إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

علموهم كيف يعيشون !! بقلم الدكتور محمد أبوعمارة


عمان جو - من خلال خبرتي كتربوي وتعاملي المتواصل مع أولياء الأمور أشاهد مدى تركيز أولياء الأمور على الجوانب المعرفية مثل: اريد أن يتعلم ولدي القراءة والكتابة في الروضة والبعض يريده أن يقرأ وهو في بطن والدته !!
وأن يحفظ جدول الضرب والقرآن الكريم والأناشيد و... و... و... مغفلين أن الحفظ هو أدنى درجات التعلم في هرم بلوم المعرفي.
ويكبر هذا الطفل ليركز والداه على تحصيله المعرفي وعلى أنه ينافس على المركز الأول سنة بعد سنة ويحصل على العلامة الكاملة في هذه المادة أو تلك مغفلين الأهم من ذلك وهو آليات الحياة !!
ويكبر أيضاً ليتخرج من الثانوية العامة بمعدل ما ويتوجه للجامعة ويتخرج الى سوق العمل ليتفاجأ بالحياة التي تتطلب منه مهارات اخرى غير التي تَعّلمها في الكتب.
مهارات قوة الشخصية والتفاوض وتقديم النفس والمبادرة والمسؤولية مهارات كيف يواجه الحياة، وكيف يواجه الناس، العالم ليس بحاجة للمزيد من حَفظة القصائد أو ضعيفي الشخصية والحيلة، ولو سألني أحدهم هل أفضل أن يكون ولدي متفوقاً دراسياً أو اجتماعياً لفضلت الثانية على الأولى لأن الثانية هي من تمكنه من الحياة وتجعله يخط طريقه متحملاً الصعوبات التي قد تواجهه دلالنا الزائد وحرصنا الكبير على تقديم كل سبل الراحة لأبنائنا يحرمهم من الكثير من التجارب التي تصقل شخصياتهم، وتجعلهم اتكاليين منقادين لا يحملون صفات القائد الذي نريد.
وتزامن هذا الدلال مع خلو المناهج من الجوانب التي تنّمي عند الطلبة القيادة يخشى منه أن تصدر نسخة جديدة من جيل لا يُبنى عليه الكثير فدعوتي للجميع أن نهتم بكل جوانب شخصية أبنائنا معرفياً واجتماعياً ونفسياً وأن لا نركز على جانب دون آخر فلكل من طلبتنا جانب مبدع علينا البحث عنه وصقله وتدعيمه لينتج لدينا جيل قادر على الحياة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :