إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الخوض في الأعراض .. ليس من شيم الأردنيين




عمان جو - شادي سمحان

ليس من الجرأة في شيء .. ولا من قواعد النقد السياسي .. توظيف الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للخوض في أعراض الآخرين ، واتخاذ هذا المسرب لتصفية الحسابات ، ففي ذلك سوء فهم كبير لمعنى حرية التعبير ..

إن تداول حديث ابنة رئيس الوزراء دولة الدكتور عمر الرزاز مؤخراً لا ينمُ عن شيء سوى عن توظيف الإعلام لخدمة الأجندات السياسية لمطلقي هذه الادراجات ، واستغلال اعراض الناس لإلصاق الاتهامات وهو ما لم يكن يوماً من شيم واخلاق الاردنيين النشامى، الذين كانوا على الدوام يفرقون بين الشخصية العام للمسؤول او السياسي وحياته الخاصة، حيث ثمة خيط رفيع لا تراه ولا تضع حدوده نصب أعينها سوى العقول الراقية والموضوعية، والمتشبعة بروح المبادئ السامية.

ان حادثة التعرض لابنة الدكتور الرزاز تؤكد ان ثمة عيونٌ متطفلة تتبع وترصد الحياة الشخصية لعائلة الدكتور الرزاز وتستغلها لممارسة الضرب تحت الحزام ، ولا يخفى على احد ان ذلك من ابشع صور سوء الأخلاق التي من الممكن ان تتسبب بسقوط القيم الاخلاقية والتربوية، فكثيراً ما حذرنا ديننا الحنيف من خطايا الخوض بأعراض الآخرين، ففي الحديث الشريف يصف النبي صلى الله عليه وسلم المسلم هذه الفئة، فيقول: "ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء".

وبالرجوع الى الأخلاقيات المهنية للصحافة ، فإن احترام الأخلاقيات، يعتبر من صميم المسؤولية الاجتماعية للصحافيين، حيث كرست التقاليد المهنية الدولية هذا المبدأ، وتوافقت جميعها على أن الصحافة مهنة نبيلة، لا تستغل الحياة الشخصية للسياسي والمسؤول لخلق العناوين العريضة ولا توجه جمهور القراء للخوض في اعراض الاخرين ، كما ان متابعي مواقع التواصل الاجتماعي سترفض ذات الادراج ما اذا كانت القضية تتعلق بشخصهم.

وختاماً لزاماً علينا ان لا تسوّغ لنا الخلافات السياسية او الفكرية ان نستبيح اعراض الاخرين ، ونخرج النقاش والنقد السياسي من دائرته لندخل دائرة شخصنة القضايا وتداول الحياة الخاصة للمسؤولين ...




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :