عمان جو – خاص وحصري - احتفى الاسلاميون في الأردن على نحو غير مسبوق بلقاء كتلة الاصلاح النيابية بجلالة الملك امس ، وبدا ظاهرا احتفاء الاسلاميين بهذا اللقاء من خلال نشر النائب ديمة طهبوب لصورة تجمعها بالملك علقت عليها بالقول مصافحة القلوب في اشارة الى احترام جلالته لرغبتها في عدم المصافحة بشكل مباشر.
لكن بعيدا عن هذه الصورة الرمزية ياتي لقاء جلالته بالكتلة التي تمثل الشق غير المرخص من جماعة الاخوان المسلمين بمثابة تعزيز للجماعة غير المرخصة واعتراف ملكي بها بعد سنوات من القطيعة الرسمية والمماحكات الحكومية، كما تعتبر انتصارا للجماعة غير المرخصة في وجه جمعية جماعة الاخوان المسلمين المرخصة والمعترف بها حكوميا.
الاحتفاء بدا ايضا في حديث النائب صالح العرموطي من كتلة الإصلاح النيابية والذي قال على اذاعة روتانا ان لقاء الكتلة مع جلالة الملك عبدا لله الثاني تضمن مجموعة من الامور الهامة مشيرا الى اريحية جلالته خلال الحديث واطمئنانه للدعم الشعبي والرسمي بخصوص رفض صفقة القرن .
العرموطي نقل عن جلالته قوله لاعضاء الكتلة حيال اتفاقية الغاز مع اسرائيل " اتركوها لي " وان لها وضع قانوني.
الاحتفاء الاسلامي ان صح التعبير مرده ايضا حجم الصراحة التي تحدث بها الملك للكتلة ما يعني الثقة ، وهي ايضا اول مبادرة تواصل وإتصال بين الملك مباشرة وممثلين للتيار الاخواني عبر البوابة البرلمانية .
وتعول الحركة الاسلامية على هذا اللقاء ليكون بادرة ومرحلة جديدة للتواصل مع القصر او تعديل مزاج العلاقة بين الاسلاميين والحكومة في الاردن. خاصة بعد مساندة الحركة الاسلامية لموقف الملك من صفقة القرن فكانت جماعة الاخوان المسلمين اول من نظم تظاهرات مؤيدة للملك انطلاقا من المسجد الحسيني قبل نحو شهر.
ويرى مراقبون ان لقاء الملك مع كتلة الإصلاح ردايجابي من القصر على المبادرة التي أطلقتها الحركة الإسلامية قبل أسبوعين تقريباً ، وانفتاح هاديء ومتوازن على الحركة الاسلامية .
بينما يرى اخرون ان القصر اليوم بحاجة الى شعبية الحركة الاسلامية رغم تراجعها نسبيا خاصة في المرحلة المقبلة التي تتطلب ضغطا شعبيا في الشارع لمواجهة صفقة القرن ضمن حزمة اداوات لمواجهة المشروع الامريكي.