرؤ على فعل ذلك ؟!!
تعلمنا أن الذي يعلم بالغيوب هو فقط علام الغيوب –الله عز وجل- فنحن لن نجهد أنفسنا في البحث عما كان يقصده حتر من مشاركته لهذا المنشور الماجن ولن نحاول أن نمارس أي دور في اللوم لأن الخطأ هذه المرة ليس بحق أي فرد منا لكي يتسامح مع حتر أو مع الذي رسم هذا الرسم الكافر وانما علينا القصاص منه ومن كل شخص يحاول مس الذات العليا وذلك أدنى حق من حقوقنا كمسلمين وكموحدين لله عز وجل لكي يكون ذلك رادعاً لهذا ولكل من تسول له نفسه بأن يكرر هذا الجرم، وحرية الرأي يجب أن تلتزم بحقوق الآخرين وتحترمها ولا تمسها وهكذا تنص جميع التعليمات والقوانين التي تختص بهذا الجانب من حقوق الإنسان والرأي والرأي الآخر ولا يحق لأي شخص التطاول على معتقدات الآخر فما بالكم بهذا الذي يتطاول على الله عز وجل !!!
أما أنتم يامن انبريتم للدفاع عن هذا الحتر .. أقول لكم إن أسوء ما يمكن أن تقوموا به في هذه الأوقات هو ما تفعلونه، وأنا أجزم أن لكل منكم مبرره التافه المبني على أسس المنفعة الشخصية وحب الظهور من خلال طرق الباب المختلف، ولكنكم فشلتم هاهنا واخترتم الخيار الخطأ، أنصحكم أن تعودوا لرشدكم وأن تعدلو عما أنتم فيه، وأن لا تكونوا أداة لإشعال الفتنة في وطن لم يبق لنا فيه إلا الأمن والأمان والسلام.