عمان جو - مقال كتبه "عمر ابو زيد" -

كلما تحدثنا مع من هم أكبر منا عمرا وقامة ومقاما .. أهل الخبرة الذين عاصروا كرة الثمانينات وبداية التسعينيات بل وما قبل ذلك : تجدهم يتحسرون على الماضي الجميل الذي يصفونه بعصر كرة القدم الممتعة على الرغم من صعوبة المشاهدة أنذاك بسبب قلة الإمكانيات التكنولوجية !


بطولة كأس العالم : كانت مناسبة ينتظرها الجميع .. وأطلقوا عليها البطولة الأقوى في العالم لأنها شهدت منافسة قاسية بين منتخبات عريقة (البرازيل - الارجنتين - ايطاليا - المانيا - فرنسا - اسبانيا - انجلترا وغيرها من المنتخبات القوية) .. لم تكن هناك مباراة يسهل توقعها بسبب شدة تقارب المستوى الفني !


حتى بطولة الدوري في البلاد الخمسة الكبرى أوربيا .. ودوري ابطال اوربا :
كانت بطولات قوية يتنافس عليها أندية عريقة تعاني حاليا !

حتى الدوريات العربية : أغلبها أصبح بلا طعم واصبحت الاندية الكبيرة في جانب وباقي الاندية في جانب أخر !

عصر التعقيدات التكتيكية

لا شك أن الثورة التكنولوجية الضخمة التي شهدها العالم ساعدت بشكل كبير في تطور كرة القدم من الناحية التكتيكية !

قديما : كان يصعب على الاندية قراءة الخصم واللعب على نقاط قوته ونقاط ضعفه .. لكن الان باليوتيوب وجوجل تستطيع جلب أي معلومات تخص الخصم .. الاندية والمنتخبات أصبحت كتابا مفتوحا للجميع !

قديما : كانت المدارس التدريبية تعد على الاصابع .. والان تشعبت هذه المدارس حتى صار لكل مدرب اسلوبه الخاص به !

قديما كان اللاعبون المهاريون كثيرين ... وحاليا تحاول البحث عنهم وكأنك تبحث عن المستحيل !

قديما : كانت الكرة للمتعة فكانت اغلب الاندية واغلب المنتخبات تلعب بهجوم كاسح حتى أنني رأيت مباراة في الثمنينات كان يلعب فيها الفريقين بطريقة 2-4-4 (اثنين فقط في خط الدفاع) ... وحاليا صارت الكرة تجارة رابحة فأصبحت مصبوغة بالصبغة التكتيكية يميل فيها المدربون للانضباط والالتزام !

واخيرا كرة القدم هي افيون الشعوب اعيدوها الى سابق عهدها...