إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

تقنية حديثة تبشر مرضى الصداع التوتري بالشفاء


عمان جو - صفاء خصاونة - لم تكن منى تعلم أن ما كانت تعانيه منذ حوالي عشر سنوات من صداع شديد وألم في العينين والأسنان كان سببه الصداع التوتري" الذي يمكن التخلص منه بجلسة واحدة لا تستغرق أكثر من ساعة واحدة عند الطبيب المختص.

منى الزعيم واحدة من بين الكثيرين ممن ارهقتهم آلام الصداع وكثرة التنقل بين الأطباء بحثا عن حل للمشكلة المزمنة دون جدوى.

ويقول الدكتور إحسان الشنطي الخبير في الآلام المزمنة، والحاصل على الدكتوراة في الطب من كلية ادوارد الطبية، "إن حوالي 50 بالمئة من النساء، و 40 بالمئة من الرجال يعانون خلال حياتهم من الصداع التوتري، وهو أكثر أنواع الصداع انتشاراً بين البالغين".

ويشير الى ان غالبية المرضى هم من فئة الشباب والمراهقين الذين يدخنون (الارجيلة)، محذرا من دور هذه العادة السيئة الكبير بالتسبب في الصداع التوتري.

ويؤكد الدكتور الشنطي الحائز على البورد الاردني والأميركي في علاج الآلام، أن "هذا النوع من الصداع يسبب ألما شديدا مصحوبا بانقباض في العضلات التي تغطي فروة الرأس، ويمتد الى العينين والأذنين وقد يصل الى عضلات الرقبة"، مشيرا الى استخدامه تقنية طبية لأول مرة في المملكة وعلى مستوى الشرق الاوسط وشمال افريقيا اظهرت فعالية كبيرة في التخلص مما يطلق عليه طبيا (الصداع التوتري)".

وتقول منى التي ما تزال في العقد الثاني من عمرها، "إنها عانت آلاما شديدة في الرأس منذ عشرة أعوام وهي على مقاعد الدراسة، قال الأطباء حينها وبعد إجراء الفحوصات والتحليلات كافة أن ما تعانيه ناجم عن التوتر الذي يصاحب التوجيهي والضغط الدراسي والنفسي وقد اعطيت حينها العديد من المسكنات ولكن دون جدوى".

وتضيف، "انتهت مرحلة الدراسة لكن الصداع لم يتوقف، بل أصبحت أعراضه أكثر حدة وألما بالرغم من تناولي الكثير من المسكنات، بل إن شدة الألم جعلتني في كثير من الأحيان طريحة الفراش لفترة تمتد الى عدة أيام متواصلة، كنت خلالها أتوقف تماما عن ممارسة حياتي الطبيعية".

بدأت منى رحلة عذاب اخرى تلخصها بـ "التنقل بين طبيب وآخر لعلي أكتشف سبب هذا الصداع وأجد من يصف لي العلاج المناسب له"، لكنها وكما تقول "دخلت في دوامة التكهنات من قبل الأطباء كنت آمل أن أجد في إحداها حلا لما أعانيه، فاضطرت لإجراء عملية الليزك (تصحيح البصر) الذي اعتقد أطباء أنه سبب الصداع، لكن الصداع لم يفارقني ولم تقل حدته". 

المعاناة المستمرة قادت منى، كما تقول، الى طبيب الأسنان الذي نصحها بـ "خلع ضرس العقل لما له من تأثير كبير في حدوث الصداع"، وأذعنت منى للنصيحة "وتخلصت الى الأبد من ضرس العقل علّ المشكلة تكون فيه.. ولكني ايضا لم اتخلص من الصداع".

واضطرت منى، كما تصف حالتها "الى اللجوء لحقن المسكنات بدلا من الحبوب التي لم تعد تجدي نفعا، ولأن كثرة استخدامها بدأ يسبب لها ألما وتحسسا بالمعدة"، قبل ان تهتدي في نهاية المطاف الى العلاج بالتقنية الحديثة منذ سبعة أشهر تقريبا، موضحة أنها تشعر الآن بتحسن كبير، ولم تعد تتعرض لنوبات الصداع المتكررة، ولم تعد بحاجة لتناول المسكنات.

الدكتور الشنطي العضو في المعهد العالمي للألم يقول، ان ما يميز تقنية الترددات الحرارية النابضة في علاج الصداع التوتري أنها علاجية (اي تقضي على المرض) وليست مسكنة له.

ويبين ان هذه الطريقة آمنة طبيا وليس لها أية مضاعفات، وحالما يبدأ المريض بالتعافي يستطيع بعدها ممارسة حياته الاعتيادية بكفاءة اكبر ودون نوبات الصداع المتكررة او تناول المسكنات التي قد تسبب آثارا جانبية لدى البعض. 

وعن هذه التقنية الجديدة والتي تسمى "بالترددات الحرارية النابضة" يقول الدكتور الشنطي، انه بدئ استخدامها في الولايات المتحدة منذ تسعينيات القرن الماضي، وكانت تستخدم بشكل اساسي لعلاج فقرات العمود الفقري، وتطورت منذ ذلك الحين وأصبحت حديثا تستخدم لعلاج الصداع التوتري وآلام المفاصل والرقبة.

ويضيف، انه بفضل جهاز الترددات الحرارية النابضة يمكن وبدقة متناهية تحديد العصب المصاب والتأكد عن طريق اختبار موضعي دقيق للإحساس والحركة في ذلك العصب، وبعدها يتم استخدام الجهاز النابض للحرارة ليحدث تشويشا على السيالات الناقلة للألم ويمنعها من نقل إشارات الألم الى الدماغ، وبالتالي يتم القضاء على الألم، مشيرا الى ان العلاج لا يستغرق اكثر من ساعة واحدة وبإمكان المريض مغادرة المستشفى بنفس اليوم. 

ويؤكد الدكتور الشنطي انه بفضل هذه التقنية يتم القضاء على الألم بنسبة 90 بالمئة بعد اقل من اسبوع من بدء العلاج، مشيرا الى انه تم استخدام هذه التقنية في الأردن منذ سبعة شهور تقريبا وتم خلالها معالجة العشرات من المرضى الأردنيين وغيرهم من البلدان العربية مثل المملكة العربية السعودية، قطر، الجزائر، وليبيا، وحتى من الولايات المتحدة الأميركية وذلك بسبب التكلفة المنخفضة نسبيا للعلاج في الاردن مقارنة بالبلدان الغربية.

ويلخص أسباب الصداع التوتري بتعرض الانسان لضربة حادة على الرقبة والجلوس غير الصحي ولا سيما امام الحاسوب، ووضع الهاتف المحمول بين الرقبة والكتف لمدة طويلة، والقيادة لفترات طويلة، ناهيك عن السمنة والتعرض للفحات الهواء الحادة.

ولتجنب حدوث هذا النوع من الصداع ينصح الدكتور الشنطي بالابتعاد ما أمكن عن كل مسببات المرض وممارسة الرياضة والابتعاد عن ضغوطات الحياة اليومية. 

(بترا)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :