إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

البحار آية من آيات الله (1)


عمان جو - تغطي البحار والمحيطات حوالي ثلاثة أخماس القشرة الأرضية كمسطح مائي جبار يميز كوكب الأرض عن غيره من كواكب المجموعة الشمسية، ويعطيه من الفضاء لونه الأزرق البديع، وقد دلّل القرآن في آياته على الإدراك بعظم حجم هذا المسطح المائي على الكوكب قبل وجود أي تحديد جغرافي لمساحته مقارنة باليابسة بقرون، فضرب الله به مثلاً شهيراً للتدليل على عظمته تعالى، وكثرة سعة حكمته وكلماته اللامحدودة في قول تعالى: "وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (لقمان: 27).
وهذا القول يشير بوضوح إلى عظم حجم المسطح المائي على الكوكب حتى أنّ الله تعالى يتخذه كأكبر موجود جغرافي في الأرض يمكن التشبيه به.
"وتؤثر البحار تأثيرا أساسياً في كل كائن في الأرض؛ حيث تشكل 97% من المياه في العالم، بينما تشمل المياه العذبة 3% فقط، وتمثل الأنهار الجليدية 27% من المياه العذبة، و72% مياه جوفية، ويتبقى أقل من 1% من المياه العذبة في الغلاف الجوي أو المجاري المائية أو البحيرات، في أي وقت من الأوقات، وتتجدد الإمدادات من المياه باستمرار بفعل الأمطار الجليدية والدورات الكونية للمياه". (إدارة البيئة نحو الإنتاج الأنظف -زكريا طاحون- المكتب العربي للبحوث والبيئة 2005 - ص154).
وقد ورد ذكر البحر والبحار في القرآن الكريم 40 مرة؛ منها لفظ البحر 33 مرة، البحرين 4 مرات، البحار مرتين، أبحر مرة واحدة. وورد لفظ الفلك (28) مرة، وورد ذكر سخّر ومشتقاتها 22 مرة، ومنها سخّر البحر مرتين. كما ورد لفظة لحم ومشتقاتها 12 مرة، منها اللحم الطري مرتين. (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم- محمد فؤاد عبد الباقي).

البحار والقارات
لا تمثل القارات التي سكنها الإنسان وكانت مسرح نشاطاته، إلا 29.4% من مجموع سطح كوكبنا الأرض. بينما تبلغ مساحة المحيطات 70.6% من الأرض. وعالم المحيطات -هذا العالم الصامت- أو ما يسمى بالقارة السادسة هي أكبر من القارات الخمس مجتمعة بحوالي مرتين ونصف.
والبحر مصدر مشارك في تصريف الرياح والسحاب، وفي عذب الماء والغذاء والكساء والكربون والمعادن والطاقات، ومشارك فعال في كل نشاطات الحياة، ومن هنا فإن دراسة البحار والأنهار وارتفاقها فريضة من فرائض الإسلام.
وهو أيضاً آية من آيات الله، ونعمة من نعمائه، وهو مجال رحب للتدبر والتفكر، فقد سخّره الله للإنسان ومنّ عليه بهذا التسخير، وذكّره دائماً بهذه النعم.
ولولا هذا السطح العظيم في الماء الذي يغمر ثلثي الكرة الأرضية، مفرقاً بين القارات لما تمّت عملية التبخر، ولما تمّت عملية المطر الدورية، التي هي قوام الحياة.
وبالرغم من أن أعماق المحيطات تبدو كبيرة بالنسبة للمقاييس البشرية المألوفة، إذ يبلغ متوسط أعماقها 3763م، إلا إنها مع ذلك لا تمثل في الحقيقة أكثر من غشاء سائل رقيق، يغطي سطح الأرض فيما إذا قورن ذلك مع قطر الأرض الذي يبلغ 12.740 كم. (موسوعة الشباب 1/45).
ولو جعل الله ماء البحر عذباً لدبّ إليه الفساد، بما فيه من الحيوانات، وبما يصبّ فيه من سواقط اليابسة. ولو جعله الله في ناحية منعزلة من الكرة الأرضية، غير مفرق بين القارات، لتعطّلت دورة الماء العجيبة في صعوده من البحر بالتبخر، وعودته إلى البحر من طريق الأنهار، وعادت اليابسة مستنقعاً لمياه الأنهار.
والبحران هما البحر المالح والبحر العذب، ويشمل الأول البحار والمحيطات، ويشمل الثاني الأنهار. ومرج البحرين أرسلهما وتركهما يلتقيان، ولكنهما لا يبغيان، ولا يتجاوز كل منهما حدّه المقدر ووظيفته المقسومة، وبينهما برزخ في طبيعته من صنع الله. (نظرات في الكون والقرآن- د. عبد الهادي ناصر ص 321).

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :